الإمارات تؤكد التزامها بدعم جهود منظمة التعاون الإسلامي لتعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول الإسلامية

علم الإمارات العربية المتحدة

أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة التزامها بدعم جهود منظمة التعاون الإسلامي لتعزيز التكامل الاقتصادي وزيادة التدفقات التجارية والاستثمارية بين الدول الإسلامية، وذلك خلال اجتماعات الدورة الـ41 للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري للمنظمة (الكومسيك) التي عقدت في مدينة إسطنبول خلال الفترة من 3 إلى 4 نوفمبر 2025.

وناقش الاجتماع عدداً من الموضوعات، من أبرزها تعزيز التجارة البينية بين الدول الأعضاء، وتطوير قطاع السياحة المستدامة، ودور القطاع الخاص في دعم التعاون الاقتصادي، إضافة إلى رفع إنتاجية القطاع الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي، وتحسين البنية التحتية للنقل والاتصالات.

وأكد سلطان المنصوري المبعوث الخاص لوزير الخارجية إلى الجمهورية التركية،  في كلمته، أن الإمارات، بتوجيهات قيادتها الرشيدة، ملتزمة بتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الإسلامية، ودعم جهود المنظمة ولجانها المتخصصة، بما يسهم في زيادة التدفقات التجارية والاستثمارية، وتحقيق تكامل اقتصادي مستدام في القطاعات الحيوية.

وقال إن العالم يمر بمتغيرات اقتصادية وجيوسياسية مؤثرة على اقتصادات دول المنظمة، مشيراً إلى أن اجتماع الكومسيك يمثل فرصة مهمة للحوار وتطوير المبادرات المشتركة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.

وأضاف المنصوري أن الإمارات تولي أهمية خاصة للمبادرات المدرجة على جدول أعمال المنظمة، خصوصاً تلك المتعلقة بـ تحسين استراتيجيات التصدير في الدول الأعضاء، وتعزيز القدرة التنافسية في الأسواق العالمية، إلى جانب دعم جهود استدامة الأمن الغذائي.

كما أكد دعم الإمارات لبرنامج التحول الرقمي في إطار المنظمة، باعتباره خطوة أساسية نحو الاقتصاد الرقمي المستدام، وتطوير الكفاءات الرقمية وتعزيز حوكمة البيانات بما يواكب التحولات العالمية.

وأشار المنصوري إلى أهمية تعزيز التعاون في قطاع السياحة بوصفه إحدى ركائز النمو الاقتصادي المستدام، داعياً إلى تبادل الخبرات والممارسات الناجحة بين الدول الإسلامية في هذا المجال.

كما شدد على أهمية دعم ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع الابتكار والاستثمار في المشاريع الناشئة لتعزيز التنويع الاقتصادي وتوفير فرص العمل.

وأكد أن نظام الأفضليات التجارية بين الدول الأعضاء يمثل أداة استراتيجية لتعزيز التكامل الاقتصادي وزيادة التبادل التجاري بين دول المنظمة، داعياً إلى انضمام مزيد من الدول لهذا النظام لدعم الانفتاح التجاري وتوسيع الشراكات.

واستعرض المنصوري مؤشرات نمو التجارة بين الإمارات ودول التعاون الإسلامي، حيث بلغت التجارة الخارجية غير النفطية بين الجانبين 163.2 مليار دولار خلال النصف الأول من 2025، بارتفاع 19.1% مقارنة بالفترة نفسها من 2024، وبزيادة 5.6% مقارنة بالنصف الثاني من 2024.

كما بلغت قيمة التجارة البينية بين الإمارات ودول المنظمة 292 مليار دولار خلال 2024، بنمو 19.2% مقارنة بعام 2023، مشيراً إلى أن 48% من صادرات الإمارات غير النفطية تتجه إلى دول الكومسيك، و57.2% من عمليات إعادة التصدير تكون إلى إحدى هذه الدول، التي تستحوذ على أكثر من 36% من تجارة الإمارات غير النفطية.

وأكد المنصوري أن الإمارات تتبني نهجاً استشرافياً قائماً على الانفتاح الاقتصادي وبناء الشراكات التجارية والاستثمارية مع الأسواق الحيوية، موضحاً أن الدولة أبرمت اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة مع 31 دولة، بينها دول إسلامية مثل تركيا وإندونيسيا وماليزيا وأذربيجان.

وفي ختام كلمته، جدد المنصوري تأكيد حرص دولة الإمارات على دعم أهداف لجنة الكومسيك لتحقيق التنمية الاقتصادية والتعاون التجاري بين الدول الإسلامية، معرباً عن تطلعه إلى أن تُسفر الاجتماعات عن مبادرات ومشاريع جديدة تعزز مكانة الدول الأعضاء على خريطة الاقتصاد العالمي، وتُسهم في تحقيق التنمية والازدهار المشترك.