نبض أرقام
01:10
توقيت مكة المكرمة

2024/06/01
2024/05/31

"آدم نيومان" على خطى "ترافيس كالانيك".. فيما أخفق مؤسس "وي ورك"؟

2019/09/23 أرقام

عُرف "آدم نيومان" المؤسس المشارك لشركة "وي ورك" لمساحات العمل المشتركة، بأنه الربان والأب الروحي للنشاط التجاري، فعلى المستوى الخارجي كان مقنعًا للمستثمرين المغامرين، وداخليًا كان ملهمًا للعاملين، وهو صاحب مقولة (طاقة كلمة "نحن" أكبر من أي واحد بيننا، لكنها بداخل كل منا) بحسب "فايننشال تايمز".

 

 

مع ذلك، لم يستطع "نيومان" أن يقود شركته إلى بر الأمان عبر بحر الأسواق العامة حتى الآن، وبدت محاولته تتجه نحو فشل ذريع، بعدما قررت "وي ورك" تجميد عملية الطرح العام الأولي للأسهم، مع تكهنات بخفض القيمة السوقية للشركة بأكثر من النصف.

 

إنها لحظة حساسة للمؤسسين مثل "نيومان" الذي استطاع إقناع أصحاب رأس المال المغامر بأن التقنية ونموذج الأعمال الجديد يمكن أن يغيرا العالم، ما يعيد للأذهان إقصاء المؤسس المشارك لـ"أوبر"، "ترافيس كالانيك" من قيادة الشركة قبل فترة طويلة من طرح أسهمها في البورصة.

 

كاريزما غير مكتملة

 

- أكد "نيومان" سابقًا أن "وي ورك" أكثر من مجرد شركة عقارية، وأن مهمتها لرفع مستوى الوعي العالمي تستحق تقييمًا أعلى بكثير من منافسيها، وعلى جانب آخر وصفته الشركة الأم "وي" في بيان الاكتتاب بأنه "قائد فريد أثبت قدرته على امتلاك الرؤية الثاقبة والمبتكرة".

 

- يصف عالم الاجتماع "ماكس ويبر"، الكاريزما بأنها الجودة التي تجعل الفرد يبدو غير عادي، وبموجبها تنسب إليه قوى غير طبيعية أو غير إنسانية، أو على الأقل قوى استثنائية، وقال أيضًا إنها دعوة أو مهمة تستنكر وترفض الاستغلال الاقتصادي لهبة ما كمصدر للدخل.

 

 

- كان لـ"نيومان" سحره الخاص عندما أقنع المستثمرين الأوائل في دعم فكرته، لكن الكاريزما في عالم الأعمال، لا تعتمد فقط على القدرات الخاصة والاستثنائية لقائد النشاط، وإنما على أشخاص آخرين يثقون فيه، فإذا تلاشت ثقتهم فلا قيمة له.

 

- كانت مشكلة "وي ورك" هي الفجوة بين تصريحات "نيومان" النبيلة وكيف سعى إلى تحقيق مصالحه المالية الشخصية، فقد كسب ما يزيد على 700 مليون دولار من خلال البيع والاقتراض مقابل أسهم "وي ورك".

 

- علاوة على ذلك، رخص لشركة "وي ورك" استخدام العلامة التجارية "وي" التي يمتلك حقوقها مقابل 5.9 مليون دولار، لكنه حاول تدارك الأمر وأعاد الأموال في وقت لاحق وخفض حقوقه التصويتية، أملًا في إنقاذ الاكتتاب العام، لكن يبدو أن الآوان قد فات.

 

خيبة أمل المستثمرين المغامرين

 

- حتى الأشخاص الأنقياء للغاية، كانوا ليواجهوا مقاومة إذا كانوا في موضع "نيومان"، إذ يكمن التعقيد الآن في أن المستثمرين المغامرين سارعوا إلى تقييم "وي ورك" عند مستويات ضخمة كشركة تقنية تمتلك مؤسسين جيدين، وكانوا على ثقة تامة بأن سوق الأسهم ستتهافت للحاق بركبهم.

 

- للقيادة الكاريزمية استخداماتها عندما تحتاج الشركات إلى التحول؛ الروساء التنفيذيون الذين تجنبوا الأساليب البيروقراطية ليتحولوا إلى قادة أعمال مثل "لي إياكوكا" في "كرايسلر" و"جاك ويلش" في "جنرال إلكتريك"، كانوا بحاجة لجاذبية شخصية لتحقيق التغييرات الصعبة.

 

 

- استطاع قادة أعمال مثل "جيمي ديمون" في "مورجان ستانلي" و"مايكي دريكسلر" في "جاب" ثم "جيه كرو"، تحويل أنشطة متراجعة الأداء إلى علامات تجارية أقوى تجذب العملاء الجدد وتحظى بولاء المستثمرين.

 

- أيضًا كان نجاح "ستيف جوبز" في تحويل "آبل" إلى واحدة من أكبر الشركات في العالم، مستندًا إلى الرؤية التقنية وقوة الشخصية (وظل الأمر كذلك في عهد "تيم كوك")، وبفضل قدرته السحرية على إخضاع الصناعة لإرادته أصبح نموذجًا لمؤسسي الأعمال التقنية.

 

- مهما كانت نقاط ضعف "نيومان"، يظل رجل أعمال حقيقي، أدرك أن سوق مساحات العمل المشتركة كان تجربة سيئة للعديد من أولئك الذين أجبروا على العمل فيها قبل تأسيس "وي ورك"، ورأى أن هناك فرصة لإنعاشه.

 

غياب الانضباط أفقد المستثمرين الثقة

 

- لكن هذه الرؤية والطموح لمؤسس "وي ورك" لا تحتاج فقط إلى منصة تقنية وحساسية في التصميم، ولكن جعل استئجار مساحة العمل يشعر المرء بأنه عضوًا في مجتمع يقوده "نيومان".

 

 

- عندما راقب المستثمرون جهود الاكتتاب العام، أرادوا ألا يعرفوا فقط ما إذا كان "نيومان" جديرًا بالثقة فحسب بل ما إذا كانت "وي ورك" ستفوقه قدرة.

 

- في حين يمكن للمؤسس الذي يتحلى بكاريزما قوية جذب رأس المال المغامر عن طريق توسيع نطاق النشاط التجاري، تعرف المؤسسات الاستثمارية أيضًا أن الإلهام والقيادة الرشيدة يحققان النجاح فقط إذا اقترنا بالانضباط.

 

- تم تقييم "وي ورك" في يناير بنحو 47 مليار دولار بعد جولة تمويل، لكن فشل "نيومان" في إدراك حاجته الملحة للإصلاح كان سببًا في تجميد خطط الطرح العام والتفكير في خفض قيمة الشركة، ورغم وجود خطط لإجراء الاكتتاب العام قريبًا، تبدو جاذبية المؤسس الملهم تتلاشى بالفعل. 

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة