نبض أرقام
05:55
توقيت مكة المكرمة

2024/06/03
2024/06/02

ما الرسالة التي يحملها الجفاف في الأرجنتين وجنوب أفريقيا للعالم؟

2018/03/26 أرقام

تعاني الأرجنتين، أكبر مصدر لعلف الصويا في العالم، من جفاف شديد هو الأسوأ منذ عقود، بينما تقاسي جنوب أفريقيا بدورها من نقص شديد في المياه دفع الحكومة لإعلان حالة الطوارئ في ظل تدمير الجفاف للمحاصيل الزراعية في مختلف أنحاء البلاد.

 

 

ويرى موقع "جلوبال فاينانس" أن ما يحدث في الدولتين يعد بمثابة رسالة واضحة للعالم، أن الجفاف تأثيره لا يقتصر فقط على الدولة، لا سيما إذا ما كانت من أكبر مصدري الغذاء كما هو الحال بالنسبة للأرجنتين، بل سيمتد التأثير للأسواق العالمية أيضًا.

 

النمو الاقتصادي يتراجع

 

ووفقًا لأستاذ الاقتصاد في جامعة أكسفورد "كريستوفر ديكر" فإن درجة تأثر الدولة بالجفاف اقتصاديًا تقترن بأكثر من مؤشر، أولها مدى اعتمادها على المحاصيل الزراعية في إنتاجها المحلي، وثانيها حجم المياه المخزنة التي يمكن استخدامها وقت ندرتها، وآخرها كيف يتكيف مستخدمو المياه مع نقصها.

 

وتلقي حالتا الأرجنتين وجنوب أفريقيا الضوء على ضرورة أن يراعي صناع القرار احتمالات حدوث جفاف بما يجعلهم يحمون اقتصاديات بلادهم من تأثيراته الاقتصادية (فضلًا عن الإنسانية) الضارة، لا سيما في ظل تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.

 

ويتصدر علف الصويا صادرات الأرجنتين، حتى أنه بشكليه الخام والمصنع استحوذ على 38% منها عام 2016، والأزمة أن هذا المحصول يتأثر بشدة بسبب تقلبات الطقس وندرة المياه، مما دفع الحكومة الأرجنتينية إلى تقليص توقعاتها لمعدل النمو المنتظر العام الحالي عند (3.5%) .

 

وعلى الرغم من التوقعات بارتفاع ما تنتجه الأرجنتين من الصويا ليصل إلى 60 مليون طن العام الحالي (بزيادة عما كانت عليه في 2017 عند 57 مليون طن)، إلا أن وزارة الزراعة الأمريكية قدرت تراجع الإنتاج إلى 52 مليون طن، أو أقل في بيانات محدثة.

 

ويعود هذا إلى تراجع كمية الأمطار في البلاد، ليكون هذا العام هو الأسوأ منذ عام 2009، والذي وصف حينها بأنه الأشد قسوة منذ مائة عام على الأقل.

 

تسريح 30 ألف مزارع

 

وتتوقع وزارة الزراعة الأمريكية أن تبلغ نسبة التراجع في إنتاج محصول الذرة، والذي يلي الصويا في ترتيب الصادرات الأرجنتينية، بنسبة تفوق 12%، بما يؤشر لعمق الأزمة التي سيعانيها الاقتصاد بسبب تعرض سلعتيه الرئيسيتين لتراجع كبير.

 

 

ويقول "براين فوتش" أستاذ العلوم البيئية والجيولوجية في جامعة نبراسكا الأمريكية إنه في كثير من الأحيان لا ينتبه الناس إلى تأثير الجفاف إلا في الحالات التي تفضي إلى مجاعات، فعلى الرغم من أن الأرجنتين لن تعاني من مجاعة بسبب الجفاف إلا أنها ستعاني اقتصاديًا وبشدة.

 

وبسبب ما عاناه المزارعون من أزمة نتيجة ضعف إنتاج الصويا، قررت الحكومة الأرجنتينية أن تمنح مزارعيها حرية أكبر في تحديد المنتجات التي يزرعونها بدلًا من إلزامهم بمنتجات محددة لمساهمتها في التصدير، غير أن محدودية الميزانية الحكومية منعتها من صرف تعويضات للمزارعين.

 

أما في جنوب أفريقيا، فإن البلاد تعاني بشدة في مقاطعة "كاب الغربية"، حتى أن مساهمة المقاطعة في الإنتاج الزراعي لا تتعدى خمس مساهمته في العام الماضي، مما ينعكس على تراجع أرباح القطاع بالإضافة لفقدان كثيرين لوظائفهم.

 

وتشير التقديرات المبدئية لوزارة الزراعة الجنوب أفريقية لكارثة الجفاف التي تضرب المقاطعة إلى أن كيب تاون ستخسر ما قرابته نصف مليار دولار وأن أكثر من 30 ألف عامل زراعي سيفقدون مصدر قوتهم وربما تزيد الأرقام على ذلك إذا استمرت الأزمة طويلًا.

 

احتياطات واجبة

 

وسيكون للأمر انعكاس أيضا على الاقتصاد ، حيث إن "كاب الغربية" تنتج ما قرابته 20% من صادرات البلاد الزراعية، وهي مصدر إنتاج فاكهة التصدير، كما ستضطر جنوب أفريقيا لزيادة وارداتها من القمح إلى 2.1 مليون طن خلال العام الحالي بسبب تأثير الجفاف على محصولها.

 

ويعتبر "ديكر" أن الأزمة التي تعانيها الأرجنتين وجنوب أفريقيا تفرض على الحكومات أن تتحرك بشكل مسبق على حدوث الجفاف، وليس الانتظار لحدوثه، وذلك من خلال تخزين المياه وتوفير أنظمة الري البديلة لا سيما في الدول التي تعاني من ندرة مصادر المياه، وتلك التي تعتمد اقتصاديا على الزراعة.

 

 

وكما يؤكد "بيكر" فإن "الماء عنصر حيوي ومهم للغاية في حياتنا حتى أن الناس يعتبرون وجوده أمرًا مفروغًا منه، غير أنه بمجرد اختفائه تبدأ المعاناة".

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة