شهدت غالبية البورصات العالمية الرئيسية انتعاشاً حذراً، مع متابعة المستثمرين مستجدات المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين التي بدأت في لندن مطلع الأسبوع.
ارتفعت مؤشرات الأسهم في وول ستريت وبورصة طوكيو مدفوعة بآمال انتهاء التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، لكن أسواق القارة العجوز استقرت وسط حذر المستثمرين.
أما الأسواق الصينية فتراجعت تحت وطأة مخاوف استمرار دوامة انكماش الأسعار، وفي حين غلب التباين على أداء العملات المشفرة، لقيت البيتكوين بعض الدعم من الهدوء النسبي للمخاطر التجارية، وهي المخاطر ذاتها التي أسهم انحسارها، على النقيض، في انخفاض الذهب.
فشلت أسعار النفط في الاستفادة من حالة التفاؤل بشأن تجدد المفاوضات الصينية الأمريكية، مع مواصلة المستثمرين تقييم آفاق السوق بعد قرار تحالف "أوبك+" نهاية الشهر الماضي بالاستمرار في تسريع وتيرة زيادة الإنتاج حتى يوليو المقبل.
وفي خطوة نحو التهدئة التي تتطلع إليها الأسواق، أعلنت الولايات المتحدة والصين في وقت مبكر من صباح الأربعاء، توافقهما على "إطار عام" بنهاية المحادثات التي استمرت يومين، لكن القرار النهائي بشأن الاتفاق المرتقب سيتخذ من قبل زعيمي البلدين.
وفي سياق متصل، قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الشهري لآفاق الطاقة قصيرة الأجل، إنها تتوقع ارتفاع مخزونات النفط العالمية، ما قد يتسبب في انخفاض متوسط سعر خام برنت من 64 دولاراً في مايو إلى 61 دولاراً بنهاية العام الجاري، ثم إلى 59 دولاراً في 2026.
من جانبه، قال "هيثم الغيص" الأمين العام لمنظمة الدول المُصدرة للبترول "أوبك"، إن الطلب العالمي على النفط سيواصل نموه القوي خلال الأعوام الـ25 القادمة، ولا توجد مؤشرات على بلوغ ذروته في الأمد القريب.
وعلى صعيد آخر، خفّض البنك الدولي توقعاته للنمو الاقتصادي في 70% من دول العالم، قائلاً إن معدل النمو الاقتصادي العالمي هذا العام سيكون الأضعف منذ 2008، باستثناء فترات الركود.
وفي تطور لافت بقطاع الأصول الرقمية، أعلن بنك "سوسيتيه جنرال" أنه يخطط لطرح عملة مشفرة مستقرة مدعومة بالدولار الأمريكي في يوليو القادم، ليصبح بذلك أول مصرف رئيسي يقتحم هذا المضمار رسمياً.
وعلاوة على ذلك، تقدم الحزب الديمقراطي الحاكم في كوريا الجنوبية بمشروع قانون الأصول الرقمية الأساسي الذي يسعى لتحسين الشفافية وتعزيز المنافسة في قطاع العملات المشفرة، وذلك ضمن مساعي الرئيس الجديد "لي جاي ميونج" للوفاء بوعده الانتخابي والسماح للشركات المحلية بإصدار هذا النوع من الأصول.
وفي عالم التكنولوجيا، أصيبت خدمات "شات جي بي تي" بعطل جزئي أعاق وصول العديد من المستخدمين حول العالم للتطبيق، في حين أفادت تقارير إعلامية بأن "أوبن إيه آي" مطورة التطبيق تخطط للتعاون مع "ألفابت" لإضافة خدمة الحوسبة السحابية "جوجل كلاود" إلى بنيتها التحتية.
ووسط هذا المشهد العالمي الملبد بالتقلبات، حذّر محافظ البنك المركزي الفرنسي وعضو مجلس محافظي المركزي الأوروبي، "فرانسوا فيليروي ديجالو"، من أن اضطراب الأسواق قد يقوض ثقة المستثمرين في الدولار الأمريكي.
وفي وقتٍ تزداد فيه التحذيرات بشأن تحول محتمل في وجهات رؤوس الأموال بعيداً عن الأصول الأمريكية، قد يتبادر لأذهان المستثمرين سؤال جوهري: أي الأسواق العالمية حققت أفضل عوائد خلال العقد الأخير؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: