نبض أرقام
12:13 ص
توقيت مكة المكرمة

2025/06/23
2025/06/22

الطاقة في أسبوع: التشويش والتلاعب ببيانات مواقع ناقلات النفط يربك الملاحة البحرية في مضيق هرمز

2025/06/22 أرقام - خاص


في وقت ينصبّ فيه تركيز شركات الطاقة على تداعيات التوتر بين إسرائيل وإيران، خصوصاً ما يتعلق بارتفاع أسعار النفط والغاز وغاز البترول المسال، يبرز خطر آخر يتمثل في التلاعب ببيانات الملاحة البحرية الإقليمية والتشويش على ناقلات النفط والغاز العابرة لمضيق هرمز، ما يهدد سلامة السفن ويقوّض دقة البيانات التحليلية، حسب تقرير لنشرية ICIS.

 

وشهدت بيانات نظام تحديد مواقع السفن الآلي (AIS) تزييفاً واضحاً خلال الأيام الماضية، لا سيما في مضيق هرمز والمناطق المجاورة بين إيران وعُمان، حيث أظهرت إشارات مزيفة لمواقع سفن قرب رأس لفان بقطر، وهو ما أكدت صحته منظمة العمليات البحرية البريطانية (UKMTO) التي حذرت من تأثير التشويش الإلكتروني على تقارير المواقع. 

 

وأوضحت منصة ICIS LNG Edge أن محلليها يعملون على تصحيح هذه البيانات المزيفة يدوياً لتحديد المواقع الحقيقية للسفن، كما حدث مع سفينة "Maran Gas Troy" التي عبرت مضيق هرمز في 17 يونيو بعد تأكيد تحركها. وفي 17 يونيو، وقع تصادم بين سفينتين على بعد 26 ميلاً بحرياً شمال شرق الفجيرة، أسفر عن أضرار جسيمة في إحدى ناقلات النفط واندلاع حريق، دون أن تشير منظمة UKMTO إلى وجود صلة بين الحادث والتوترات الإقليمية، إلا أن الحادث يبرز مخاطر الملاحة في ظل التشويش على بيانات المواقع.

 

كما لوحظ تجمع نحو 12 سفينة فارغة قرب رأس لفان في بداية الأسبوع الماضي، في انتظار تحميل الغاز والمغادرة، في ظل تعليمات قطر للطاقة للسفن بالعبور إلى الخليج قبل يوم واحد من التحميل والانتظار في بحر العرب حتى تكون جاهزة.  وبلغ عدد عمليات تحميل الغاز من رأس لفان حتى 17 يونيو نحو 45 عملية خلال 15 يوماً، وهو ضمن المعدل المتوقع، غير أن قيود التأمين قد تمنع بعض السفن من دخول المنطقة، مما يثير مخاوف من مزيد من الاضطرابات في السوق.



 

توتر إقليمي يعيد تسليط الضوء على خيارات تصدير النفط البديلة بعيدا عن مضيق هرمز 

 

أدّت الحرب بين إسرائيل وإيران إلى تصاعد المخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع تهدّد تدفّق صادرات الطاقة عبر مضيق هرمز، الذي يمرّ عبره نحو 83% من الاحتياطي النفطي القابل للتشغيل لدول أوبك+، والبالغ 6.74 مليون برميل يومياً. ويُقصد بهذا الاحتياطي الكمية التي يمكن تفعيل إنتاجها خلال 30 يوماً والاستمرار في ضخّها لثلاثة أشهر على الأقل، وفقاً لتقديرات نشرتها "إنرجي إنتليجنس". كما يُعد المضيق مساراً حيوياً لتصدير الغاز الطبيعي المسال من دول الخليج، حيث بدأ ملاك ومشغلو ناقلات النفط والغاز الطبيعي المسال في تقليص تعرضهم لمضيق هرمز، رغم عدم استهداف حركة الملاحة بشكل مباشر حتى الآن، في ظل وجود تقارير عن تشويش إلكتروني في أنظمة الملاحة البحرية في الخليج ومضيق هرمز، مما أثار مخاوف بشأن سلامة الملاحة وتهديد إمدادات الطاقة، خاصة أن المضيق يشكل ممراً لنحو 20% من إمدادات النفط العالمية. 

 

ووفقاً لتقديرات بنك جي بي مورغان، قد يؤدي إغلاق المضيق إلى ارتفاع أسعار النفط إلى 130 دولاراً للبرميل.

 

وتشمل أبرز الطرق البديلة لصادرات النفط في حال تعطل الملاحة عبر مضيق هرمز كلاً من خط شرق–غرب السعودية بطاقة 5 ملايين برميل يومياً، يُستخدم منها حالياً 500 ألف برميل فقط، وخط حبشان–الفجيرة في الإمارات بطاقة 1.5 مليون برميل يومياً وطاقة فائضة تصل إلى 500 ألف برميل. كما تمتلك إيران منفذ تصدير عبر ميناء جاسك المطل على خليج عمان بطاقة تقدّر بـ350 ألف برميل يومياً، في حين لا يزال خط كركوك–جيهان العراقي، البالغة طاقته 650 ألف برميل يومياً، مغلقاً منذ مارس 2023. ويُتوقع أن يؤثر أي اضطراب في المضيق أيضاً على ميناء جبل علي، الذي يُعد عاشر أكبر ميناء حاويات في العالم.

 

توقف حقلي ليفياثان وكاريش يوقفان إمدادات الغاز لمصر والأردن 

 

أوقفت إسرائيل مؤقتاً تشغيل حقلي الغاز "ليفياثان" و"كاريش" بعد هجومها على إيران، كإجراء احترازي وسط تصاعد التوتر. هذا التوقف يجعل إسرائيل تعتمد كلياً على حقل "تمار"، الذي أنتج 10.1 مليار متر مكعب من الغاز عام 2023، لتلبية الطلب المحلي على الكهرباء، والذي بلغ 13.4 مليار متر مكعب، حسب تقرير لنشرية أرغوس ميديا.

 

كما بلغ إنتاج حقل "ليفياثان" 11.3 مليار متر مكعب، بينما أنتج "كاريش" 5.8 مليار متر مكعب في العام نفسه. وأعلنت شركة "إنرجين" اليونانية تعليق إنتاج "كاريش" بطلب من الحكومة الإسرائيلية. 

 

ويمتد تأثير هذا التوقف ليشمل إمدادات الغاز إلى مصر والأردن، اللتين تعتمدان بشكل كبير على الغاز الإسرائيلي. فقد أوقفت إسرائيل بالفعل إمداداتها لمصر، مما دفع القاهرة إلى تقليص الغاز للمصانع واللجوء إلى استخدام الديزل في توليد الكهرباء. كما تأثرت إمدادات الغاز للأردن، مما يزيد الضغوط على قطاع الطاقة الأردني ويُجبره على البحث عن مصادر بديلة لتعويض النقص.

 

ومن المتوقع أن تتجه مصر إلى زيادة وارداتها من الديزل والغاز الطبيعي المسال، رغم أن استيراد كميات إضافية من الغاز المسال قد لا يكون ممكنًا قبل توسعة القدرة الاستيرادية المقررة هذا الصيف، مما قد يرفع التكاليف ويؤثر على إمدادات الطاقة والصناعة في المنطقة، وهو ما ينطبق أيضًا على الأردن في ظل محدودية البدائل المتاحة حالياً.

 

توقف مصانع اليوريا المصرية بسبب تراجع إمدادات الغاز الطبيعي من إسرائيل إثر التصعيد الإقليمي 

 

توقّفت جميع مصانع اليوريا في مصر عن الإنتاج، بسبب تراجع تدفقات الغاز الطبيعي من إسرائيل، ما دفع المورّدين إلى سحب عروض البيع، حسب تقرير لنشرية أرغوس ميديا.

 

وجاء هذا التراجع عقب إعلان شركة "إنيرجيان" اليونانية المستقلة تعليق إنتاجها من حقل كاريش البحري للغاز قبالة السواحل الإسرائيلية، تنفيذاً لأمر من الحكومة الإسرائيلية بعد شنّها ضربات جوية وصاروخية على إيران. 

 

وقد تأثر إنتاج حقلي الغاز الآخرين في إسرائيل – لفياثان وتمار – بحسب مصادر، حيث أفاد أحدها بتوقف الإنتاج في حقل لفياثان، في حين رفضت "شيفرون"، المشغّل، التعليق سوى بالتأكيد على سلامة موظفيها ومنشآتها. 

 

يُذكر أن حقل لفياثان ينتج نحو 1.2 مليار قدم مكعبة يومياً، وتمار نحو 1.1 مليار قدم مكعب يومياً، ويُشكلان مصدرين رئيسيين للغاز الذي يتم تصديره إلى مصر. 

 

رغم أن مصر تعاقدت على شراء ما لا يقل عن 140 شحنة من الغاز الطبيعي المسال للتسليم خلال ما تبقى من هذا العام والعام المقبل، إلا أن محدودية البنية التحتية للاستيراد والطاقة الاستيعابية قد تُبقي آفاق إنتاج اليوريا غير مستقرة في المستقبل القريب. وقد توقّفت بالفعل خمسة مصانع مصرية لإنتاج اليوريا يوم 17 مايو، بقدرة إنتاجية مجمعة تقارب 3.29 مليون طن سنوياً، بعد تقليص الإنتاج تدريجياً منذ أسبوع. وقدرت معدلات التشغيل للمصانع المصرية بين 70 و80% منذ 9 يونيو، قبل أن تتوقف كلياً.

 

 

مصر تضخ الغاز إلى الأردن لتعويض انقطاع الإمدادات الإسرائيلية رغم شح الإمدادت

 

بدأت مصر في ضخ 100 مليون قدم مكعبة يومياً من الغاز الطبيعي إلى الأردن لتشغيل محطات الكهرباء، بعد انقطاع الإمدادات الإسرائيلية بسبب الحرب مع إيران. يأتي هذا التحرك رغم معاناة مصر من نقص في إمدادات الغاز، والذي تسبب في أزمة كهرباء خلال الصيف الماضي.

 

وكانت مصر قد وقعت اتفاقية مع الأردن في ديسمبر 2024 لتوفير الغاز المسال عبر بنيتها التحتية خلال العامين المقبلين. ويُتوقع أن تستمر الإمدادات المصرية مؤقتاً لحين عودة ضخ الغاز الإسرائيلي من حقل "ليفياثا"، الذي أُغلق مؤخراً دون توضيح رسمي لأسباب أو مدة التوقف.

 

وتواجه مصر والأردن نقصاً حاداً في الغاز، دفع القاهرة لتقليص إمدادات الغاز للصناعة، وزيادة الاعتماد على المازوت والسولار لتشغيل محطات الكهرباء، وتفعيل خطة طوارئ لتفادي انقطاعات في التيار الكهربائي. كما تدرس الحكومة المصرية إعادة تطبيق سياسة تخفيف الأحمال إذا استمر الانقطاع، في حين استقبلت مؤخراً وحدة تغويز ثالثة من الأردن لتعزيز قدرتها على تحويل الغاز المسال إلى حالته الغازية.

 

تصادم ناقلتين قبالة سواحل الإمارات بسبب خطأ ملاحي وسط تصاعد التوتر الإقليمي

 

أعلنت وزارة الطاقة الإماراتية أن تصادم ناقلتين في بحر عمان قرب مدخل مضيق هرمز، يوم 17 يونيو، نجم عن سوء تقدير في المسار الملاحي، وأسفر عن تسرب نفطي بسيط وأضرار سطحية في هيكل السفينتين، دون وقوع إصابات بين الطاقم. كما اندلع حريق في خزان وقود إحدى السفينتين وتمت السيطرة عليه. 

 

الناقلة الأولى Adalynn ترفع علم أنتيغوا وباربودا، والثانية Front Eagle ترفع علم ليبيريا، وكلاهما ناقلتا نفط خام. وقع الحادث قرب ميناء خورفكان، إحدى النقاط الحيوية على مسار شحن الطاقة العالمي. 

 

رغم تزايد التوتر العسكري في المنطقة على خلفية التصعيد بين إسرائيل وإيران، أكدت شركة "أمبري" الأمنية أن الحادث لا يرتبط بأي تهديد أمني مباشر.



 

شركات عالمية وعربية تفوز برخص لتطوير 5 حقول غاز في الجزائر

 

فازت تحالفات من شركات عالمية وعربية بتراخيص استكشاف وتطوير خمسة حقول غاز في الجزائر، يُتوقَّع أن تنتج نحو 20 مليار متر مكعب سنوياً. وتضمنت المناقصة، التي أعلنت نتائجها حديثاً، ست مناطق استكشافية، تشمل خمسة حقول غاز بمساحة إجمالية قدرها 139,978 كيلومتراً مربعاً، إضافة إلى حقل نفطي واحد بمساحة 12,759 كيلومتراً مربعاً.

 

تشمل التحالفات الفائزة كلاً من: "توتال إنرجي" الفرنسية و"قطر للطاقة" في منطقة "أهرا"، و"إيني" الإيطالية مع "PTTEP" التايلاندية في "رقان II"، و"ZPEC" الصينية في "زرافة II"، وتحالف "ZANGAS" النمساوية و"FILADA" السويسرية في "توال II"، إضافة إلى "SINOPEC" الصينية التي حصلت على ترخيص منطقة "قيرن القصة II".

 

وتسعى الجزائر، التي تنتج حالياً نحو 137 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، إلى رفع إنتاجها إلى 200 مليار متر مكعب خلال السنوات الخمس المقبلة، أي بزيادة تُقدّر بنحو 46%. وتُعد البلاد من أبرز منتجي الطاقة في إفريقيا، إذ تمتلك احتياطيات مؤكدة تُقدّر بـ15.4 مليار برميل من النفط و141 تريليون قدم مكعبة من الغاز، إضافة إلى 247 اكتشافاً لم تُطوَّر بعد، وفق بيانات الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات.

 

«إكس آر جي» التابعة لأدنوك تقدّم عرضاً بـ18.7 مليار دولار للاستحواذ على «سانتوس» الأسترالية

 

قدّمت شركة أدنوك الإماراتية عرضاً بقيمة 18.7 مليار دولار للاستحواذ على شركة سانتوس الأسترالية، في خطوة كبرى للتوسع في قطاع الغاز الطبيعي المسال. الصفقة، إن تمّت، ستمنح أدنوك حصصاً استراتيجية في أستراليا وبابوا غينيا الجديدة، لكنها لا تزال خاضعة للموافقات التنظيمية، وأبرزها من هيئة مراجعة الاستثمارات الأجنبية الأسترالية. العرض، المقدم عبر الذراع الاستثمارية لأدنوك "إكس آر جي"، يبلغ 5.76 دولار أمريكي للسهم، بزيادة 28% عن سعر الإغلاق السابق. وقد أوصى مجلس إدارة سانتوس بالموافقة عليه، وسط ضغوط من مستثمرين غير راضين عن الأداء. وسجّلت أسهم سانتوس قفزة بنسبة 11%، لكنها بقيت دون قيمة عرض الاستحواذ، ما يعكس حذر السوق من التحديات التنظيمية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.