نبض أرقام
04:13 م
توقيت مكة المكرمة

2025/12/30
2025/12/29

في 2026 .. هل ستعاني سوق النفط من فائض المعروض؟ وإلى أين تتجه الأسعار؟

02:29 م (بتوقيت مكة) أرقام - خاص

تبدأ سوق النفط العام الجديد تحت ضغوط متزايدة، وسط التوترات الجيوسياسية من فنزويلا إلى روسيا وحتى إيران، ومخاوف من فائض كبير في المعروض وسط التعافي التدريجي لإنتاج "أوبك+"، فضلاً عن تزايد المؤشرات على ارتفاع المخزونات مما يهدد بانخفاض الأسعار.

 

 

أداء عام 2025

في ظل عام اتسم بحالة من عدم اليقين نظرًا لعدة عوامل أبرزها الحروب التجارية التي شنها "ترامب" والتهديد الأمريكي بفرض حصار على فنزويلا واستمرار الحرب في أوكرانيا وقرارات "أوبك+"، تراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام بحوالي 17% متجهة نحو تسجيل أكبر تراجع سنوي منذ جائحة 2020، وهبط سعر خام برنت 18% تقريبًا ليتداول قرب مستوى ستين دولارًا للبرميل.

 

زيادة الإنتاج

ارتفع الإنتاج العالمي من النفط بصورة ملحوظة هذا العام وسط سعي "أوبك+" لاستعادة حصتها السوقية وهو ما دفعها للتخلي عن تخفيضات الإنتاج التي استمرت على مدار سنوات، إلى جانب رفع كندا والبرازيل مستويات الإنتاج، كما أسهم ازدهار النفط الصخري في الأرجنتين في دعم إنتاج أمريكا الجنوبية. ومنتجو النفط الخاضعون للعقوبات يحافظون على تدفقات قوية في الوقت الحالي، فعلى سبيل المثال تجد براميل الخام الروسي مشترين لها في الهند والصين.

 

أجندة ترامب

يعد رفع إنتاج النفط ركيزة أساسية في أجندة الرئيس "ترامب" للطاقة، ومن المتوقع وصول إجمالي إنتاج الولايات المتحدة – المنتج الأكبر في العالم -  إلى مستوى قياسي جديد هذا العام وأن يظل قرب هذا المستوى في 2026.

 

 

مؤشرات فعلية

هناك مؤشرات فعلية على وفرة المعروض منها ارتفاع كمية النفط المخزنة حول العالم على ناقلات النفط الراسية لمدة سبعة أيام على الأقل بنسبة 15% في الأسبوع الماضي، حسب بيانات "فورتيكسا"، وفي أمريكا سجلت مخزونات الخام في كوشينغ بولاية أوكلاهوما في الفترة المنتهية في التاسع عشر من ديسمبر الجاري، أكبر زيادة أسبوعية منذ أواخر أكتوبر.

 

ملء المخزونات

وسط تراجع أسعار النفط هذا العام، لجأت الصين إلى شراء المزيد من النفط الخام لتعزيز مخزونها الاستراتيجي، ويرى "جولدمان ساكس" أن الأسعار المنخفضة في 2026 ضرورية لإعادة توازن السوق بعد ذلك العام، متوقعًا أن يؤدي الفائض إلى تسارع تراكم المخزونات التجارية لدى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

 

توترات جيوسياسية

تستمر المحادثات الأمريكية الأوكرانية بشأن إنهاء الحرب مع روسيا لكنها لم تسفر عن اتفاق بعد،  في الوقت نفسه، بدأت فنزويلا بإغلاق آبار في منطقة تضم أكبر احتياطيات النفط في العالم، في ظل الحصار الأمريكي الجزئي الذي حد من الصادرات، مما أدى إلى امتلاء الخزانات المحلية، إلى جانب تعهد الرئيس الأمريكي بضرب إيران مجددًا إذا أعادت بناء برنامجها النووي، وجميعها عوامل تؤثر على سوق النفط الحساسة للتوترات الجيوسياسية.




تزايد المعروض وتباطؤ الطلب

وقد تتأثر الأسعار سلبًا في العام الجديد مع دخول مشروعات كبرى في البرازيل وغيانا حيز التنفيذ، بينما من الموقع تباطؤ وتيرة نمو الطلب من الصين – أكبر مستورد للنفط في العالم – مع تزايد اعتمادها على السيارات الكهربائية الذي يؤدي إلى انخفاض حاد في الطلب على البنزين.

 

توقعات متباينة

في الوقت الذي تتوقع فيه وكالة الطاقة الدولية تجاوز المعروض للطلب في العام المقبل بمقدار 3.85 مليون برميل يوميًا، ترى "أوبك" سوقًا متوازنة إلى حد كبير، لكن تتوافق تقديرات المؤسسات المالية بشكل ملحوظ بشأن الأسعار وتؤكد على استمرار فائض المعروض وقيود نمو الطلب.

 

إلى أين تتجه أسعار النفط في 2026؟

المحلل/الجهة

 

التوضيح

إدارة معلومات الطاقة الأمريكية

 

 

تتوقع استمرار ارتفاع مخزونات النفط العالمية، مما سيؤدي إلى ضغط نزولي على أسعار النفط في الأشهر المقبلة.

 

كما تتوقع تراجع سعر خام برنت إلى متوسط 55 دولارًا للبرميل في الربع الأول من 2026، وأن يظل قريبًا من هذا السعر لبقية العام.

 

وأوضحت أنه على الرغم من توقعها استمرار انخفاض أسعار النفط في الأشهر المقبلة، إلا أنها ترى أن سياسة إنتاج "أوبك+"، واستمرار الصين في بناء مخزوناتها سيحدان من انخفاض الأسعار.

 

جولدمان ساكس

 

 

يتوقع تراجع سعر خام برنت في العام المقبل إلى متوسط 56 دولارًا للبرميل، وخام غرب تكساس الوسيط عند 52 دولارًا.

 

جيه بي مورجان

 

 

تشير تقديراته إلى وصول سعر خام برنت إلى 58 دولارًا والخام الأمريكي عند 55 دولارًا، مع استمرار اختلال التوازن بين العرض والطلب.

 

ترافيجورا

 

 

حذرت "ترافيجورا" التي تعد أحد أكبر شركات تجارة السلع الأساسية في العالم من أن سوق النفط ستواجه فائضَا هائلاً العام المقبل، مع تزايد تدفق المعروض الجديد وسط ضعف الاقتصاد العالمي.

وتشير تقديراتها إلى أن أسعار النفط قد تظل في حدود 50 دولارًا حتى منتصف العام المقبل قبل أن تتعافى بحلول نهايته.

 

"غاو جيان" المحلل لدى الصينية "تشيشنغ فيوتشرز"

 

 

الاتجاه العام للسوق من المرجح أن يتحول نحو الانخفاض في ظل تفاقم فائض المعروض.

 

"إيد مير" المحلل لدى منصة الخدمات المالية العالمية "ماركس"

 

 

من المرجح تراجع سعر النفط مع دخول الربع الأول من 2026، نظرًا لتزايد فائض المعروض في السوق.

 

"مويو شو" كبيرة محللي النفط لدى "كيبلر"

 

 

ارتفاع صادرات النفط من دول "أوبك" وخارجها يعني وجود كميات أكبر من النفط في طريقها للسوق أو بانتظار بيعها، مع سعي المنتجين لإيجاد مشترين لشحناتهم، كما أن ارتفاع مستويات النفط في الموانئ يشير إلى فائض في المعروض.

 

 

الخلاصة            

بعد تسجيل أسعار النفط خسائر سنوية في 2025 وسط زيادة الإنتاج في مناطق رئيسية ومستويات تخزين مرتفعة وبيئة اقتصادية تشوبها حالة من عدم اليقين، ورغم أن نمو الطلب لا يزال إيجابيًا إلا أنه ليس قويًا بما يكفي لاستيعاب المعروض المتزايد، وسط استقرار اقتصاد الصين بدلاً من تسارع نموه، فضلاً عن التقلبات التي يشهدها قطاع التصنيع العالمي، بالتالي يصبح التساؤل الأبرز حاليًا: هل سيكون 2026 عام فائض المعروض في سوق النفط؟

 

المصادر: أرقام – إدارة معلومات الطاقة الأمريكية - جولدمان ساكس – رويترز -  فاينانشال تايمز – ديسكفري ألرت - بلومبرج

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.