الدخول
×لا منافسة بين «كيو إنفست» و«المصرف»
في ظل ما أثبته نظام التمويل الإسلامي من صمود ومرونة، خصوصاً بعد الأزمة المالية العالمية التي اندلعت في عام 2008، يواجه التمويل الإسلامي بعض التحولات المهمة، مثل دخول إيران السوق، وقيام روسيا بتمرير تشريع يشجع التمويل الإسلامي، بالإضافة إلى تعزيز وجوده بقوة في أوروبا، ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 17% سنوياً.
وفي ظل هذه المتغيرات، يوضح تميم حمد الكواري- الرئيس التنفيذي لبنك قطر الاستثماري الرائد كيو إنفست QINVEST- السبب، الذي من أجله يجب على المستثمرين أن يلقوا نظرة على التمويل الإسلامي ويعرفوا مواطن القوة في قطر.
وكذلك يوضح الرئيس التنفيذي تميم حمد الكواري، في حواره مع الموقع الاقتصادي العالمي «وورلد فوليو» THE WORLD FOLIO، أسباب تفرد قطر وبنك كيو إنفست، عندما يتعلق الأمر بالاستثمار الحصيف، وما هو السر وراء النتائج التاريخية التي يحققها «كيو إنفست» .
وفي ما يلي نص الحوار:
* ما توقعاتك المستقبلية لسوق التمويل الإسلامي في المدى المتوسط؟
- نحن لا نعتقد حقاً أن سوق التمويل الإسلامي تختلف عن أية سوق أخرى؛ فكل الأسواق عرضة للصعود والهبوط، وذلك يتوقف على السوق العالمية، إن طريقة نظرتنا للأمور وكذلك ما نتوقعه من شركات وصناديق التمويل الأخرى وأي شخص يبحث بالفعل عن تمويل أو رأسمال، تجعلنا ننظر للتمويل الإسلامي باعتباره مصدراً مختلفاً للتمويل.
هناك مصادر عديدة لرأس المال، ومعظم رأس المال هو ما يتفق مع الشريعة فقط. يجب على الناس النظر إلى الاستفادة من هذه السوق عندما يريدون تنمية رأس المال؛ في صورة صكوك أو تمويل بنكي.
عندما بدأنا الاستثمار، استغرق الأمر وقتاً طويلاً جداً لإنشاء قطاع مصرفي إسلامي، سواء أكان في صورة صكوك أو تمويل بنكي، أما الآن فقد أصبح الأمر يحظى بقبول أكبر كثيراً وأصبح التوثيق يخضع لمعايير موحدة.
من هنا، يجب على أمناء الصناديق، الذين يتطلعون للاقتراض، عدم استبعاد الاقتراض في السوق الإسلامية لأنها مصدر مختلف لرأس المال؛ فلماذا لا ينظرون إلى الاقتراض من القطاع المصرفي الإسلامي بنفس الطريقة التي ينظرون بها للاقتراض بالدولار أو بالين؟
أسرع الأسواق
* تعد قطر، على وجه الخصوص، أسرع الأسواق نمواً في المنطقة وتم تنفيذ الكثير من الإجراءات التنظيمية في ما يتعلق بالتمويل الإسلامي بعد 2013، حيث لم تكن هناك نظم من قبل.. ما الدور الذي لعبته كل هذه الإجراءات في تنمية السوق الإسلامية داخل قطر؟
- بنك كيو إنفست له دور مهم في الحفاظ على سمعة قطر كمقصد مهم لإقامة المشاريع التجارية والصناعية، وقطر دولة شابة وهي تمر بمرحلة تحولات هي في حاجة إليها، كي تصبح من كبار اللاعبين على المستويين الإقليمي والعالمي، وهي تسير كذلك في الاتجاه الصحيح من خلال النظم كي تصبح السوق فيها بيئة أكثر جاذبية واحتضاناً للأعمال.
ومن وجهة نظري الشخصية، فإن الإجراءات التنظيمية تستهدف تغطية جميع أطياف التمويل، وأحد الأمور التي يمكن النظر إليها هو أن الإجراءات تختلف من دولة لأخرى، وتتقدم قطر مقارنة ببقية دول العالم؛ مثلاً، تقضي الإجراءات بأنك لو أردت أن تصبح مصرفاً إسلامياً، فلا يمكن أن تكون بنكاً بالمفهوم التقليدي، وعليك أن تختار علامة واحدة أو أخرى، وهو أمر جيد أن تكون هناك فروق واضحة في أماكن أخرى ومعايير موحدة في مختلف جوانب صناعة البنوك.
«المصرف»
* كيف ترون أنفسكم كجزء من مصرف قطر الإسلامي وفي ما يتعلق بالتوسع على النطاق الدولي.. هل يمثل ذلك إفراطاً؟
- مصرف قطر الإسلامي هو المساهم الرئيسي لدينا، نحن نعمل معهم عن كثب في ما يتعلق بما ينبغي عمله.
وبوضوح، نظراً لأنهم بنك تجاري ولديهم عملاء تجزئة وكذلك عملاء من المؤسسات، فهم يرون الأمور على نحو مختلف، نحن بنك استثماري وليس لدينا عملاء تجزئة؛ نحن نقدم خدماتنا للأعمال المؤسساتية، وذلك يعني أن لنا أهداف أداء مختلفة ومطالب مغايرة من قبل العملاء.
إنهم يتركون لنا القيام بجميع الأنشطة المتعلقة بالأعمال المصرفية الاستثمارية، ومن بينها الاستثمار في إدارة الأصول الرئيسية وكذلك تقديم الاستشارات في مختلف المجالات.
نحن نقدم القروض، لكن إقراضنا يختلف عن استراتيجية البنوك التجارية في الإقراض، وعلى سبيل المثال فإنه بالنسبة إلى استراتيجيتنا عادة ما يكون مردود الإقراض عالياً وفي قطاعات ومناطق جغرافية مختلفة.
لدينا مرونة هيكلية أكبر بكثير وذلك بحكم طبيعتنا كبنك استثماري فمعاييرنا تختلف، في ما يتعلق بالعوائد والمخاطر.
لهذا السبب لا توجد منافسة في ما بيننا؛ نحن نعمل معاً ويكمل كل منا الآخر، لقد استفدنا كثيرا بالفعل لكوننا جزءاً من مجموعة مصرف قطر الإسلامي، لكن، في الوقت نفسه، لدينا من الاستقلالية ما يمكننا من التحرك بالسرعة اللازمة، التي يحتاجها بنك استثماري، لكي نحافظ على مكانتنا الجيدة، ولكي نلبي المعايير العالية التي يطلبها عملاؤنا وشركاؤنا في الاستثمار.
التنمية العقارية
* تعد التنمية العقارية أحد مجالات خبراتكم الرئيسية، كما تعد قطر أكبر المستثمرين العالميين بالشرق الأوسط في هذا القطاع. ويتجه جهاز قطر للاستثمار لتحويل استراتيجيته من أوروبا إلى الولايات المتحدة بتأسيس فرع في نيويورك، حيث يتطلع الجهاز لاستثمار 35 مليار دولار في السنوات الخمس المقبلة، مع استهداف قطاع العقارات بقوة.. ما هي الفرص التي يراها الجهاز؟ وما هو دور كيو إنفست في ذلك؟
- في حين أنه لا يمكننا التحدث بالإنابة عن جهاز قطر للاستثمار، فإننا نعمل معاً عن قرب شديد ونقدم لهم المشورة، وسنستمر في تقديمها، حول المعاملات في الولايات المتحدة.
ويسدد جهاز قطر قطر للاستثمار رسوماً فقط لنا، حيث نقدم للجهاز قيمة مضافة أو نجري تعاملات لحسابه، لذا فإن دورنا في قطاع العقارات أو غيره من المجالات سيستمر بفاعلية في التعرف على الاستثمارات الجاذبة لهم على مستوى العالم، ومن ضمنه الولايات المتحدة.
نحن مستمرون في البحث عن فرص كبرى في الأسواق المهمة، بحيث تناسب حجم الموازنة العمومية السيادية، ومن بينها الولايات المتحدة.
لقد أصبحت العوائد مضغوطة على مستوى العالم، بحيث يصعب القول بحدوث مزيد من الضغط.
وعلى هذا الأساس، لا نزال ننتهز الفرص، ونواصل البحث عن فرص المعاملات الأساسية والقيمة المضافة، حيث يظل المكون النقدي للعائد الإجمالي مرضياً، أو لا يعتمد على النمو التأجيري المثير للنزاعات.
وحتى لو اختلفت أهداف جهاز قطر للاستثمار عن أهدافنا أحياناً، فليس لذلك تأثير يذكر، وقد يشمل ذلك استهداف تعاملات أكبر حجماً؛ حيث يكون هناك لاعبون أقل، وهذا ينطبق على عدد الصفقات وعدد ممثلينا في المكتب، لقد ظل جهاز قطر للاستثمار دوماً مستثمراً ماهراً يتمتع بالحصافة، لذا عندما تسعى للاستثمار في الولايات المتحدة لابد أن يكون لدى الجهاز أسباب قوية لذلك.
ويستثمر بنك كيو إنفست أمواله في الولايات المتحدة منذ 2011، ولا نرى أن ذلك سوف يتغير ما لم نقرر، من الناحية الاستراتيجية، التركيز على مكان آخر بناء على عوائد معدلة، محسوبة المخاطر.
وفي ظل استثمار رأسمالنا الخاص في الولايات المتحدة، فنحن ننخرط بوضوح مع لاعبين داخلها يحتاجون لشركاء ولرأس المال، وأحياناً ما يكون جهاز قطر للاستثمار هو ذلك الشريك.
وما زلنا نعتقد أن العوائد ذات المخاطر المحسوبة هي الأكثر جاذبية في الولايات المتحدة، خصوصاً في مجال التمويل. وعلى سبيل المثال، فقد اتفقنا على صفقة تمويل بناء بالولايات المتحدة، لمجرد أن هامش الربح أكبر من أن نجده في أية سوق أخرى من أسواق الدرجة الأولى، وذلك في ظل الحالة الراهنة لأسواق رأس المال، وباختصار، فنحن، في نهجنا، نستهدف الحصول على أكبر العوائد لأصحاب المصلحة لدينا.
رقم قياسي
* في العام الماضي شهدتم معدلات النمو الأكثر أهمية من حيث صافي الأرباح منذ تأسيس هذه الشركة؟
- نعم، سجل عام 2015 رقماً قياسياً لصالح كيو إنفست، مسجلاً أعلى إيرادات منذ تأسيسه، بلغت 393 مليون ريال (108 ملايين دولار)، وأرباحاً صافية قدرها 154 مليون ريال (42 مليون دولار).
وقد تمكنا من تحقيق معدل أداء ثابت خلال 2015 رغم صعوبة الظروف الاقتصادية العالمية والهشاشة الإقليمية، وتوج ذلك بزيادة العائدات وصافي الربح، بنسبة 32%، 76% على الترتيب.
إضافة لما سبق، نوصي بزيادة أرباح المساهمين عن العام المالي 2015.
* كيف تفسرون هذا النمو خصوصاً مع الأخذ في الحسبان أنكم كنتم تدعمون توسيع نطاق الشركة عالمياً؟
- يعد بنك كيو إنفست فريداً من نوعه في المنطقة، من حيث إن البنوك هنا إما أن لديها رأس المال وليس لديها الثقافة الصحيحة، أو أن لديها الثقافة الصحيحة وليس لديها رأس المال. ويأتي تفردنا من حقيقة أننا نملك رأس المال والخبرة، ومزيجاً من المعرفة المحلية والخبرة العالمية؛ وكل هذا تعضده قاعدة صلبة من أصحاب المصلحة، بقيادة بنك قطر الإسلامي، ومجلس إدارة من المديرين المتصلين معا بشكل جيد. ومعظمنا عملوا في بنوك عالمية قبل مجيئهم إلى هنا.
وينبع الجانب الثقافي من حقيقة أننا نعمل بشكل جيد جداً، ويجمعنا حافز مشترك مع أصحاب المصلحة المعنيين، ولو لم تسر الأمور على ما يرام، أيضاً، فسرعان ما تتم إعادة الهيكلة، وهذا له تأثير قوي على القدرة التكيفية للمؤسسة.
يضاف لما سبق، أن النتائج تمثل انعكاساً لقدرتنا على تحقيق نمو متواصل في السنوات المقبلة، يعززه تنفيذ الاستراتيجية التي أطلقناها في 2013 والتي تثبت نجاحها يوماً بعد يوم، لقد سبق للبنك أن أعلن عن إطلاق مرابحة مدتها خمس سنوات وبرأسمال 200 مليون دولار مع مجموعة تضم بنوكاً محلية وعالمية، وهذا يثبت قوة البنك ويضع معيارا ممتازا للاقتراض في المستقبل.
باختصار، نحن نمتلك الثقافة، ولدينا رأس المال الدائم، ومجلس الإدارة، والقدرات التنفيذية الإقليمية، من خلال فريق عمل على مستوى عالمي، وقدرة على الوصول ليس لها مثيل، هذه العوامل تميزنا عن نظرائنا المحليين والإقليميين والدوليين.
* لديكم أيضاً واحدة من أكثر الشبكات قوة على مستوى العالم.. فهل هناك نية للتعاون المشترك مع شركتي براميركا وبيونير وغيرهما من الشركات الأميركية والأوروبية؟
- مبدئياً، هذا ينبع من حقيقة أن لدينا أشخاصاً عملوا في جميع أنحاء العالم، ولديهم شبكات واسعة من العلاقات والسمعة الجيدة، التي ندين لها في بناء شبكة أعمالنا، وبعد أن حققت الشركة نمواً وجدنا أنه من السهل الدخول في شراكات مع آخرين، حيث نتمتع بسمعة قوية، ومعروف عنا سرعة الاستجابة والكفاءة، ويرى الآخرون أن التعامل معنا ليس صعباً، وفي نهاية اليوم ينصب اهتمام الناس على التحدث إلى بعضهم البعض. نحن ممن يفضل الناس العمل معهم ونمتلك رأس المال.
وفوق ذلك، فنحن منصفون مع شركائنا وكذلك توجد بيننا علاقات شخصية، غرسنا بذورها على مدى السنين، هذا هو الفارق بيننا وبين بقية البنوك.
المسؤولية الاجتماعية
* ما الدور الذي تقومون به بمفهوم المسؤولية الاجتماعية؟
- الواضح، أن القطاع يحركه رأس المال البشري، ونحن ملتزمون بدعم المجتمعات التي نعمل بداخلها. لذلك، طورنا برنامج المسؤولية الاجتماعية للشركة، ويشمل مجموعة من الأنشطة، مناسبات وأحداثا رياضية وثقافية واجتماعية وتعليمية.
كما نقدم الدعم للمؤتمرات والحلقات النقاشية والمبادرات الأخرى، وذلك بتقديم خبراتنا من خلال المشاركة والتحدث.
هذه المبادرات تدعم نمو الهيئات والخدمات المالية المتوافقة مع الشريعة، محلياً وإقليمياً، وتزيد من تعزيز وضعية دولة قطر كمركز مالي رائد في الشرق الأوسط.
يضاف لما سبق، أننا أطلقنا أيضاً مبادرة رسمية لمشاركة الموظفين في أبريل 2014.
وهذه المبادرة تعرف باسم كيونايتد، وكان يقودها فريق إداري في كيو إنفست ومنظمون وهي تروج لمجموعة واسعة من الأنشطة والمبادرات لصالح الموظفين.
والغرض من كيونايتد هو تعزيز القيم الستة الأساسية في كيو إنفست.
وهذه القيم تشمل الالتزام والشفافية والثقة والتضامن والمجتمع والإبداع؛ وهي تشكل وتحدد ثقافة الشركة، وتم تطويرها بمرور الوقت، وفقا لمفهوم أن نجاح العمل والتجارة يقوم على أساس تقدير مطالب واحتياجات جميع الأطراف المعنية.
أثناء 2015، أطلقنا العديد من المبادرات المتصلة بالدور الاجتماعي للشركة، بزيادة الالتزام بتطوير الصناعة والمجتمعات الذي نعمل فيها.
وبالشراكة مع لوكسمبورغ للتمويل (وكالة التنمية التابعة لمركز تمويل لوكسمبورغ)، استضفنا ورشة عمل حول التمويل الإسلامي في لوكسمبورغ، وعلاوة على ذلك، وقعنا مذكرة تفاهم مع جامعة كارنيجي ميلون في قطر (فرع جامعة كارنيجي ميلون في بنسلفانيا بالولايات المتحدة) للتعاون في مجالات الأبحاث والتعليم.
وللعام الثاني على التوالي استقبل البنك مجموعة من خريجي برنامج الماجستير التنفيذي، المتخصصين في التمويل الإسلامي من جامعة دوفاين بباريس.
لهذا السبب أيضاً بدأنا حواراً مفتوحاً مع جهات حكومية ذات علاقة سعياً منا للمساعدة في تنفيذ القوانين الجديدة التي يجري تطبيقها.
وهناك الكثير من المشاورات التي تجري في ما بيننا، وهذا أيضا جزء من المسؤولية الاجتماعية للشركات.
* هل ترى نفسك جزءاً من الجيل الجديد الذي يتولى القيادة ويساعد قطر في المضي قدماً للأمام؟
- هناك فارق مهم في التمييز بين الجيل القديم والجيل الجديد.
وعلى نحو ما، أشعر بأني بين الاثنين، لأني أتذكر قطر قبل أن تصبح في وضعها الحالي، أما الجيل الجديد فهو لا يتذكر ذلك أحياناً.
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}