نبض أرقام
20:59
توقيت مكة المكرمة

2024/05/18
2024/05/17

"التنبؤ الفائق".. كيف يمكن للشركات والحكومات الحصول على توقعات مستقبلية دقيقة؟

2019/09/21 أرقام

التنبؤ بتطورات الأحداث ونتائج الأفعال هو أحد أغلى وأثمن الهبات التي قد يتمتع بها شخص ما، ولا يكون ذلك عن طريق إطلاق التوقعات الغامضة والممكن تفسيرها على أكثر من نحو، ولكن عن طريق الدراسة والتحلي بالبصيرة والحذر، بحسب تقرير لـ"بي بي سي".

 

 

شخص بمثل هذه السمات يمكن أن يرى احتمالات نجاح الأنشطة التجارية أو نتائج الانتخابات أفضل من غيره، ويُعرف على نطاق واسع باسم "المتنبئ الفائق" أو "المتنبئ العبقري"، ويمكن للمهتمين بعالم الأعمال أن يتعلموا منه كيفية إصدار الأحكام بذكاء للحفاظ على مليارات الدولارات من أموال الشركات، أو حتى منع البلدان من خوض الحروب.

 

خطيئة "ستيف بالمر"

 

- في عام 2007، قال الرئيس التنفيذي لشركة "مايكروسوفت" آنذاك "ستيف بالمر" إنه لا توجد فرصة لجوال "آيفون" كي يستحوذ على حصة كبيرة في سوق الجوالات.

 

- أضاف "بالمر" عقب هذه التصريحات أن شركة "آبل" ستستحوذ على حصة تتراوح بين 2% و3% فقط في سوق الجوالات المتنامي، لكن في نهاية المطاف بلغت حصة صانعة "آيفون" من السوق العالمي 23% بحلول أوائل عام 2012، وهو مستوى الذروة لها. (يمكنك الاطلاع على حصص الشركات العالمية من سوق الجوالات الذكية حاليًا هنا)

 

- لم يكن "بالمر" يتحلى بخصائص المتنبئ العبقري، مثل التواضع والفكر المنفتح والفضول وصفات أخرى، لكن ما زاد الأمر سوءًا هو عدم رغبته في تعديل التوقعات، فعادة ما يكون الأشخاص أصحاب التنبؤات الجيدة سعداء ومنفتحين على تغيير توقعاتهم عند تزويدهم بمعلومات جديدة.

 

 

- الحقيقة أن عدم تحلي "بالمر" بهذه القدرات ربما كان سببًا في عدم ظهور "مايكروسوفت" في سوق الجوالات الذكية، وكان ذلك سببًا في إطلاق النقاد عليه لقب "أسوأ رئيس تنفيذي لشركة عامة كبيرة" في الولايات المتحدة.

 

- إذا كان من السهل معرفة كيف يصبح المرء جيدًا في التنبؤات، فهل يعني ذلك أنه بالإمكان تجنب أخطاء مثل التي وقع فيها "بالمر"؟

 

الحكم الجيد يكون جماعيًا

 

- فكرة صقل مهارات المتنبئين كي يصبحوا عباقرة لم يتم النظر فيها بشكل متعمق إلا في السنوات القليلة الماضية، ومنذ 2011 حتى 2015، نظمت وحدة "آيربا" التابعة لمكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، دورة للبحث عن فرق من المتنبئين الموهوبين بشكل طبيعي.

 

- والمفاجأة كانت التوصل إلى مجموعة كبيرة منظمة من المتنبئين الذين يمكنهم تقديم تنبؤات أكثر ذكاءً من ضباط المخابرات أنفسهم، وإجمالًا شارك 25 ألف متنبئ، أطلقوا توقعاتهم الخاصة بشأن مستقبل منطقة اليورو واحتمال فقدان "فلاديمير بوتين" للسلطة في روسيا.

 

- تفوق أولئك الذين عملوا في فرق منظمة على الأفراد المدربين بشكل جيد، والفكرة هنا تكمن في أنه خلال العمل الجماعي يحدث توازن للتحيزات الشخصية لدى الأعضاء، وفي النهاية أصبح هناك فريق فائز يمكنه التوقع بشكل أكثر دقة.

 

 

- تقول "كاثي بيتش" المسؤولة بمؤسسة الابتكار البريطانية "نيستا": إذا نظرت إلى وسائل الإعلام وخبراء السياسة في الوقت الحالي، ستجد الجميع يردد عبارة "لا يمكن التنبؤ بذلك" أو "لا أعرف ماذا سيحدث"، وإذا نظرت إلى الصحف سترى مجموعات كبيرة من الرسوم البيانية المعقدة حول "بريكست".

 

- إذا كان الخبراء يقولون إنهم لا يستطيعون توقع ما سيحدث، وإذا لم تنجح الطرق الإحصائية في التنبؤ لأنه لا توجد سابقة تاريخية لذلك، فكيف يمكن للأفراد أو المنظمات اتخاذ قراراتها؟

 

- تضيف "كاثي": في الوقت الذي يزداد فيه التعقيد وعدم اليقين، يكون احتمال وصول الفرد إلى المعلومات أقل، لكن دمج رؤى العديد من المتنبئين، يمنحنا نتيجة أكثر دقة، لأنهم جميعًا يحملون معلومات مختلفة تساعد في بناء صورة أكثر اكتمالًا، وتجنبنا التحيزات وعدم الدقة في التنبؤ الفردي.

 

تحديد الأنماط المختلفة

 

- أصدر فريق المتنبئين الخارقين التابع لوحدة "آيربا" توقعات ممتازة بشكل متكرر منذ تشكيله، وتولى إطلاق نشاط تجاري للتحليل والتوقع تحت اسم "جود جادجمنت إنك"، وشغل منصب المدير الإداري به أحد أعضاء الفريق يدعى "مايكل ستوري".

 

- يقول "ستوري": عندما تختبر الأشخاص لمعرفة إذا كان من الممكن أن يكونوا متنبئين جيدين، فإن المؤشر الرئيسي لا يكون الإلمام والمعرفة بالموضوعات المختلفة، وإنما القدرة على التعرف على الأنماط من خلال الصور.

 

 

- عبر مطالبة الأشخاص بتحديد أنماط محددة في مجموعة من الصور، يمكن إجراء تقييم دقيق لما إذا كانوا يتمتعون بحس جيد للتنبؤ أم لا، لكن كي يفعلوا ذلك، ينبغي عليهم تنحية تحيزاتهم الشخصية جانبًا، فالمتنبئ الفائق لديه قدرة فريدة تمكنه من التغاضي عن تحيزاته.

 

- إذا اضطر المرء إلى تحديد شيء ما بعينه، فغالبًا يميل معظم الناس إلى معتقداتهم وأفكارهم التي يعتبرونها ثمينة للغاية وأحيانًا مقدسة وتحدد شخصياتهم، لكن يميل المتنبئ الخارق إلى اعتبار معتقداته مجرد فرضية واحدة من بين فرضيات عديدة ويتمسك بإخضاع الأمر إلى مراجعة مستندة إلى الأدلة الفعلية.

 

- هذا يعني أن المتنبئ الخارق يميل إلى تحديث معلوماته باستمرار للوصول إلى تنبؤ أفضل، ووفقًا لمستجدات الأخبار إما أنه يزيد احتمالاته أو يخفضها.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة