لمسات أخيرة على «الشريحة الثانية» من تمويل «الوقود البيئي»

كشفت مصادر نفطية لـ«الراي» عن اجتماعات مكوكية تجري حالياً من بنوك الائتمان العالمية لبحث الأمور التعاقدية في ملف الشريحة الثانية (التمويل الخارجي) لمشروع «الوقود البيئي» مع البنوك العالمية والمؤسسات الدولية استعداداً للتوقيع خلال أشهر قليلة.

وتوقعت المصادر أن ترتفع قيمة هذه الشريحة إلى ما بين 6.2 إلى 6.4 مليار دولار، مرجحة أن يتم توقيع العقود في أغسطس أو سبتمبر المقبلين، معتبرة أن الإقبال الكبير على تمويل مشروع «الوقود البيئي»، وثقة البنوك المحلية والبنوك والمؤسسات الدولية والعالمية في المشروع، تعود إلى القدرة التنفيذية والفنية العالية في مؤسسة البترول، وشركاتها التابعة، بعدما أثبتت الدراسات والتقارير العالمية مدى نجاح المشروع وتحقيقه للعوائد.

وأضافت المصادر أن ارتفاع حصة البنوك المحلية من تمويل المشروع الملياري الضخم من 900 مليون دينار إلى 1.2 مليار دينار، كان له أثر على حصة بنوك صادرات الائتمان والمؤسسات المصرفية والبنوك العالمية، والتي كان يمكن أن ترتفع عن هذا الرقم في ظل حجم طلبات التمويل التي تلقتها مؤسسة البترول و«البترول الوطنية».

وقالت المصادر إن النسبة الأكبر المتوقعة من التمويل ستكون من البنوك الكورية، ومن ثم اليابانية ثم الانكليزية ثم الايطالية، فالهولندية.

ويذكر ان مشروع «الوقود البيئي» يعد واحدا من أهم المشاريع في استراتيجية «مؤسسة البترول» لتطوير قدرات مصفاتي ميناء عبدالله، وميناء الأحمدي، لإنتاج منتجات عالية الجودة تتلاءم مع المعايير الدولية، بما يسمح بدخول أسواق جديدة، كأوروبا والدول المتقدمة الأخرى، متوقعاً تدشينه في 2018، وتبلغ ميزانية المشروع الكلية 4.68 مليار دينار، وتقوم الشركة بتمويل 30 في المئة ذاتيا، و70 في المئة تمويل بنكي (محلي وخارجي).

وفي صفقة تمويل تاريخية، هي الأكبر من نوعها في الكويت، وقعت شركة البترول الوطنية أمس، قرضاً مجمعاً بقيمة 1.2 مليار دينار، لتقديم تمويل جزئي لمشروع «الوقود البيئي». وكانت شركة البترول الوطنية المنفذة لمشروع الوقود البيئي قد وقعت عقد تمويل المشروع مع البنوك التقليدية المحلية بقيادة بنك الكويت الوطني، فيما مثل «بيت التمويل الكويتي» (بيتك)، البنوك الإسلامية.

وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول، نزار العدساني، إن المشروع يعتبر واحداً من أهم المشاريع في استراتيجية «المؤسسة»، لافتاً إلى أنه يهدف لتطوير قدرات مصفاتي ميناء عبدالله وميناء الأحمدي، لإنتاج منتجات عالية الجودة تتلاءم مع المعايير الدولية، بما يسمح بدخول أسواق جديدة، كأوروبا والدول المتقدمة الأخرى.

وعلى الرغم من انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية إلا أن ذلك لم يؤثر على قيمة تنفيذ مشروع «الوقود البيئي»، ويعد قرض التمويل مع البنوك المحلية بقيمة 1.2 دينار، حدثا تاريخيا ويمثل أكبر قرض في تاريخ الكويت.

ويذكر أن الفائدة على القرض متفاوتة بين البنوك المشاركة، والبالغ عددها 11 بنكا محليا بحسب النظام المتبع لكل منهم، مبيناً أن «البترول الوطنية» قامت بعمل «تركيبة» للقرض بما يتفق ومصالحها، والحصول على القرض بأقل الفوائد.

ويعد بنك الكويت الوطني وبيت التمويل الكويتي من اكبر البنوك الكويتية، ولهما حصة كبيرة في القرض، بالإضافة الى أن «الوطني كابيتال» هي مستشار «البترول الوطنية»، مشيرا الى ان هناك 11 بنكا يشارك في هذا القرض تحت قيادة البنكين.

وأكد مسؤولون نفطيون أن نهج الاقتراض لتمويل المشاريع ليس جديداً بالنسبة للشركات، ومنها شركات مؤسسة البترول، ولكنه جديد بالنسبة لـ «لبترول الوطنية»، موضحا أنه بطرق حسابية معينة، يمكن ان يكون الاقتراض مفيد أكثر للشركة من التمويل الذاتي الكامل.