البنوك الكويتية تجني ثمار ارتفاع أسعار الفائدة

قالت مجلة «ذي بانكر» ان اداء الاقتصاد الكويتي الاضعف في 2023 لم يؤثر كثيرا على اداء البنوك، التي جنت مكاسب من ارتفاع اسعار الفائدة محققة بذلك ارباحا سنوية قوية، لافتة الى انه رغم حالة عدم اليقين الناجمة عن البيئة التشغيلية المحلية والاقليمية، فان معظم مسؤولي المصارف الكويتية يتوقعون استمرار مسار نمو ادائهم المالي المطرد في 2024.

واشارت المجلة في تقريرها الى انه رغم انكماش الناتج المحلي الاجمالي في الكويت بـ%0.7 في 2023 على خلفية انخفاض انتاج واسعار النفط، الا ان صافي ارباح البنوك السنوية في البلاد زادت بنسبة %28.7 الى 1.5 دينار في العام الماضي.

وتابعت: ان قوة الارباح السنوية للبنوك الكويتية تحققت من قفزة في صافي ايرادات الفوائد والتي نمت الى 2.6 مليار دينار في 2023، ارتفاعا من 2.3 مليار دينار في 2022.

أداء المصارف

وذكرت ان اداء القطاع المصرفي الكويتي لم يكن مختلفا عن قطاعات مصرفية في اماكن اخرى حول العالم، مع اعلان بنوك عالمية عن ارتفاع صافي دخل الفوائد بسبب حدة اسعار الفائدة التي تهدف الى ترويض التضخم.

واوضحت انه منذ قيام البنك المركزي الكويتي برفع اسعار الفائدة الى %4.25 تعزز صافي هوامش الفائدة لمعظم بنوك البلاد، وارتفعت الى %2.78 في الربع الثالث من 2023، من %2.63 مقارنة بنفس الفترة من 2022، موضحة انه رغم الخلفية السياسية والاقتصادية غير الواضحة في الكويت، الا ان البنوك بوضع جيد يسمح لها بالحفاظ على مسار تنمية مستقر طوال 2024.

ونقلت عن ريدموند رامسديل مسؤول المؤسسات المالي في وكالة فيتش للتصنيف الائتماني توقعه ان يبقى نمو القروض الكويتية جيدا نسبيا عند نسب تتراوح بين %3 و%4 لهذا العام.

واضاف: وفي حين تبقى هذه النسبة اقل من دول قطاعات البنوك الخليجية، الا ان النظرة المستقبلية للكويت لا تزال ثابتة مع استمرار دعم الربحية بسبب ارتفاع اسعار الفائدة. ولا نعتقد ان يشهد العام الحالي تخفيضات اضافية لاسعار الفائدة، ومن شأن ذلك ايضا ان يساعد في دعم ربحية البنوك الكويتية في 2024.

سوق المشاريع

وبينت «ذي بانكر» ان البنوك الكويتية الكبرى تتطلع الى الفرص في سوق المشاريع حيث تستثمر الحكومة في مشاريع البنى التحتية الكبيرة لتحقيق اهدافها التنموية طويلة المدى وتطبيق رؤية كويت 2035.

الا انها اشارت الى ان محللين يحذرون من جاذبية سوق المشاريع في الكويت ستعتمد على التطورات السياسية في البلاد والتوقعات الخاصة بتخفيضات انتاج «اوبك+».

95 % من سكان الكويت استخدموا الخدمات المصرفية الرقمية

ذكرت المجلة انه كما هو الحال في اماكن اخرى حول العالم، فان ضرورة توفير الحلول المصرفية الرقمية في الكويت تتزايد منذ سنوات عدة، حيث تشير بيانات صادرة عن شركة ابحاث السوق «ابسوس» ان %95 من سكان الكويت استخدموا القنوات والوسائل الرقمية عند التعامل مع المصارف.

وقالت: كما ان الاتجاهات الديموغرافية في الكويت تشهد طفرة كبيرة ومتنامية في فئة الشباب، وتتطلع البنوك الكويتية الى الاستفادة من هذه الفئة نظرا لتأثير متطلبات الخدمة واتجاهات هذه الفئة العمرية على السوق المصرفية في البلاد.

واضافت: من المتوقع ان تحافظ الاستثمارات الرقمية للبنوك الكويتية على الحد من التكاليف على المديين المتوسط الى الطويل، حيث تتراكم مساهماتها في الكفاءة التشغيلية والخدماتية بمرور الوقت.         

الفليج: «الوطني» لديه إمكانات هائلة لتمويل مشاريع التنمية

قال الرئيس التنفيذي لبنك الكويت الوطني - الكويت، صلاح الفليج: «شكل العام الماضي أحد التحديات التي واجهت الصناعة المصرفية والتي عززها التشديد التنظيمي الإقليمي والعالمي والتوترات الجيوسياسية في جميع أنحاء العالم».

وأشار إلى أنه وعلى الرغم من الظروف التشغيلية الصعبة على مدار العام، فقد حقق بنك الكويت الوطني أداءً متميزا عكسه النمو القوي الذي حققه البنك خلال العام، حيث ارتفع صافي أرباح البنك بنسبة %10.1 إلى 561 مليون دينار، مقارنة بـ 509.1 ملايين دينار في 2022. فيما نمت إجمالي الموجودات %3.7 وارتفعت ودائع العملاء %8.8.

وأوضح الفليج أن البنك يدرك الإمكانات الهائلة الكامنة في تمويل مشاريع التنمية في الكويت ورؤية البلاد الطموحة لتحديث البنية التحتية والتنويع الاقتصادي وهذا يمثل فرصة سانحة للعب دور محوري في دفع عجلة النمو والازدهار. وأشار إلى أن البنك على أهبة الاستعداد للاستفادة من النمو المتوقع في اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي المجاورة، الذي يدعمه ارتفاع الإنفاق الحكومي والإصلاحات الهيكلية.

وقال الفليج «في المشهد المصرفي الراهن، أصبحت الرقمنة أمراً لا غنى عنه، مما أحدث ثورة في الطريقة التي تتفاعل بها المؤسسات المالية مع العملاء»، مشيراً إلى أن البنك يشهد نموا مطرداً في استخدام تطبيق خدمة الوطني عبر الموبايل.

وأشار إلى تزايد شعبية عروض الخدمات المصرفية الرقمية التي يقدمها بنك «Weyay»، والمصممة لخدمة فئة الشباب في البلاد ومساعدة العملاء الشباب على تتبع وترتيب نفقاتهم. وأوضح الفليج أن بنك الكويت الوطني ترسخت لديه ثقافة الابتكار في جميع أنحاء البنك كما يتعاون أيضًا مع شركات التكنولوجيا المالية لتعزيز طموحاته الرقمية واستكشاف الفرص في إدارة التمويل الشخصي، والأجهزة اللاتلامسية والذكاء الاصطناعي كما ويستثمر في الوقت نفسه في المواهب والابتكار لضمان المضي قدماً في مسار التحول الرقمي.