علمت القبس من مصادر مطلعة أن الكويت تواصل اتجاهها الصعودي في انتاج الغاز الحر، اذا نجحت في تحقيق مستهدفاتها الانتاجية خلال 2023–2024 بعد تمكنها من كسر حاجز 600 مليون قدم مكعبة يومياً، ما يدعم ذلك سعي البلاد نحو توفير احتياجاتها من ذلك الوقود الأحفوري محليًا، خصوصًا لصناعة الكيماويات، وتقليل فاتورة الاستيراد.
وقالت المصادر نفسها إنه وفقاً للمعطيات الحالية فانه من المتوقع ان يقفز إنتاج نفط الكويت من الغاز الحر إلى مستوى 780 مليون قدم مكعبة يوميا في 2024–2025، ثم إلى مستوى 900 مليون بحلول عام 2025–2026، ثم إلى نحو مليار قدم مكعبة.
ولفتت الى ان حصة الكويت من حقل غاز الدرة ستبلغ نصف مليار قدم مكعبة بعد بدء عمليات الإنتاج من الحقل المشترك مع السعودية.
إيقاع أسرع
بينت المصادر أن الكويت حريصة على زيادة إنتاجها من الغاز، والتحول من الاستيراد إلى التصدير، لافتة الى ان خطواتها في هذا الاتجاه الان تسير بايقاع اسرع من قبل، الامر الذي سيمكنها من بلوغ مستهدفاتها من انتاج الغاز واللحاق بركب دول المنطقة.
واوضحت أن الكويت، تملك قدرات كبيرة لزيادة إنتاجها من الغاز، وانها تتمتع بإمكانات كبيرة في قطاع الغاز على مستوى البنية التحتية، ويمكنها زيادة الإنتاج، اضافة الى انها تملك احتياطيات غاز كبيرة تقدر بـ63 تريليون قدم مكعبة، وأنها آخذة في التحول لتصبح سوقاً رئيسية للغاز الطبيعي المسال.
وزادت: إن خطط البلاد وسعيها نحو مضاعفة إنتاجها من الغاز الطبيعي، خاصة الصخري منه، بهدف تلبية الاحتياجات المحلية، وتصدير الفائض، سيحقق للاقتصاد المحلي عوائد إيجابية كبيرة، لافتة الى ان استغلال احتياطيات الغاز سيمكنها من التغلب على التحديات الاقتصادية التي تواجهها.
حاجة عالمية
أكدت المصادر أن هناك حاجة عالمية للغاز، خاصة بعد الحرب الاوكرانية، والعقوبات التي فرضتها أوروبا وأمريكا على روسيا، الامر الذي تسبب بعجز بالواردات الاوروبية من الطاقة، فلذلك توجهت الدول الاوروبية نحو دول المنطقة للحصول على النفط والغاز، وهو الامر الذي تسعى اليه مؤسسة البترول الكويتية للحاق بركب مصدري الغاز، الامر الذي سينعش اقتصاد البلاد.
ولفتت المصادر ان الكويت تمتلك أكبر منشأة استيراد للغاز المسال في الشرق الأوسط، والتي ستمكن البلاد من دخول السوق العالمي لدعم اقتصادها وتعزيز خططها للتحول إلى الطاقة النظيفة، موضحة ان المحطة تتسلم 22 مليون طن من الغاز سنوياً، وهي كمية تعادل ضعف استهلاك المنطقة العربية كلها.
واضافت ان مشروعي الانتاج الجوراسي 4 و5 اللذين نفذتهما شركة نفط الكويت في حقل الروضتين وأم نقا بشمال الكويت كان لهما الفضل بتحقيق الشركة مستهدفاتها من انتاج الغاز الحر.
يذكر انه قد تم البدء بعمليات التشغيل لآخر محطات الإنتاج الجوراسي JPF 4 و JPF 5 في شمالي الكويت بداية العام الحالي، ما أسهم بإضافة 320 مليون قدم مكعبة يوميا من الغاز المصاحب و100 ألف برميل يوميا من النفط الخفيف.
وان تلك المنشآت ستزيد الطاقة الانتاجية من 630 مليون قدم مكعبة من الغاز حاليا لتصل الى 950 مليون قدم مكعبة من الغاز في المستقبل القريب.
الغاز الحر
يعتبر الغاز الحر، هو أحد قسمي الغاز الطبيعي، إلى جانب الغاز المصاحب، الذي يوجد ذائبا في زيت النفط، وسمّي بذلك لأنه يوجد بين مسامات الصخور في المكمن ولا يحتوي على كميات كبيرة من الزيت.
مكامن صعبة
قالت المصادر ان مكامن النفط في الكويت التي تحتوي على غاز حر «صعبة للغاية»، وتصل إلى أعماق كبيرة جدا، لافتة الى ان هذه الظروف الصعبة تتطلب خبرات كبيرة ومعدات إنتاج خاصة وتكنولوجيا متطورة، لافتة الى ان شركة نفط الكويت تقوم سنويا بحفر ما بين 22 و23 بئراً للغاز الحر، وان هناك اكثر من 100 بئر نشطة حالياً.
النفط الخفيف
أشارت المصادر إلى ان انتاج الغاز في الكويت يعتبر تنافسيا، إذ يستخرج معه كميات من النفط الخفيف العالي الجودة، الذي ترتفع اسعاره عالمياً، وتقوم مؤسسة البترول الكويتية بخلطه مع خام التصدير الكويتي لرفع درجة النقاوة.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: