نبض أرقام
13:22
توقيت مكة المكرمة

2024/06/18
2024/06/17

من اليمين إلى اليسار .. كيف تقرأ "قائمة الدخل"؟

2019/11/12 أرقام - خاص

أي شركة مدرجة بالسوق السعودية تقوم بشكل دوري بإصدار تقارير توضح فيها نتائجها المالية عن فترة معينة. والسؤال هنا للمستثمر أو لصاحب العمل، هل حاولت من قبل قراءة البيانات الواردة في تلك التقارير والنظر إليها بعين المحلل؟ هل لديك فكرة عن كم المعلومات التي يمكنك استخلاصها بسهولة من تلك الأرقام المكدسة إلى جانب بعضها البعض؟

 

 

هناك ثلاث قوائم مالية أساسية تضمها التقارير المالية للشركات: قائمة الدخل والميزانية العمومية وقائمة التدفقات النقدية. وتحتوي القوائم الثلاث على معلومات مفيدة جداً من شأنها أن تؤثر على قرارك كمستثمر.

 

ولذلك ليس من الحكمة أبداً أن تتجاهل البيانات الواردة في تلك القوائم والتي يمكنك من خلال إجراء مقارنة بسيطة بين رقمين أن تستخلص منها معلومات حقيقية حول الأداء الحقيقي للشركة.

 

في هذا التقرير، سنتحدث عن القائمة الأشهر والأكثر أهمية وهي قائمة الدخل. وإن شاء الله سنتحدث عن الميزانية العمومية وقائمة التدفقات النقدية في تقارير أخرى قادمة.

 

"أرني المال"

 

بشكل أساسي، تعطينا قائمة الدخل صورة عامة عن أداء الشركة خلال فترة زمنية معينة. فهي تخبرنا بكم الأموال التي اكتسبتها الشركة (الإيرادات) وكم أنفقت (النفقات) والفرق بين هذين البندين (الربح). أسئلة مثل: هل حققت الشركة ربحاً خلال الفترة؟ أو هل تحسن أداؤها عن الفترة السابقة؟ تجد إجابتها في قائمة الدخل.

 

لفهم كيفية إعداد قائمة الدخل فكر فيها كسُلم يتكون من مجموعة درجات تهبط من أعلاه إلى أسفله. بنفس الطريقة، تبدأ قائمة الدخل من الأعلى مع بند المبيعات التي تمت خلال الفترة المحاسبية، ثم نهبط درجة ليضاف إلى هذا البند أوجه الدخل الأخرى، قبل أن نقوم باقتطاع التكاليف ونفقات التشغيل الأخرى. وبعد خصم جميع النفقات نحصل على الأرباح الفعلية التي حققتها الشركة خلال تلك الفترة.

 

الإيرادات: على الرغم من أن الشكل الذي تعرض به الشركات قائمة الدخل في تقاريرها المالية يختلف من صناعة لأخرى إلا أن قائمة الدخل تبدأ دائماً بإيرادات الشركة خلال الفترة، والتي يطلق عليها أحياناً المبيعات، وهي مقدار الأموال التي جنتها الشركة نظير بيع سلعها أو خدماتها.

 

النفقات: تحتاج الشركة إلى إنفاق المال لكي تجني المال. والنفقات قد تأخذ أشكالاً عديدة، من بينها:

 

1- تكلفة المبيعات: تمثل تكلفة المبيعات جميع النفقات التي تكبدتها الشركة في خلق السلع أو الخدمات التي تبيعها. وتشمل على سبيل المثال تكلفة المواد الخام، وتكلفة تشغيل المصنع والعمالة.

 

2- المصاريف الإدارية والعمومية: يشمل هذا البند كل المصاريف التي تكبدتها الشركة في تسويق المنتج أو الخدمة ومعظم التكاليف العامة اللازمة لتيسير أعمال الشركة. كما تندرج أيضاً التكاليف المتعلقة بالإدارة المالية وإدارة الموارد البشرية للشركة تحت هذا البند.

 

 

3- الإهلاك والاستهلاك: عندما تشتري الشركة أصلاً بغرض استخدامه في نشاطها، وليكن آلة أو مبنى، لا يتم تحميل تكلفة ذلك الأصل مرة واحدة على قائمة الدخل. وبدلاً من ذلك تقوم الشركة بإهلاك ثمنه على مدار عمره الإنتاجي المقدر. هذا هو الإهلاك.

 

الاستهلاك يشبه إلى حد كبير الإهلاك، غير أن الأخير يحسب للأصول الملموسة مثل المباني والأثاث والسيارات، في حين أن الأول يحسب للأصول غير الملموسة مثل حقوق الملكية والسمعة التجارية. وفي كثير من الأحيان لا يتم إدراج مصاريف الإهلاك والاستهلاك بشكل منفصل وبدلاً من ذلك يتم ضمها إلى بند المصروفات الأخرى.

 

4- مصروفات الفوائد: أحياناً تلجأ الشركات إلى الاقتراض من أجل جمع الأموال بغرض توسعة نشاطها. وهذه الديون التي تكون في صورة سندات أو قروض مباشرة من البنوك تتطلب أن يتم دفع فائدة عليها. هذا البند أيضاً قد تجده مدرجاً في قائمة الدخل بشكل منفصل أو مدمج مع بند آخر.

 

أرقام مهمة

 

الربح الإجمالي: في الواقع، قد لا تجد هذا البند في كل قوائم الدخل، ورغم ذلك يمكنك بسهولة حسابه بنفسك. كل ما عليك القيام به هو طرح تكلفة المبيعات من الإيرادات لتحصل على الربح الإجمالي الذي حققته الشركة من مبيعاتها السلع أو الخدمات.

 

الدخل التشغيلي: هذا ربما هو المؤشر الأفضل على الأداء الحقيقي للشركة. ويتم حسابه عن طريق طرح تكلفة المبيعات وجميع النفقات التشغيلية من إجمالي الإيرادات. ويعطيك هذا البند فكرة حول الدخل التشغيلي الذي تستطيع الشركة توليده من عملياتها الرئيسية. كما يطلق عليها أحياناً "الإيرادات قبل احتساب الفائدة والضرائب" (EBIT)، حيث إن كلاً من الفائدة والضرائب لا تعتبر مصروفات تشغيلية.

 

صافي الدخل: بعد كل من الإيرادات والمصروفات يظهر صافي الدخل باعتباره الخطوة المنطقية التالية. صافي الدخل هو حاصل طرح كافة المصروفات المختلفة من الإيرادات. ورغم أنه البند الأشهر في قائمة الدخل، إلا أنه يجب الانتباه جيداً إلى أنه توجد هناك طرق كثيرة تستطيع من خلالها الشركة التلاعب بهذا الرقم، ولذلك لا يجب أن يركز المستثمر على هذا الرقم دون غيره.

 

ربحية السهم: ربحية السهم هي ببساطة عبارة عن صافي الدخل مقسوماً على عدد الأسهم المصدرة. ويخبرنا هذا البند بكم المال الذي سيحصل عليه المساهمون إذا ما قررت الشركة توزيع صافي دخلها بالكامل عن تلك الفترة. ولكن عادة لا تقوم الشركات بتوزيع كل أرباحها، وإنما تقوم بدلاً من ذلك بإعادة استثمار جزء منها في أنشطة الشركة.

 

 

الإيضاحات أو الملاحظات: الإيضاحات المدرجة أسفل قائمة الدخل في التقرير المالي للشركة تعتبر جزءًا من البيانات المالية. هذه الإيضاحات تخبر القراء بمعلومات مهمة حول أشياء مثل السياسات المحاسبية والوعود التي تلتزم بها الشركة وتوضح أيضاً إذا ما كانت هناك خسائر محتملة. باختصار، تحتوي الإيضاحات على معلومات ضرورية لفهم وتحليل البيانات المالية للشركة بشكل صحيح.

 

أخيراً، المحاسبة ربما ليست هي العلم الأكثر إمتاعاً، بل على العكس يراها البعض مملة جداً، ورغم ذلك هناك أساسيات يحتاج إليها المستثمر لفهم كيفية سير أنشطة الشركة ولمعرفة ما إذا كان سهمها ذا قيمة جيدة أو لا.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة