نبض أرقام
13:50
توقيت مكة المكرمة

2024/05/17
10:10
05:12

كيف تستعد للتقاعد عبر الاستثمار المُركب؟

2021/08/21 أرقام - خاص

الجائحة غيرت كثيراً من مفاهيم ونظرة البشر عن الحياة والمال والمستقبل، دون سابق إنذار لا قدر الله قد تجد نفسك بدون وظيفة أو يصدر صباحاً قرار بخفض راتبك أو تغلق شركتك أبوابها.

 

 

الملايين من البشر شهدوا عدة أزمات في السنوات الأخيرة كانت مفاجئة في توقيت اندلاعها وفي تأثيراتها الاجتماعية الفادحة، منها أزمات كانت على نطاق واسع بداية من الأزمة المالية العالمية 2008/ 2009 حتى الجائحة في 2020/ 2021.

 

إعصار "ساندي" في ولايات الساحل الشرقي الأمريكي 2012 والذي دمر آلاف المنازل ومحا من الوجود العديد من المقرات والمحال والمنافذ وعطل الحياة والأنشطة، الاضطرابات السياسية والأمنية في بعض الدول بمنطقة الشرق الأوسط  والتي تسببت في خسارة ملايين فرص العمل في قطاعات اقتصادية مختلفة ونتج عنها انهيار في الاستثمارات، الانتشار المرعب لفيروس "إيبولا" في شرق أفريقيا 2014 – 2016.

 

وغيرها الكثير من المفاجآت المحزنة التي تظهر في حياة بعض البشر فجأة دون سابق إنذار أو تخطيط مسبق، هذا العالم المستحيل توقعه يستوجب معه خططاً للتحوط والحذر من كل الاحتمالات، الممكن منها وغير الممكن كذلك، فمن كان يتوقع حدوث جائحة "كورونا" بهذا الشكل والحدة والدرجة من الخسائر التريليونية والضحايا وفقدان أحبتنا، ليس في دولة واحدة أو اثنتين أو عشر بل في كل دول العالم.

 

نماذج لتغيرات حادة أثرت على حياة الملايين من البشر في السنوات الأخيرة

الإطار الزمني

الأزمة

الدول المتأثرة بالأزمة

2008 – 2013

محاولات التعافي من الأزمة المالية العالمية

كل دول العالم

2009

أزمة الديون السيادية الأوروبية

اليونان – إسبانيا – البرتغال –

إيطاليا

2010

زلزال هايتي

هايتي

2014

تذبذبات عنيفة لسعر النفط

الدول المنتجة للنفط

2014

اتساع رقعة خطر الإرهاب والاضطرابات السياسية

دول منطقة الشرق الأوسط

2016

خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

بريطانيا ودول اليورو

2018

انتخاب دونالد ترامب

حرب تجارية بين أمريكا والصين

كل دول العالم

2019

زلازل في عدة مناطق من العالم

باكستان، إندونيسيا، الفلبين

2019

1000 عملية إرهابية

42 دولة

2020

جائحة فيروس كورونا

كل دول العالم

2021

مناخ قاسٍ

مُعظم دول العالم

 

في ظل هذه الحوادث والأزمات والاضطرابات العنيفة التي تحدث حولك يومياً سواء كانت حوادث طبيعية مثل الزلازل أو الفيضانات أو السيول أو حوادث من صنع الإنسان مثل العمليات الإرهابية أو الحروب التجارية، فكلها وبغض النظر عن منشأها تتسبب في تغيرات حادة في حياة الناس ومستويات دخولهم واستهلاكهم.

 

 

مثلاً العمليات الإرهابية والتي هي أزمات من صنع الإنسان، تتسبب في قطع أرزاق ملايين يعملون بقطاع السياحة في بلد يعتمد على السياحة كمورد رئيسي للدخل، مثلها مثل الزلازل والتي هي منشأها طبيعي لكنهما متساويان في النتيجة النهائية.

 

هنا يظهر أهمية التحوط من المستقبل عبر الاستثمار المُركب والمتراكم طويل الأجل، أن تقتطع جزءاً من دخلك الشهري الآن للتحوط من سيناريوهات المستقبل المجهولة وغير المتوقعة، في كل الأحوال حين تضع أموالك في خزائن مؤسسات كبيرة وموثوقة فأموالك في أمان بضمانات حكومية وبنوك مركزية في دولتك أياً كانت، والحكومة لن تنتهي أو تختفي فجأة مهما حدث.

 

أنواع الاستثمار

 

1. الاستثمار المُركب.

 

2. الاستثمار غير المُركب.

 

هنا يتم التفريق بين أنواع الاستثمارات بناءً على ما إذا كنت ستقوم بسحب الأرباح الدورية أم ستبقيها وتُعيد استثمارها، كمثال إليك ما سيحدث بين النوعين بناءً على سيناريو متحفظ وصفر مجازفة:

 

الفارق بين أنواع الاستثمار المُركب

 

الاستثمار المُركب

الاستثمار غير المُركب

أصل مبلغ الاستثمار (ريال)

10,000

10,000

الربح السنوي

10 %

10 %

مدة الاستثمار

10 سنوات

10 سنوات

المبلغ في آخر المدة (ريال)

25,973

10,000

 

فى السنة الأولى المكسب سيكون 1000 ريال، يصبح إجمالي مبلغ الاستثمار 11,000 ريال تعيد الاستثمار بالـ 11,000 ريال، يصبح المكسب في العام الثاني  12,100ريال وكرر نفس العملية على السنوات الثماني المتبقية يصبح مبلغ استرداد آخر المدة 25,973 ريال، لكن لو قمت بسحب الأرباح الدورية، لن يرتفع أصل مبلغ الاستثمار الذي تسترده في آخر المدة وسيظل عند نفس مبلغ أول المدة وهو 10,000 ريال.

 

السيناريو الأفضل، هو أن تقوم شهرياً بزيادة أصل مبلغ الاستثمار (الـ10,000 ريال) بمقدار بسيط لا يؤثر على نفقاتك الأساسية، كأن تضيف على الـ 10,000 ريال حوالي 100 ريال فقط بصفة شهرية، ستدهشك النتيجة في آخر المدة.

 

استثمار مُركب 10 آلاف ريال على 10 سنوات بمكسب 10% سنويا و100 ريال إضافة شهرية

السنة

المكسب

حساب آخر المدة

1

1000

12,200

2

1220

14,620

3

1462

17,282

4

1728

20,210

5

2021

23,431

6

2343

26,974

7

2697

30,871

8

3087

35,158

9

3515

39,874

10

3987

45,062

 

كيف يختلف المبلغ المسترد في نهاية المدة بإضافة 100 ريال شهرياً أو بدون إضافة؟

 

سيناريو إضافة شهرية

سيناريو بدون إضافة شهرية

أصل مبلغ الاستثمار (ريال)

10,000

10,000

قيمة الإضافة الشهرية (ريال)

100

صفر

المبلغ المسترد في نهاية المدة (ريال)

45,062

25,973

الفارق بين سيناريو الإضافة وسيناريو بدون إضافة

73 % زيادة محققة

 

الحل السحري: البدء فى عمر مبكر

 

بتطبيق هذا السيناريو على محمد وعبد الله كمثال، كلاهما في نفس العمر 25 عاماً وكلاهما بدأ استثماره بنفس المبلغ 10,000 ريال وبربح سنوي 10%، لكن محمد قرر أن يبدأ الاستثمار المُركب مبكراً عند عمر الـ 25، لكن عبد الله تأخر عشر سنوات وبدأ الاستثمار في عمر الـ 35، كيف ستكون النتيجة عند عُمر الخمسين؟

 

الفارق بين إستراتيجية الاستثمار المركب بين محمد/عبدالله

 

محمد

عبدالله

العمر الذي بدأ فيه الاستثمار

الـ 25

الـ 35

أصل مبلغ الاستثمار(ريال)

10,000

10,000

المبلغ المسترد عند الوصول لعمر الـ 50 (ريال)

108,437

41,772

 

المبلغ الذي بدأت به حين كنت شاباً صغيراً سيتضاعف بشكل لا تتخيله بشكل مُركب، لكن الأهم من ذلك أنه مبلغ يمكن أن يساعدك في أوقات الأزمات وعند حدوث مفاجآت غير سارة في حياتك لا قدر الله، هذا القرار الاستثماري البسيط يصلح لتمويل عدة أشكال من الاحتياجات مثل:

 

- خطط التقاعد.

 

- التحوط من فقدانك لوظيفتك أو تخفيض راتبك.

 

- الاستعداد لتكاليف تعليم أطفالك حين يصلون لسن التعليم الجامعي.

 

- النفقات الترفيهية مستقبلاً، مثل تمويل رحلة للسفر حول العالم.

 

- تجديد منزلك أو شراء منزل آخر أو تغيير سيارتك.

 

- ادخاره في حساب بنكي يرثه أبناؤك.

 

في النهاية يمكن أن تستخدم مبلغ الاسترداد في تمويل نفقات لم تكن تتصور أن بهذا المبلغ الصغير في البداية يمكن أن تفعل كل ذلك، طبعاً ضع بالاعتبار انخفاض القدرة الشرائية للأموال ومعدلات التضخم أيضاً، لذلك يُنصح بالإضافة الشهرية بمبلغ بسيط مثل 100 ريال على المبلغ الأساسي الـ 10,000ريال لكي تتحوط أيضاً من التضخم بالتزامن مع تحوطك من مفاجآت الزمن.

 

في حال توفر مزيد من المدخرات يمكنك أن تقوم بتكوين محفظة استثمارية متنوعة قائمة على نفس الفكرة: الاستثمار المرُكب، بمعنى آخر، من الممكن أن تقوم بالاستثمار على ثلاث فترات زمنية كما يلي:

 

- قصير الأجل: 1 – 5 أعوام.

 

- متوسط الأجل: 7 – 10 أعوام.

 

- طويل الأجل: 25 – 35 عاماً.

 

 

كل نوع من الثلاثة أنواع يتم تخصيصه لإحدى النفقات المتوقعة في المستقبل، لو افترضت أنك قد بدأت برنامج الاستثمار في بداية حياتك المهنية بعمر الرابعة والعشرين، يمكن أن تخصص الاستثمار القصير الأجل لتمويل مقدم تكلفة سيارة صغيرة في بداية حياتك حين تصل إلى سن الـ 27 مثلاً، المتوسط الأجل قد يساهم بنسبة كبيرة فى مصروفات زواجك حين تكون في سن الـ 30 مثلاً.

 

أما الطويل الأجل فقد يساهم - كما ذُكر أعلاه - في تمويل نفقات بعيدة المدى، ولا تنسى أنك قد أخذت بالاعتبار أثر التضخم عبر الإضافات الشهرية البسيطة وبالتالي فزيادة الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية لن يؤثرا عليك.

 

وفي نفس الوقت فالأنواع الثلاثة للاستثمار يمكن استخدام عوائدها المستردة في حمايتك من المفاجآت غير السارة وهو الهدف الرئيسي من هذا الاستثمار وما لم تحدث هذه المفاجآت السيئة لا قدر الله، فيمكنك تحويل أنظارك نحو إنفاق العوائد على احتياجاتك المستقبلية وزيادة مستوى دخلك أو رفاهيتك أو تمويل تقاعدك مبكراً.

 

ما هي خيارات الاستثمار التي أمامك؟

 

- الودائع المصرفية (الشهادات والحسابات).

 

- أدوات الدخل الثابت (أدوات دين: أذون وسندات وصكوك).

 

- الذهب والمعادن النفيسة.

 

- العقارات والأراضي.

 

- أسهم البورصة.

 

في حال كنت غير متخصص، يكون أمامك كل هذه الخيارات والتي يمكنك أن تبدأ بها بمفردك دون مساعدة من أحد، لكن المجازفة مرتفعة أيضاً نظراً لانخفاض خبرتك بالأسواق وعدم قدرتك على الإلمام بمحركات كل القطاعات ومتى تهبط ومتى تصعد، الشخص العادي في المتوسط لا يمكن له أن يفهم لماذا يصعد وينخفض الذهب ومتى تكون الوديعة المصرفية هي أفضل خيار له وما هي الأسهم التى عليه شراؤها الآن ومتى يبيعها وأي الأراضي التي ستشهد ارتفاعاً في سعر إعادة بيعها مستقبلاً، كل هذه التفاصيل من الصعب أن يقوم بإلمامها الشخص العادي غير المتخصص وغير المتفرغ.

 

لذا يمكنك أن تستثمر بمفردك، ويمكنك أن تذهب إلى متخصصين متفرغين ولهم صفة رسمية لأداء هذه المهمة، وليس شرطاً أن تتوجه للبنوك بل لديك اختيارات أخرى وأماكن تحوي على هؤلاء المتخصصين وهي صناديق الاستثمار والتي تستثمر فى كل هذه الخيارات حسب رغبتك وحسب قدرتك المالية وحسب درجة قبولك للمخاطرة وتراعي معايير الشريعة الإسلامية.

 

أنواع صناديق الاستثمار:

 

- صناديق نقدية.

 

- صناديق الدخل الثابت.

 

- صناديق الأسهم.

 

- صناديق متوازنة.

 

- صناديق متنوعة. 

 

 

اختيارك لبرنامج استثماري ذي مخاطر مرتفعة يضع المسؤولية القانونية عليك وحدك، لكن هناك صناديق مهمتها فقط أن تحافظ على رأس المال وصناديق أخرى تعمل على تنمية رأس المال بدرجة مخاطر منخفضة، الهدف من الاستثمار وتحديد درجة المخاطرة تحددها أنت حسب ظروفك المالية وحساباتك الشخصية، بعض الصناديق المدرجة في "تداول" حققت خسائر بـ 21% وأخرى حققت أرباحاً بـ 44% وذلك من بداية العام الجاري وحتى 11 أغسطس، بالتالي أنت تحدد مدى قدرتك على تحمل الخسائر على حسب قبولك للمخاطرة، البعض الآخر يفضّل الحفاظ على رأس المال مهما كانت المكاسب مغرية وكبيرة والقرار لك في النهاية.

 

كل هذه الخيارات هدفها الرئيسي هو أن تستعد لحدوث أي مشكلات طارئة في مستوى دخلك، لكن في نفس الوقت لا ضرر من الاستثمار بل على العكس، قيامك بادخار جزء من أموالك واستثماره بطريقة ذكية مثل طريقة "الاستثمار المُركب" هو في حد ذاته نجاح كبير في التخطيط المالي لحياتك وإثراء للمعرفة المالية لديك، كما أنه يرفع حصيلتك المعلوماتية عن الاقتصاد والسوق وعالم الأعمال، وفوائد كثيرة لا حصر لها.

 

 

المصادر: أرقام - وول ستريت جورنال – سي إن بي سي – لوجيك دولار – بانك ريت – بلومبرغ.

 

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة