محمد الشماسي الرئيس التنفيذي لشركة دراية المالية
قال محمد الشماسي، الرئيس التنفيذي لشركة دراية المالية، إن الأسواق المحلية لا تزال تمر بمرحلة من التقلبات والضعف في الأداء، مقابل زخم نسبي في الأسواق العالمية، التي بدأت في استيعاب المتغيرات الاقتصادية الأخيرة بشكل أفضل.
وأوضح الشماسي في لقاء مع أرقام، أن الشركة متفائلة بحذر بتحسن أداء الأسواق في المرحلة المقبلة، خاصة مع بدء الأسواق العالمية في التكيّف مع الواقع الاقتصادي الجديد.
وحول نتائج الربع الأول، أشار إلى أن الشركة حققت أداءً تشغيلياً إيجابياَ خلال الربع الأول من عام 2025، على الرغم من استمرار التحديات وتقلبات الأسواق المالية، مشيراً إلى أن الأصول تحت الحفظ سجلت نمواً بنسبة تتجاوز 20% مقارنة بالربع السابق، لتصل إلى نحو 36 مليار ريال.
وأضاف أن الأصول تحت الإدارة ارتفعت بنسبة 5% لتبلغ نحو 18 مليار ريال، مشيراً إلى أن الانخفاض المحدود في الأرباح يعود بشكل رئيسي إلى تراجع طفيف في المحفظة الاستثمارية وبعض التكاليف المحاسبية غير النقدية.
ولفت إلى أن بعض العوامل أثرت في الربع الأول، مثل غياب رسوم الأداء، نتيجة طبيعية لتراجعات السوق متوقعا أن تستمر في الربع الثاني، إلى جانب التحديثات في نظام رسوم الأراضي البيضاء التي ألقت بظلالها على الصناديق العقارية، ما أدى إلى تباطؤ طرح عدد من المنتجات العقارية، مؤكداً أن الشركة تتبع نهجاً حذراً في هذا الجانب.
وحول نشاط الوساطة، أشار الشماسي إلى أن الأداء في نشاط الوساطة المحلي شهد تراجعاً بالتزامن مع ضعف الأسواق المحلية، في حين تحقق الأسواق العالمية أداءً أفضل نسبياً، مضيفاً أن معنويات المستثمرين ما زالت تتأثر بشكل كبير بالأخبار والمتغيرات اليومية، ما ينعكس في تقلبات حادة على سلوك المتداولين. وعلى الرغم من التقلبات الحادة حافظت الشركة على أداء مميز وارتفعت ربحية قطاع الوساطة.
وأشار إلى أن السياسة الاستثمارية لدراية تتسم بالتحفظ، حيث يتركز الجزء الأكبر من استثمارات الشركة في أدوات مالية قصيرة الأجل ومتوافقة مع الشريعة الإسلامية، في حين يتركز الجزء الآخر في صناديق استثمارية تديرها دراية نفسها، وقد تأثرت كلتاهما بتراجع الأسواق المالية مؤخراً الأمر الذي شكّل ضغطًا على نمو الإيرادات الإجمالية خلال الربع.
وأوضح أن الشركة لديها أيضاً استثمارات استراتيجية واعدة، أبرزها الاستثمار في بنك دال 360، مبينا أن النتائج التشغيلية الأولية للبنك إيجابية، بعد أن تجاوز عدد عملائه حاجز المليون عميل، رغم كون السنوات الأولى للتأسيس عادة ما تكون صعبة من حيث التكاليف والهيكلة التشغيلية.
وأكد الشماسي أن دراية تعد مستثمراً استراتيجياً في البنك، مشيراً إلى أن البنك يعمل حالياً للحصول على الموافقات التنظيمية من البنك المركزي السعودي (ساما) لإطلاق منتجات وخدمات مصرفية جديدة، حيث تم مؤخراً إطلاق منتج إدخاري، ومن المتوقع إطلاق المزيد خلال الفترة المقبلة.
وبين أن هناك فرق عمل من الطرفين تعمل على تطوير منتجات وخدمات مشتركة، تشمل منتجات ادخار وإقراض، إلى جانب التعاون في الجوانب التشغيلية مثل حفظ النقد وإدارته. إضافة إلى ذلك، أشار الشماسي إلى أهمية الاستثمار التقني وتطوير البنية التحتية والتميز في تقديم خدمات رقمية بسهولة وبأسعار تنافسية. وقد أطلقت الشركة عددا من المبادرات منها تحديثات كبيرة على تطبيقها الرقمي وإطلاق منصة جديدة للاستثمار الآلي "دراية سمارت" تخدم شريحة واسعة من المستثمرين. وتعمل الشركة على عدد من المشاريع الرقمية لتحسين تجربة العميل وتطوير خدمات رقمية جديدة.
وأوضح الشماسي أن رأس المال البشري هو أهم أصل للشركات المالية وفي هذا الصدد أطلقت دراية خلال الربع الأول برنامجاً تحفيزياً لتملك الموظفين لأسهم الشركة، يهدف البرنامج إلى جذب الكفاءات المميزة والاحتفاظ بالموظفين الفاعلين، مشيراً إلى أن البرنامج يمتد حتى عام 2029، وتصنف تكاليف البرنامج ضمن التكاليف غير النقدية، حيث لا يمثل تدفقات نقدية خارجة وإنما يُعالج محاسبياً ضمن التكاليف. وذكر أن التأثير الأكبر لهذا البرنامج يظهر في بداياته ثم يتراجع تدريجياً على مدى السنوات التالية.
وحسب بيانات أرقام، انخفضت أرباح شركة دراية المالية إلى 106.2 مليون ريال بنهاية الربع الأول من عام 2025 بنسبة 22%، مقارنة بأرباح 136.2 مليون ريال تم تحقيقها خلال نفس الفترة من عام 2024.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: