هل سيخيب "برنانكي" آمال الأسواق في كلمته في "جاكسون هول" يوم الجمعة؟

تنتظر الأسواق كلمة رئيس البنك الإحتياطي الفيدرالي "بن برنانكي" يوم الحادي والثلاثين من أغسطس/آب في قاعة "جاكسون هول" الشهيرة بولاية وايومنغ التي شهدت الإرهاصات الأولى لإطلاق برنامج التخفيف الكمي الثاني عام 2010.

لكن خبراء اقتصاد ومحللين يرون ان تلك الكلمة المنتظرة ربما تكون مخيبة لآمال المتابعين لمجريات الأمور في أكبر اقتصادات العالم، وهو ما يعني عدم اطلاق برنامج QE3 المنتظر.

حيث قال كبير خبراء الإقتصاد الأمريكي لدى "جي بي مورجان نشيس" "مايكل فرولي" ان "برنانكي" من غير المرجح ان يشير إلى تلك الخطوة في "جاكسون هول".

وكان "برنانكي" قد نوه قبل عامين في ذلك المكان إلى ان لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة سوف تعد لإستخدام تدابير اضافية للسياسة النقدية عن طريق وسائل غير تقليدية اذا ثبت ان ذلك يعد ضروريا، خصوصا اذا تدهورت التوقعات بشكل ملحوظ.

لكن لجنة السوق الفيدرالية لم تعلن عن تفعيل خطة التخفيف الكمي الثانية في اجتماعها خلال سبتمبر/أيلول، لكنها انتظرت حتى الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني لإعلان تلك الخطوة.

ويلاحظ ان العادة جرت على استخدام رئيس البنك الإحتياطي لكلمته في "جاكسون هول" للحديث عن موضوعات عامة دون ارسال اشارات محددة خاصة بالسياسة النقدية.

وكانت الأسواق قد ارتفعت في الأسابيع التي تلت كلمة "برنانكي" عام 2010 على الرغم من القراءة "غير الحاسمة" لكلمات "برنانكي، وهو متوقع هذا الشهر أيضا ألا يُصدر اشارة واضحة لخطوة تحفيزية.

لكن يبقى هناك انعكاس ايجابي للتوقعات على حركة الأسواق التي تنتظر اعلان البنك الفيدرالي، حيث ارتفع مؤشر اس آند بي 500 الأوسع نطاقا في السوق الأمريكي 10% منذ الأول من يونيوز/حزيران، واقترب الذهب من مستوى 1680 دولار خلال تعاملات اليوم الإثنين، وارتفع النفط الخام إلى 97.72 دولار في نايمكس ببورصة نيويورك.

ومن المعلوم ان لجنة السوةق الفيدرالية المفتوحة ستبدأ اجتماعا يستمر لمدة يومين اعتبارا من الثاني عشر من سبتمبر/أيلول، والتي تراقب عن كثبت معدلات البطالة، وغيرها من البيانات الإقتصادية الهامة لبتحديد الخطوة التالية.

وفقا لمحضر اجتماع اللجنة الذي عُقد في الحادي والثلاثين من يوليو/تموز إلى الأول من سبتمبر/أيلول فإن العديد من المسؤولين الفيدراليين ناقش فكرة اطلاق QE3، لكن يبقى الأمر مرهون دائما بتدهور التوقعات الإقتصادية.

وفي رسالة كتبها "برنانكي" يوم الثاني والعشرين من أغسطس/آب ونشرت يوم الجمعة الماضي إلى عضو مجلس النواب "داريل عيسي" أشار "برنانكي" إلى ان هناك مجال لإتخاذ المزيد من الإجراءات لدعم الإقتصاد.

وكان البنك الإحتياطي قد ثبت سعر الفائدة قرب الصفر منذ ديسمبر/كانون الأول عام 2008، مع اطلاق جولتين من التخفيف الكمي دفعتا ميزانيته العمومية إلى التضخم نحو مستوى قياسي قرب ثلاثة تريليونات دولار.

لكن رغم ذلك ظل معدل البطالة فوق مستوى 8% لمدة اثنين وأربعين شهرا على التوالي ، وهو الأمر الذي يثير شكوكا حول فاعلية المرحلة الثالثة من التخفيف الكمي اذا ما تم اطلاقها.

ويرى الإقتصادي في بنك باركليز "دين ماكي" انه يتوقع الإعلان عن اضافة 150 ألف وظيفة جديدة للإقتصاد الأمريكي في أغسطس/آب يوم السابع من سبتمبر/أيلول القادم وهو ما يكفي على حد قوله للإمتناع عن تفعيل برنامج جديد لشراء الأصول.

وأحد "ماكي" الذي سيحضر كلمة "برنانكي" يوم الجمعة إلى انه لا ينتظر تفعيل QE3 من البنك الفيدرالي في سبتمبر/أيلول أو ما بعده نظرا لتوقع صدور بيانات اقتصادية قوية في النصف الثاني من العام.

ولأن البنك المركزي الأوروبي سوف ينتظر قرار المحكمة الدستورية العليا في ألمانيا يوم الثاني عشر من سبتمبر/أيلول بخصوص مطابقة صندوق الإنقاذ الأوروبي الدائم للقوانين قبل الكشف عن خطته الكاملة لبرنامج شراء السندات الحكومية، وذلك طبقا لتقارير صدرت الأسبوع الماضي.

فإن ما يفعله البنك المركزي الأوروبي صار ذا أهمية لدى بعض المحللين مما يفعله البنك الإحتياطي الفيدرالي نفسه، حيث ان ذلك سيمهد لحدوث بعض الإستقرار في سوق السندات خصوصا مع تحديد نطاقات للفائدة حتى لا تتضرر استراتيجيته المنتظرة من استغلال بعض المضاربين.