نبض أرقام
11:56 م
توقيت مكة المكرمة

2025/06/24

ترامب وروبيو: أمريكا ستتخلى عن مسعى السلام بأوكرانيا ما لم يتحقق تقدم قريباً

2025/04/19 رويترز

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو أمس الجمعة إن الولايات المتحدة ستنسحب من جهود الوساطة لإبرام اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا إذا لم تظهر علامات واضحة على إحراز تقدم قريبا.

وأضاف ترامب لصحفيين في البيت الأبيض "نريد تحقيق ذلك سريعا.. والآن، إذا كان أحد الطرفين لسبب ما يجعل الأمر صعبا جدا، فسنقول: أنتم أغبياء وحمقى وأناس فظيعون. وسننسحب فحسب. لكن نأمل ألا نضطر لذلك"

وجاءت تعليقات ترامب بعد تصريحات روبيو الذي قال إن أمام الطرفين أياما فحسب لإظهار تحقيق تقدم وإلا ستنسحب واشنطن.

وأضاف روبيو من باريس بعد اجتماع مع مسؤولين أوروبيين وأوكرانيين "لن نستمر في تلك المحاولة لأسابيع وأشهر دون توقف. لذلك نحتاج إلى أن نحدد بسرعة كبيرة حاليا، وأنا أعني في غضون أيام، ما إذا كان الأمر قابلا للتحقيق في الأسابيع القليلة المقبلة".

ومضى يقول "إذا لم يتسن هذا، وإذا كانت الفجوة بيننا كبيرة جدا بحيث لا يمكن تحقيق ذلك، فأعتقد أن الرئيس على الأرجح في مرحلة سيقول فيها: ’حسنا، انتهينا’".

ولم يحدد ترامب موعدا نهائيا لمدى استعداده للانتظار، حين سئل عن ذلك.

وقال ترامب "ماركو محق في قوله... نريد حسم هذا". وردا على سؤال عما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يماطل، أجاب ترامب "لا آمل ذلك".

وعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية، أقر مسؤولون من إدارة ترامب في جلسات خاصة بأن فرص التوصل إلى اتفاق سلام سريعا في أوكرانيا أصبحت بعيدة المنال. وقال ثلاثة دبلوماسيين أوروبيين إن تعليقات روبيو تعكس الإحباط المتزايد في البيت الأبيض بسبب التعنت الروسي لإنهاء الحرب.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن بعض التقدم نحو التوصل إلى تسوية سلمية تحقق بالفعل، لكن الاتصالات مع واشنطن صعبة. وأضاف أن روسيا تسعى جاهدة لحل النزاع مع ضمان مصالحها الخاصة. وأفاد بأن موسكو ما زالت منفتحة على الحوار مع الولايات المتحدة.

وكانت المحادثات التي جرت في باريس الخميس بخصوص مسعى ترامب للسلام هي أول محادثات مباشرة رفيعة المستوى تشارك فيها القوى الأوروبية. وقال روبيو إن إطار عمل طرحته الولايات المتحدة لإحلال السلام لاقى "استقبالا مشجعا". ووصف مكتب زيلينسكي المحادثات بأنها بناءة وإيجابية.

وقال جيه.دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، في أثناء اجتماعه مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني في روما إنه متفائل بأن الولايات المتحدة قد تساعد في إنهاء هذه "الحرب الوحشية جدا".

وقال مسؤول أمريكي إن الجانبين سيعاودان الحوار في لندن الأسبوع المقبل، مما يمنح أوكرانيا الوقت للموافقة الكاملة على "ورقة الشروط" التي قدمتها واشنطن. وقال المسؤول إن كييف مستعدة لوقف شامل لإطلاق النار في البحر والبر والجو لمدة 30 يوما على الأقل أو أكثر.

تزايد الإحباط

وتعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب في أوكرانيا في أول 24 ساعة من عودته للبيت الأبيض. وعدل ذلك عندما تولى المنصب مشيرا إلى إمكان إبرام اتفاق بحلول أبريل نيسان أو مايو أيار مع تنامي العقبات أمام هذا الهدف.

ومارس ترامب ضغوطا على الجانبين للجلوس لطاولة المفاوضات، مهددا بتشديد العقوبات على روسيا أو بوقف الدعم العسكري الأمريكي لكييف الذي يقدر بمليارات الدولارات.

وأجرت أوكرانيا وروسيا محادثات بوساطة أمريكية في السعودية، تمخضت عن وقف جزئي لإطلاق النار لا أكثر. لكن الحرب استمرت فعليا، ومنها هجوم صاروخي روسي في الآونة الأخيرة استهدف سومي في شمال شرق أوكرانيا، وأودى بحياة 35 شخصا، وهو هجوم وصفه ترامب بأنه "خطأ".

وقال مصدر مطلع على المداولات الداخلية إن ترامب أوضح لفريقه أنه يتساءل عن مدي جدوى التمسك بالمحادثات لكسر الجمود.

وقال المسؤول الأمريكي الأول إن تعليقات روبيو تعكس إحباط ترامب من هذه القضية وقلقه من أن تكون هذه "حرب ترامب" قريبا.

وإذا انسحبت واشنطن، فمن المرجح أن تفشل جهود التوسط في السلام، لأنه لا توجد دولة أخرى قادرة على ممارسة ضغط مماثل على كل من موسكو وكييف.

والتداعيات الأخرى غير واضحة، إذ يمكن للولايات المتحدة أن تبقي على سياستها الحالية بشأن الصراع دون تغيير مع إبقاء العقوبات على روسيا والحفاظ على تدفق المساعدات الأمريكية إلى كييف. لكن قد يقرر ترامب بدلا من ذلك وقف المدفوعات لأوكرانيا.

وقال ترامب الخميس إنه يتوقع توقيع اتفاق بشأن المعادن مع كييف الأسبوع المقبل بعد أن فشلت محاولة في فبراير شباط في أعقاب الاجتماع الكارثي بين ترامب ونائبه فانس وزيلينسكي في المكتب البيضاوي.

وذكر روبيو أنه تحدث إلى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بعد محادثات باريس وأطلعه أيضا على "بعض عناصر" إطار العمل الذي تقترحه الولايات المتحدة لإحلال السلام.

وقال بوتين إنه يريد من أوكرانيا التخلي عن طموحاتها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي واستمرار سيطرة روسيا على كامل المناطق الأوكرانية الأربع التي تقول إنها جزء منها وتقليص عدد أفراد الجيش الأوكراني، وهي مطالب رفضتها كييف. وتقول كييف إن هذه المطالب تعادل المطالبة باستسلامها.

وأضاف روبيو أن للأوروبيين دورا محوريا في أي اتفاق سلام، خاصة وأن العقوبات التي فرضوها على روسيا ستحتاج على الأرجح إلى رفعها للتوصل إلى اتفاق.

وقال إن الضمانات الأمنية الأمريكية طُرحت في محادثات باريس، مضيفا أنها مسألة "يمكننا حلها بطريقة مقبولة للجميع" لكن "لدينا تحديات أكبر علينا حلها".

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.