نبض أرقام
22:32
توقيت مكة المكرمة

2024/05/15

ببساطة ودون تعقيد .. كيف تُلعب لعبة "الآربيتراج" أو المراجحة؟

2019/09/24 أرقام - خاص

في الأسواق المالية، توجد قاعدة اقتصادية تسمى "قانون السعر الموحد" تشير إلى أنه في أي سوق فعال يجب أن يكون هناك سعر واحد لجميع الأصول المتطابقة بغض النظر عن المكان الذي يتم تداولها فيه.
 

 

ولكن ماذا سيحدث لو كان ما تراه في بورصة الرياض ليس ما تراه في بورصة لندن؟ أو إذا لاحظت أن أسعار العقود الآجلة لا تتبع التحركات السعرية للأصول الأساسية؟ أو لو اكتشفت أن أسهم جميع الشركات التي تعمل في صناعة معينة تأثرت بقصة صحفية باستثناء شركة واحدة؟
 

في أوضاع مثل هذه، تظهر أمامك وأمام الآخرين فرصة لكسب المال، ولكنها لا تبقى كثيرًا، ويقتنصها الأسرع والأكثر جرأة. هذا يحدث من خلال عملية تسمى "المراجحة" أو "الآربيتراج".
 

الاستفادة من عثرات السوق
 

- ما يقوم به منتهجو استراتيجية المراجحة بشكل عام هو شراء أصل من أحد الأسواق وبيعه في سوق آخر بسعر أعلى، مستفيدين من الفرق المؤقت في الأسعار. وهذه الاختلافات السعرية عادة ما تكون بسبب النشر غير الكامل للمعلومات.

 

- من الناحية النظرية، لا تنطوي المراجحة على أية مخاطر، فبما أنه من غير المنطقي أن يتم تداول نفس الأصل بأسعار مختلفة، يجب أن يتطابق السعر هنا وهناك في نهاية المطاف. ومن اشترى بسعر منخفض يبيع بسعر أعلى ويكسب المال دون أن يعرض نفسه لأي مخاطرة. ولكن في ظل اعتبارها أرباحاً سهلة، نادرًا ما ستظهر أمامك فرص مثل هذه لأن الكثيرين يترصدونها بالفعل.

 

- المراجحة تتخذ أشكالاً كثيرة في أكثر من سوق. فقد يستهدف المتداول الفروق الموجودة بين سعري صرف عملتين أو أكثر، أو الفروق بين أسعار السندات والأسهم.


- في صناعة الاستيراد والتصدير قد يأخذ الأمر شكلًا مختلفًا، فعلى سبيل المثال، قد يكون سعر فاكهة الأناناس في اليابان أعلى بكثير من الولايات المتحدة، وهو ما يعطي الشركات اليابانية حافزًا لاستيراده.

 

- سوق الأسهم: لنفترض أن سهم الشركة "س" يتم تداوله في بورصتي الرياض ونيويورك، بسعر يساوي 185.5 ريال و50 دولارا أمريكيا مع  سعر صرف للدولار عند 3.750 ريال.

 

- بالنظر إلى سعر الصرف، فإن 50 دولارًا أمريكيًا تساوي 187.5 ريال. وهنا تظهر فرصة للمراجحة، نظرًا لأن السهم مسعر بشكل مختلف في البورصتين. وبالتالي يمكن للمتداول شراء أسهم الشركة "س" من الرياض مقابل 183.5 ريال ليبيعها في نيويورك مقابل 50 دولارا (أي ما يعادل 187.5 ريال). وهكذا يمكن تحقيقه من الصفقة وقدره 1.5 ريال للسهم.

 

- إذا كانت جميع الأسواق فعالة تمامًا، فلن تكون هناك أي فرص للمراجحة، ولكن الأسواق نادرًا ما تظل مثالية. ورغم ذلك، من المهم معرفة أنك قد لا تستطيع القيام بالمراجحة على الرغم من تناقض سعر نفس الأصل، وذلك لأن تكاليف المعاملات تجعل عملية المراجحة المحتملة أحيانًا غير مجدية ماليًا.

 

- ففي المثال السابق، إذا كانت رسوم المعاملات أو مجموع التكاليف أعلى من العائد المحتمل من الصفقة، فلا توجد هناك أي فائدة من محاولة القيام بالمراجحة.
 

كيف يلعبها الكبار؟
 

- في حالة صناديق المؤشرات هناك فرص للمراجحة، ولكن لا يستطيع اقتناصها أو الاستفادة منها سوى المؤسسات الاستثمارية. ورغم ذلك، يمكنك كمستثمر فردي الاطلاع على كيفية سير المراجحة في هذه الصناعة لتتعرف على الطريقة التي تساعد بها هذه العملية في تصحيح أسعار السوق.

 

- صناديق المؤشرات المتداولة والمؤشرات المرتبطة بها يجب أن تتحرك في انسجام تام،لأنه إذا لم يحدث ذلك ستكون هناك فوضى في السوق.

 

- كمثال بسيط، لنفترض أن لدينا صندوقا يتكون من 4 أسهم لأربع شركات مختلفة. كل سهم من الأسهم الأربعة يتم تداوله مقابل 25 ريالا، وبالتالي يتم تداول الصندوق ككل مقابل 100 ريال.

 

- هذا الصندوق يتبع مؤشرا يتكون من أسهم الشركات الأربع نفسها، ولكنه يحتوي على سهمين من كل شركة، أي أن المؤشر بالكامل يتم تداوله مقابل 200 ريال. حتى الآن كل شيء يسير على نحو جيد، وهناك توازن كامل.

 

- بالتالي، إذا ارتفعت أسعار الأسهم، فذلك يعني أن المؤشر والصندوق سيتحركان في ذات الاتجاه بنفس القدر. والعكس صحيح في حال انخفضت قيمة الأسهم. ولكن ماذا سيحدث لو تحركت الأسهم بشكل أسرع من الصندوق والمؤشر؟

 

- بمعنى: لنفترض أن سعر السهم انخفض بـ5 ريالات ليتداول حالًا عند 20 ريالًا. في هذه الحالة يجب أن تهبط قيمة المؤشر إلى 160 ريالا والصندوق إلى 80 ريالًا، أليس كذلك؟ لكن قد يحدث أن تتأخر استجابة المؤشر والصندوق، ليتم مثلًا تداولهما عند 81 ريالا و161 ريالا. هذا يعني أن كل شيء لم يتحرك في انسجام تام.


- في هذه اللحظة يظهر المتخصصون بالمراجحة من العدم، وفي لمح البصر يبيعون أسهم المؤشر والصندوق المقيمة بأعلى من سعرها الحقيقي، ويقومون بشراء الأسهم الأساسية المكونة لهما، ويقتنصون هذا الريال دون أن يتحملوا أية مخاطر تذكر.

 

- عملية المراجحة، لديها وجه آخر، حيث إنها تساعد على تصحيح الأسعار. ففي المثال السابق، تسببت هذه العملية في أن إعادة التوازن السعري التام بين الصندوق والمؤشر والأسهم المكونة لهما، لتقف الاستثمارات الثلاثة على خط واحد مرة أخرى.

 

- عمليًا، تشتمل استراتيجية المراجحة على عدة مخاطر، مثل مخاطرة التنفيذ، فقد تقوم بشراء الأصل وقبل أن تتمكن من بيعه يتحرك السوق في اتجاه غير مرغوب. وكذلك توجد مخاطر السيولة، وهو احتمال عدم قدرتك الخروج بسرعة من الصفقة التي دخلتها في إطار المراجحة.

 

- أخيرًا، في أسواق اليوم، أصبح من الصعب على المستثمرين الأفراد الاستفادة من فرص المراجحة، وذلك لأن البنوك والمؤسسات الاستثمارية الكبرى تعمل على تطوير تقنيات تقتنص هذه الفرص حتى قبل أن تدرك أنت وجودها.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة