نبض أرقام
20:25
توقيت مكة المكرمة

2024/06/19

ببساطة ودون تعقيد .. ما هو سوق صرف العملات (الفوركس)؟

2019/10/15 أرقام - خاص

قديمًا كان تداول العملات الأجنبية شيء يقوم به الناس عند السفر من بلد إلى آخر. ببساطة، كانوا يبادلون عملاتهم المحلية بعملات البلد الذي يزورنه، وفقًا لسعر الصرف السائد في ذلك الوقت.
 

لكن في هذه الأيام، عندما تسمع أحدهم يشير إلى تداول العملات الأجنبية، فهو في الغالب بقصد نوع من التداول الاستثماري أصبح شائعًا، يمكن خلاله للمتداولين التكهن بالقيم المتقلبة لسعر صرف العملات أمام بعضها البعض.



 

هذا السوق، الذي يشار إليه عادة باسم سوق "الفوركس" هو أكبر سوق مالي في العالم، حيث تتجاوز قيمته وحجم التداولات به نظيرتها في سوق الأسهم عدة مرات.
 

وفي هذا التقرير سنحاول إلقاء نظرة سريعة على سوق الفوركس، وسبب إقدام الكثيرين على هذا النوع من الاستثمار.
 

أساسيات السوق
 

- هناك أكثر من 100 نوع مختلف من العملات الرسمية في العالم، ورغم ذلك يتم إجراء أغلب المعاملات بسوق الفوركس باستخدام الدولار الأمريكي واليورو والين. ولكن توجد هناك عملات أخرى تتمتع بحضور جيد في ذلك السوق مثل، الجنيه الإسترليني والدولار الأسترالي والفرنك السويسري والدولار الكندي والكرونا السويدية.
 

العملات الأكثر تداولاً في أبريل/نيسان 2016 حسب بنك التسويات الدولية

العملة

حصتها من حجم التداولات اليومية

الدولار الأمريكي

80.6 %

اليورو

37.4 %

الين الياباني

21.6 %

الجنيه الإسترليني

12.8 %

الدولار الأسترالي

6.9 %

الدولار الكندي

5.1 %

الفرنك السويسري

4.8 %

اليوان الصيني

4.0 %

الكورونا السويدية

2.2 %

الدولار النيوزيلندي

2.1 %

 

- يمكن تداول العملات من خلال عدة طرق، من بينها المعاملات الفورية والعقود الآجلة والمبادلات، ولكن ربما أبرزها هي عقود الخيارات. ويتم تداول العملات في جميع أنحاء العالم على مدار 24 ساعة  خلال خمسة أيام في الأسبوع.

- الجدول السابق بياناته من بنك التسويات الدولية، مع العلم أن مجموع النسب المئوية المذكورة به سيكون 200% وليس 100% كون التعاملات تتم على زوج من العملات، في حين لم تذكر عملات كثيرة لصغر حصتها من حجم السوق ككل.

 

طبيعة المتعاملين بالسوق
 

- البنوك: جزء كبير من التداولات في سوق الفوركس تتم بين البنوك باختلاف أحجامها، ويتم ذلك بشكل مباشر بين بعضها البعض ومن خلال الشبكات الإلكترونية. وتعمل البنوك على تسهيل معاملات الفوركس للعملاء وتجري صفقات المضاربة من مكاتب التداول الخاصة بها.

 

- البنوك المركزية: تعتبر البنوك المركزية أحد أهم اللاعبين الرئيسيين في سوق الفوركس، حيث تؤثر عمليات السوق المفتوحة وسياسات أسعار الفائدة لدى المصارف المركزية على أسعار العملات إلى حد كبير. وعادة ما يكون أي إجراء يتخذه البنك المركزي في سوق الفوركس بهدف تحقيق الاستقرار أو زيادة القدرة التنافسية للاقتصاد.



- مديرو الاستثمار وصناديق التحوط: بعد البنوك يأتي مديرو المحافظ وصناديق التحوط كثاني أكبر اللاعبين في سوق الفوركس.

- يقوم مديرو الاستثمار بتداول العملات لحسابات كبيرة مثل الصناديق التقاعدية. وقد يقوم مدير الاستثمار ببيع وشراء العملات الأجنبية بغرض المضاربة أو من أجل التداول بالأوراق المالية الأجنبية إذا كان يدير محفظة دولية.

 

- الشركات: الشركات العاملة بمجال الاستيراد والتصدير تدخل إلى سوق الفوركس من أجل توفير احتياجاتها من العملات الأجنبية للدفع مقابل السلع والخدمات. على سبيل المثال، شركة ألمانية تنتج ألواحا شمسية تستورد مكوناتها من الولايات المتحدة، وتبيع المنتج النهائي للصين. بعد أن يتم البيع، يجب على الصينيين تحويل اليوان إلى اليورو، ومن ثم يجب على الشركة الألمانية تحويل اليورو إلى دولار، لاستيراد المكونات الأمريكية.

 

- قد تدخل الشركات أيضًا إلى سوق الفوركس بغرض التحوط ضد مخاطر تقلبات أسعار الصرف. فقد تقوم نفس الشركة الألمانية بشراء الدولار ضمن عقد مبادلة قبل موعد شرائها للمكونات الأمريكية بعدة أشهر، وبذلك تحمي نفسها من احتمال ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل اليورو.

 

- المستثمرون الأفراد: حجم الصفقات التي يقوم بها المستثمرون الأفراد في سوق الفوركس منخفض للغاية مقارنة مع البنوك والمؤسسات المالية الأخرى، ورغم ذلك تستمر شعبية تجارة الفوركس في التنامي بسرعة.

 

- جميع ما سبق يوضح أن المتعاملين في سوق الفوركس يتداولون العملات لأسباب مختلفة. صفقات المضاربة التي ينفذها كل من البنوك والمؤسسات الاستثمارية والمستثمرون الأفراد، هدفها الأساسي هو الربح، بينما تدخل البنوك المركزية إلى سوق الفوركس كجزء من أدواتها لضبط السوق، في حين أن كل ما تسعى إليه بعض الشركات هو التحوط ضد مخاطر تقلبات أسعار الصرف.
 

الفوركس والمبتدئون
 

- للوهلة الأولى، قد يبدو هذا وكأنه شيء يمكن لمعظم الناس القيام به بسهولة، ولكن على العكس تمامًا، في هذه الصناعة بالذات، احتمال فشل التجار المبتدئين مرتفع جدًا، حتى أولئك الذين يدخلون مندفعين إلى ذلك السوق وفي أذهانهم عبارات مثل "هذا حدث لهم ولكنه لن يحدث لي" يلقون ذات المصير، وهو ما يدفع بعضهم إلى الاعتقاد بأن هذا السوق ما هو إلا احتيال.

 

- لكن تداول العملات الأجنبية ليس احتيالا، إنما هو مجرد سوق تم إنشاؤه في المقام الأول لأولئك الذين يفهمون قواعد اللعبة، ولذلك ربما يكون الهدف الأكثر منطقية للقادمين الجدد إلى ذلك السوق هو النجاة لفترة كافية وليس الربح، إلى أن يتمكنوا من فهم كيف تمضي الأمور داخل السوق.

 

- أبرز ما يتسبب في خروج التجار من سوق "الفوركس" مقسومي الظهر، هو الاستخدام غير المسؤول للرافعة المالية، والتي تسمح للمتعاملين بالتداول في السوق بأموال أكثر مما لديهم في حساباتهم.

 

- على سبيل المثال، إذا كنت تتداول باستخدام رافعة مالية تساوي 2 إلى 1، يصبح بإمكانك القيام بمعاملة قدرها 2000 ريال، بينما لا يوجد في حسابك سوف ألف ريال فقط. ويوفر العديد من وسطاء الفوركس للمتعاملين رافعات مالية تصل إلى 50 إلى 1، وللأسف يميل الكثير من المتعاملين الجدد إلى استخدام رافعات مالية كبيرة دون أي استعداد للعواقب.


- إذا كان لديك في حسابك ألف ريال، ودخلت في معاملة باستخدام رافعة مالية قدرها 50 إلى واحد، أي أن قيمة المعاملة 50 ألف ريال، فإن كل نقطة أساس يتحركها سعر صرف العملة سواء للأعلى أو للأسفل تساوي 5 ريالات.

 

- إذا افترضنا أن متوسط التحرك اليومي لسعر الصرف يتراوح ما بين 70 و100 نقطة، فإن متوسط ما قد تخسره في اليوم حوالي 350 ريالًا. إذا كنت قد قمت بمعاملة فاشلة فعلًا، فسوف تخسر حسابك بالكامل في 3 أيام، وهذا إذا افترضنا أن ظروف السوق طبيعية.

 

- معظم المنضمين حديثا عادة ما يكونون على قدر كبير جدا من التفاؤل أكثر من اللازم، فقد يقولون: "هناك أيضًا احتمال بأن أتمكن من مضاعفة حسابي في غضون بضعة أيام". وعلى الرغم من أن هذا صحيح، إلا أن مشاهدة حسابك يتقلب بشكل حاد هو أمر ليس من السهل التعامل معه.

- الكثير من الناس يدخلون معاملات مثل هذه على افتراض أنهم يمكنهم السيطرة عليها، ولكن حينما يصبحون على المحك، يفشلون في ذلك، لذا فعدم دخولها أفضل في النهاية.

 

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة