نبض أرقام
16:14
توقيت مكة المكرمة

2024/06/19

القلق في الأسواق العالمية.. هل مخاوف كبار المستثمرين مبررة؟

2019/10/08 أرقام

كشفت الأيام الأولى القليلة من شهر أكتوبر عن مواضع خلل اقتصادية ومخاطر أثارت خوف الأسواق العالمية، ولعل أبرز هذه المخاطر يتمثل في انكماش قطاع التصنيع والذي بدأ ينتقل بدوره إلى قطاع الخدمات في الاقتصادات الرئيسية، ما يعزز احتمالات الركود العالمي.

 

 

المثير للقلق بشكل أكبر أن هذه الاضطرابات وصلت إلى الولايات المتحدة، والتي ينُظر إليها منذ فترة طويلة على أنها محصنة نسبيًا من التباطؤ العالمي وردود الفعل إزاء الحرب التجارية مع الصين.

 

هذا ما يخشاه المتشائمون؛ كيف أن ثقة الشركات تتآكل مع تصاعد حدة الخلافات التجارية بجانب الضغوط الأخرى مثل ارتفاع الأجور وقوة الدولار، والتي في نهاية المطاف ستؤثر سلبًا على المستهلك.

 

هؤلاء يحددون المزاج العام للأسواق

 

- في الحقيقة، يشعر المستثمرون في الأسواق العالمية بالخوف من قبل بيانات أكتوبر المشار إليها بسبب قضايا عديدة، منها تعليقات الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" المستمرة والمثيرة، والصراعات التجارية، و"بريكست"، ومخاوف الركود، وحتى توقعات أرباح الشركات.

 

- خلال سبتمبر الماضي، أظهرت دراسة استقصائية أجراها مصرف "بنك أوف أمريكا ميريل لينش" وشملت 200 من مديري الأصول العالميين (يديرون نحو 700 مليار دولار)، أن كبار المستثمرين في وضع تأهب لما يجري في الأسواق العالمية الآن.

 

 

- تبين من الدراسة أن مديري الأصول باتوا يخصصون المزيد من محافظهم الاستثمارية لسندات الخزانة قصيرة الأجل (فائقة الأمان) أكثر من المعتاد، وأن ثلثهم اتخذ إجراءات احترازية للتحصن من انهيار محتمل في الأسواق.

 

- يريد المديرون تجنب الإحراج حال وقعت أزمة، إلى جانب رغبتهم بالطبع في تحقيق المكاسب المالية للعملاء، وهذا يعني التعرض بشكل أقل للأسهم من قبل هؤلاء المديرين، ما يشكل فرصة للمستثمرين الأفراد، بحسب محللين.

 

- رغم أن تحركات كبار مديري الأصول تحدد المزاج العام في أسواق المال، يرى محللون أن تقليص تعرضهم للأسهم في أوقات الخوف يفتح بابًا لصغار المستثمرين كي يدخلوا إلى السوق بتكلفة أقل، وينصحوا باستغلال الفرصة في التوسع خارج السوق المحلي.

 

التشكك في إمكانيات البنوك المركزية

 

- على مدار الـ12 شهرًا الماضية، سجلت العديد من الأسواق العالمية إما مكاسب هامشية أو خسائر، وكانت القطاعات الآمنة (المرافق الخدمية والمواد الغذائية الأساسية) هي الأفضل أداءً، في حين قدمت أسهم الشركات التقنية الكبرى أداءً مخيبًا.

 

- لعل ذلك يفسر أيضًا سبب ارتفاع مؤشر سندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل (20 عامًا أو أكثر) بنسبة 30%، في إشارة تعكس حجم الضغوط التي تتعرض لها المحافظ المتنوعة بين الأسهم والسندات حاليًا.

 

 

- النغمة الإيجابية التي تتبناها وترددها الأسواق لها حدود أيضًا، حيث أصبحت فرصة حدوث انتعاش حقيقي في النشاط الاقتصادي ضئيلة للغاية بعد البيانات المحبطة، والتحذير من أن تأثير السياسة النقدية أصبح ضعيفًا، والخوف من تصاعد الصراعات التجارية.

 

- في ظل التشكك في تأثير البنوك المركزية، يخشى البعض من انهيار وشيك في المعنويات قد يكون أثره حادًا على الأسواق، ففي حال وقع ركودًا اقتصاديًا ستتأثر الأسهم بشدة، حيث إن ارتفاع ديون الشركات على مدار العقد الماضي يعني أن الألم سيكون مضاعفًا.

 

- مع ذلك، فإن مواصلة ضخ الفيدرالي للدولارات في النظام المالي العالمي، أمر مهم للبلدان والبنوك والشركات التي اقترضت بالعملة الأمريكية، ولعل الاضطراب الأخير في السوق الأمريكي قصير الأجل يعكس كيف أن الطلب على العملة أصبح يجهد النظام.

 

تهديدات "ترامب" بقلب الطاولة

 

- أشارت تقارير مؤخرًا إلى أن رئيس "ترامب" يضع "منع الوصول إلى أسواق رأس المال الأمريكية" على قائمة الأسلحة المحتملة للتصعيد ضد بكين في الحرب التجارية، مشيرة إلى أنه يدرس حذف إدراج شركات صينية في بورصة نيويورك.

 

- هذا التهديد ربما يكون من بين أخطر وأسوأ السيناريوهات التي قد تتبادر إلى أذهان المستثمرين، ومع أنه قد يصيب الأسواق بموجة من الاضطرابات، يقول مراقبون إنه سيدفع المزيد من الشركات المحلية للبحث عن التمويل في بورصات هونغ كونغ ولندن ويضر السوق الأمريكي بالمقام الأول.

 

 

- حال أوفى "ترامب" بتهديده، فإن عملية الشطب القسري في السوق الأمريكي ستكون غير مسبوقة، فاعتبارًا من فبراير الماضي كان هناك أكثر من 150 شركة صينية في البورصات الأمريكية الرئيسية، بينها شركات كبيرة مثل "علي بابا" و"بايدو" و"جيه دي".

 

- بعد التهديد، يتوقع المصرفيون المعنيون بعمليات إدراج الأسهم، توقف طرح الشركات الصينية في السوق الأمريكي حتى تتضح نية "ترامب" الحقيقية، وربما يمتد الأمر حتى إجراء انتخابات عام 2020 لمعرفة ما إذا كان سيفوز بولاية أخرى أم لا، وهذا وحده يزيد المشهد تعقيدًا وعدم يقين.

 

- وسط كل هذا الضجيج، ربما يكون الذعر مبالغًا فيه في ظل ترقب الخطوات القادمة من الفيدرالي (مواصلة ضخ الأموال وخفض الفائدة)، لكن المعطيات المقلقة والتعليقات المتباينة تعني أن الحذر والاستعداد لما هو آت سيكون من الحكمة الخالصة.

 

المصادر: فاينانشيال تايمز، ماركت ووتش، ساوث تشاينا مورنينغ بوست، رويترز

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة