تجارب تعليم رائدة .. كيف يستعد نظام التعليم في إسبانيا للمستقبل؟

تتميز إسبانيا بواحد من أفضل الأنظمة التعليمية في العالم، لكنها تسعى رغم ذلك لإعداده للمستقبل، من خلال مجموعة من التغييرات تشمل إصلاح تشريعي وتطورات رقمية والقضاء على عدم المساواة.

مستويات التعليم

توفر البلاد التعليم حتى المرحلة الثانوية مجانيًا تمامًا، والتعليم الثانوي هو المستوى الثالث والأخير يلتحق به من تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عامًا، ثم يترك للطلاب حرية الاختيار، إذ يمكنهم اختيار الدراسة لمدة عامين للحصول على شهادة البكالوريا التي تؤهلهم للدراسة الجامعية، أو اختيار التدريب المهني الذي يكسبهم مهارات عملية متنوعة على مدار أربع سنوات.

جامعات مرموقة

تضم إسبانيا جامعات تدرج في التصنيفات العالمية على رأسها جامعة برشلونة، ذات السمعة الدولية القوية ما يجذب الطلاب الدوليين، وللالتحاق بالجامعة في إسبانيا يجب على الطلاب الحصول على شهادة البكالوريوس، واجتياز اختبارات القبول الجامعي.

نهاية الأساليب التقليدية

تعتبر الأساليب التقليدية من الحفظ والاختبارات المعيارية غير كافية، لذلك أصبح هناك تركيز متزايد على التفكير النقدي والإبداع والمعرفة الرقمية، وتعمل إسبانيا شأنها شأن العديد من نظيراتها الأوروبية بنشاط على إعادة توجيه سياساتها التعليمية لتعكس هذه الأولوليات.

تغيير قواعد اللعبة

كان تطبيق قانون “LOMLOE” من أهم التطورات التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، والذي يهدف لتطوير نموذج تعليمي لمواجهة تحديات التعليم في القرن الحادي والعشرين، ويسعى لمعالجة العديد من أوجه عدم المساواة ، كما يهدف لخفض معدلات الرسوب المدرسي وتعزيز التعليم الشامل، وتشجيع نهج أكثر شمولية لتقييم الطلاب.

اتجاه آخر

إلى جانب تزايد الاعتراف بالتعليم والتدريب المهني كبديل للمسارات الأكاديمية التقليدية، إذ يهدف القانون لتحديث التدريب الهمني ومواءمته بشكل وثيق مع احتياجات سوق العمل، وتوسيع الفرص المتاحة للطلاب من خلال أنظمة التدريب المزدوج وداخل أماكن العمل.

التحول الرقمي

كشفت جائحة "كوفيد-19" عن نقاط ضعف نظام التعليم وسرعة وتيرة التغييرات المنتظرة، وخاصة بعدما لعب التعلم عن بعد دورًا محوريًا في فترات الإغلاق، وهو ما دفع الحكومة لإطلاق خطة الرقمنة للنظام التعليمي التي تهدف لتوفير الأجهزة الرقمية للطلاب وتدريب المعلمين على الأدوات الرقمية ودمج التكنولوجيا في الفصول الدراسية.

تكيف رقمي ولكن

كشفت حكومة مدريد في وقت سابق هذا العام عن خطط للحد من استخدام الأجهزة في المدارس الابتدائية بحد أقصى ساعتين أسبوعيًا، وأوضحت أن الأمر يتعلق بالعودة إلى جوهر التعليم ولكن مع تكييفه مع العصر الحالي وجعل الكتب وغيرها متوافقة مع تطوير المهارات الرقمية.

دور الحكومات الإقليمية

تلعب الحكومات الإقليمية دورًا حيويًا في تكييف الإصلاحات مع الاحتياجات المحلية، على سبيل المثال أطلقت كاتالونيا وغيرها مبادرات خاصة لتعزيز التعليم ثنائي اللغة وتعلم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ما يبرز تنوع المشهد التعليمي في البلاد وقدرته على التكيف.

الخلاصة

يشهد نظام التعليم في إسبانيا عملية تحول هادئة لكنها جوهرية، إذ يعاد تصميمه لتعزيز الابتكار والشمول والإنصاف، في ظل المتطلبات الاجتماعية والاقتصادية المتغيرة، وبدعم من الإصلاحات الحكومية، حيث تتخذ البلاد خطوات حاسمة لضمان إعداد طلابها للعالم الحديث، وجعل التعليم أكثر مرونة وشمولاً.

المصادر: ترانساكشنالز تايمز – تايمز ناو إديوكشن –بيرلينجتون بوكس –أورينس– المفوضية الأوروبية - الجارديان