نبض أرقام
04:12
توقيت مكة المكرمة

2024/05/20
2024/05/19
15:21
14:03
13:49
12:21

ما هي قطاعات الاقتصاد المتضررة من وباء كورونا؟

2020/03/26 أرقام

إنفاق شخص ما، هو دخل شخص آخر. هذه العبارة تفسر باختصار الخطر الكبير الذي يواجهه الاقتصاد العالمي الذي تقدر قيمته بما يصل إلى 87 تريليون دولار.

 

فالعلاقة بين الإنفاق والدخل، والاستهلاك والإنتاج هي جوهر عمل الاقتصاد الرأسمالي وأساس "آلة الحركة الدائمة".

 

فنحن نشتري الأشياء التي نحتاجها ونقدم المال مقابل ذلك إلى أناس أنتجوا هذه الأشياء، وهم بدورهم يستخدمون ذلك المال لشراء أشياء أخرى يريدونها وهكذا...دوما.

 

وما يقلق بشدة بشأن الآثار الاقتصادية المحتملة للوباء هو أنه يدفع "آلة الحركة الدائمة" هذه إلى حالة شبه المتوقفة في قطاعات كبيرة من الاقتصاد ولفترة غير محددة.

 

ولم يشهد أي اقتصاد حديث حالة كهذه. فلا أحد يعرف كيف ستتفاعل الآلة الاقتصادية مع هذا الضرر. وإذا نظرنا إلى جداول الإحصاءات الرسمية للاقتصاد الأمريكي نستطيع أن نفهم حجم القطاعات التي توشك على التوقف بشكل شبه كامل.

 

انكماش هائل في الإنفاق

 

 

إن الولايات المتحدة ومعظم بلدان العالم على وشك انكماش هائل في الإنفاق الاستهلاكي الذي يعني بدوره تراجع الناتج الاقتصادي وانخفاض الدخول بين الأفراد الذين يقدمون الخدمات.

 

جداول مكتب التحليل الاقتصادي تشير إلى أن الإنفاق الاستهلاكي يشمل ثلاث فئات ستشهد على الأرجح تراجعا حادا خلال الأسابيع المقبلة وهي النقل، والترفيه، والغذاء والإقامة.

 

أنفق الأمريكيون 478 مليار دولار على خدمات النقل في عام 2019 (ولا يشمل الرقم شراء سيارات خاصة)، وأنفقوا أيضا 586 مليار دولار على الترويح (مثل تذاكر الأحداث الرياضية).

 

وأنفق الأمريكيون 1.02 تريليون دولار على الخدمات الغذائية والإقامة (وجبات بالمطاعم وإقامات بفنادق لكن لا يشمل الأغذية المشتراة من المتاجر للاستخدام المنزلي).

 

هذا يضيف ما يصل إلى 2.1 تريليون دولار سنويا أي 14 بالمائة من إجمالي الإنفاق الاستهلاكي الذي يبدو أنه سيتلاشى على الأقل لعدة أسابيع وربما أكثر. ولا يُعرف إلى أي مدى ستتراجع تلك الأرقام وفترة التراجع.

 

فما يعنيه هذا الانهيار في الإنفاق بتلك الفئات الرئيسية للطرف الآخر في دفتر الحسابات.. أي "الدخول"؟.

 

الإيرادات الواردة من تلك القطاعات تذهب إلى أماكن شتى. إنها تدفع أجور الموظفين مباشرة، وتذهب للموردين وللضرائب التي تمول الشرطة والتعليم مثلا، وتذهب أيضا إيجارات لأصحاب العقارات وأرباح المستثمرين. وتواجه كل تدفقات السيولة هذه خطرا كبيرا في ظل انهيار الإنفاق الاستهلاكي.

 

نحو  14 مليون موظف

 

 

القطاعات الخمسة التي تواجه انهيارا مباشرا وفوريا في الطلب أو مهددة بالتوقف بسبب كورونا هي النقل الجوي، والفنون الاستعراضية والرياضة، والترويح وفروعه، والفنادق وغيرها من أشكال الإقامة، والمطاعم.

 

وقدمت هذه القطاعات الخمسة 574 مليار دولار أجورا في المجمل عام 2018 وهو نحو عشرة بالمائة من إجمالي الأجور التي تتوزع على 13.8 مليون شخص، وتمثل تلك الأرقام حصة الاقتصاد المعرض لأشد خطر مباشر.

 

هذه هي الصناعات المرجح أن تنهار إيراداتها. لن تملك هذه القطاعات ببساطة الإيرادات الكافية لإنجاز التزاماتها المعتادة وأهمها مبلغ 11 مليار دولار أسبوعيا يدفعها القطاع في العادة أجورا لموظفيه ناهيك عن مدفوعات أخرى كالإيجارات وخدمات الدين وضرائب على الممتلكات.

 

صحيح أنه سيكون هناك بعض التعويض  - إذ سيتم شراء المزيد من متاجر البقالة بدل المطاعم على سبيل المثال وسيزداد الإنفاق على الرعاية الصحية.

 

لكن الاقتصاد لا يعتدل بهذا القدر المتواضع من الإنفاق ومسألة عمل الأطباء و الممرضين وموظفي متاجر البقالة فترات إضافية لا تضاهي ملايين العاملين في المطاعم وشركات الطيران والفنادق الذين ستنهار دخولهم.

 

الآثار الأولية المحتملة ستكون ضخمة نتيجة عدم بيع كل هذه الوجبات بالمطاعم، وبقاء غرف الفنادق خاوية، واستمرار توقف الطائرات هذا فضلا عن آثار أخرى غير مباشرة.

 

فماذا يحدث إذا أحدثت عمليات إفلاس واسعة النطاق خسائر في النظام المصرفي وتشديدا على الائتمان في كل جوانب الاقتصاد. في هذ الموقف، قد تجد حتى الشركات صاحبة الأداء المالي الناجح والقادرة على النجاة من الأزمة عاجزة عن الاستمرار بسبب أزمة سيولة.

 

هذه هي الآثار "التموجية" التي يسعى مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي (البنك المركزي) والرئيس دونالد ترامب باستماتة لتجنب حدوثها.

 

هذه سيناريوهات مذهلة بشدة وتشير أسواق المال إلى أنها محتملة بقوة لكن من المحتمل أيضا أن تكون مجرد بداية متاعب اقتصادية أخرى.

 

المصدر: نيويورك تايمز

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة