نبض أرقام
01:27
توقيت مكة المكرمة

2024/05/20
2024/05/19
15:21
14:03
13:49
12:21

دور النفط في الحرب العالمية الثانية .. كيف رجّح الخام كفة الحلفاء؟

2019/05/11 أرقام - خاص

في عام 1942 وفي ذروة الحرب العالمية الثانية بدأ "هتلر" التخطيط لحملة عسكرية أخيرة على روسيا، كان نطاقها وأهدافها مختلفة تماماً عن تلك الخاصة بعملية "بارباروسا" الشهيرة. فعلى الرغم من انتصاراته الكبيرة التي حققها خلال عام 1941 تلقى الجيش الألماني ضربات قاسية من الجيش الأحمر، مما جعله غير قادر على شن هجوم استراتيجي متعدد على الجبهة الشرقية.
 

 

فبحلول مارس من عام 1942، خسر الألمان 1.1 مليون جندي ما بين قتيل وجريح وأسير، وهو ما شكل حوالي 35% من قوتهم المتمركزة على الجبهة الشرقية. فقط 8 من أصل 162 فرقة كانت تعمل بكامل قوتها. كما فقدوا أكثر من 40 ألف شاحنة و40 ألف دراجة نارية ونحو 30 ألف سيارة فضلاً على آلاف الدبابات.
 

السعي نحو النفط
 

في ظل تلك الظروف، كان الخيار الواقعي الوحيد لـ"هتلر" في تلك المرحلة من الحرب هو تركيز الهجوم على جبهة واحدة وهي الجنوب حيث يوجد النفط. ففي جنوب جبال القوقاز كانت تقع حقول باكو النفطية والتي كانت توفر للسوفييت ما يقرب من 90% من احتياجاتهم من الوقود.
 

رأى هتلر أن الاستيلاء على هذه الحقول سيحرم السوفييت من نفطهم وفي نفس الوقت سيزيد حجم الإمدادات النفطية الواقعة تحت سيطرة ألمانيا وشركائها من دول المحور كما سيقلل اعتماد الفيرماخت على آبار بلويستي ضعيفة الإنتاج في رومانيا.
 

 

ولكن حتى قبل الاجتياح الألماني لروسيا، كان هتلر قلقاً بشأن إمداداته النفطية. ففي يناير 1941 قال لجنرالاته: "الآن في عصر القوة الجوية يمكن لروسيا تحويل حقول النفط الرومانية إلى كومة من الرماد. حياة دول المحور تعتمد على تلك الحقول."
 

في الخامس من أبريل 1942 ووفقاً لأوامر "هتلر" تمركزت جميع القوات الألمانية المتاحة في القطاع الجنوبي وبدأت في الزحف نحو جبال القوقاز قاصدة حقول النفط القوقازية، وهو المسعى الذي فشلوا فيه بسبب شراسة المقاومة الروسية.
 

الألمان لم يكونوا هم الوحيدين المهتمين بالنفط. فعلى الجانب الآخر من الحرب، بذلت الولايات المتحدة جهوداً جبارة لتأمين احتياجاتها من النفط خلال الحرب، لإدراكها مدى حيوية وأهمية هذا المورد إذا أرادت الانتصار.
 

شركات النفط الأمريكية .. معاً من أجل الحرب
 

أدرك الأمريكيون الحقيقة السابقة جيداً حين تعطلت كتيبة الدبابات التي كان يقودها قائد الجيش الثالث الأمريكي الجنرال "جورج باتون" في 31 أغسطس 1944 بينما كانت تقترب من خط سيجفريد الدفاعي الألماني بسبب نفاد الوقود.
 

لتوفير النفط لها وحلفائها، جندت الولايات المتحدة شركات النفط الأمريكية التي عملت بطاقاتها القصوى لتلبية مستويات الطلب غير المسبوقة.
 

في 28 مايو 1941 أي حتى قبل الهجوم الياباني على ميناء بيرل هابر الذي دخلت على إثره الولايات المتحدة في الحرب، أنشأ الرئيس "فرانكلين روزفلت" ما أصبحت تعرف باسم "إدارة البترول للحرب" (PAW) وعين وزير الداخلية السابق "هارولد لاكس" رئيساً لتلك الوكالة.
 

 

بعد تعيينه بوقت قصير، قام "لاكس" بتشكيل "مجلس صناعة النفط للدفاع الوطني" (PIWC) والذي تصادف أن يكون اجتماعه الأول بعد يوم واحد من هجوم بيرل هاربور.
 

ارتفع الإنتاج الأمريكي من النفط من 3.7 مليون برميل يومياً في عام 1940 إلى 4.7 مليون برميل يوميًا في عام 1945. وفي الفترة ما بين ديسمبر 1941 وأغسطس 1945 استهلك الحلفاء 7 مليارات برميل، أنتجت الولايات المتحدة 6 مليارات منها.
 

لماذا خسر الألمان الحرب؟
 

على عكس الحرب العالمية الأولى، لعب النفط دوراً هاماً في الحرب العالمية الثانية. فقبل تلك الحرب لم يكن لدى الكثير من الجيوش أي سجلات حول حجم ما تستهلكه القوات الأمريكية من النفط، وعلى سبيل المثال استخدمت في الحرب العالمية الثانية كميات من البنزين تفوق تلك التي استخدمتها في الحرب العالمية الأولى بنحو 100 مرة.
 

كان المطاط الصناعي -وهو المنتج الذي يدخل النفط في تصنيعه- من المواد التي كان الحلفاء في أشد الحاجة إليها خلال الحرب، وذلك لتصنيع إطارات الشاحنات والسيارات، خصوصاً أن اليابانيين كانوا يضعون أيديهم بالفعل على 90% من الإمدادات العالمية من المطاط الطبيعي الموجودة في جزر الهند الشرقية المحتلة في ذلك الوقت من قبل طوكيو.
 

 

باختصار كان النفط هو المنتج الذي لا غنى عنه أو عن مشتقاته، وبدونه لما فاز الحلفاء بالحرب. فمن مشتقات النفط كان يتم تصنيع القنابل والمطاط الصناعي والوقود اللازم لتشغيل الشاحنات والدبابات والطائرات، ناهيك بالحاجة للنفط كمزيّت للبنادق والآلات.
 

هذا ما أكده الفيلد مارشال الألماني "كارل رودلف جيرد فون رونتشتيت" -أحد أبرز قادة الحرب العالمية الثانية - حين سأله الصحفيون عن سبب خسارة ألمانيا للحرب. عزا الجنرال هزيمة ألمانيا إلى ثلاثة عوامل هي: أولاً- القصف الجوي التكتيكي والاستراتيجي من جانب الحلفاء، وثانياً.. الهجمات المدفعية والصاروخية من جانب قوات الحلفاء البحرية، وأخيراً، العجز النفطي الذي عانى منه الألمان خلال الحرب.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة