نظرة على أداء السوق السعودي لهذا الأسبوع (آراء محللين بالداخل)

شاشة تداول السوق السعودي

أنهى مؤشر السوق السعودي جلسة الخميس الماضي، متراجعًا بنسبة 1% ليغلق عند 11308 نقاط (- 118 نقطة)، وبتداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 15 مليار ريال، ولكنه حقق مكاسب أسبوعية بنسبة 4.9 % وبـ 527 نقطة، وذلك مقارنة بإغلاق الأسبوع الذي يسبقه عند 10781 نقطة.

وفيما يتعلق بالنفط.. زاد خام برنت القياسي يوم الخميس الماضي، بنسبة 0.16% أو 11 سنتاً، كما صعد يوم الجمعة الماضي، بنسبة 1% أو ما يعادل 71 سنتاً إلى 70.13 دولار للبرميل، ليحقق مكاسب أسبوعية 5.20%.

وانخفض خام نايمكس يوم الخميس الماضي، بمقدار سنت واحد، فيما ارتفع يوم الجمعة الماضي، بنسبة 1.14% أو 74 سنتاً إلى 65.72 دولار للبرميل، ليعزز مكاسب الأسبوع إلى 5.30%.

وفيما يخص الأسواق العالمية، انخفض مؤشر "داو جونز" الصناعي يوم الخميس الماضي، بنسبة 0.38% أو ما يعادل 173 نقطة، قبل أن يرتفع يوم الجمعة الماضي، بنسبة 0.65% أو ما يعادل 299 نقطة إلى 46247 نقطة، لكنه تراجع 0.15% على مدار الأسبوع.

وزادت أسعار عقود الذهب يوم الخميس الماضي، بنسبة طفيفة ناهزت 0.10% أو ما يعادل 3 دولارات، كما ارتفعت يوم الجمعة الماضي، بنسبة 1% أو ما يعادل 37.9 دولار إلى 3809 دولارات للأوقية، لترفع مكاسبها على مدار الأسبوع إلى 2.80%.

وقالت رانيا جول، كبير محللي الأسواق في XS.com - منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA)، إن السوق المالي السعودي "تاسي" أنهى تداولاته الأسبوعية على أداء قوي، مسجلًا مكاسب قريبة من 5%، ومواصلًا بذلك مسيرة تعافيه للأسبوع الثاني على التوالي بعد سلسلة من التراجعات.

وأوضحت أن هذا الأداء الإيجابي يعود بشكل أساسي إلى الإعلان عن رفع قيود الملكية الأجنبية والسماح بتملك حصص أغلبية في الشركات المدرجة، معتبرةً أن هذه الخطوة تُعد إصلاحًا تاريخيًا أشعل موجة من التفاؤل في السوق، استجابةً لتوقعات إعادة تقييم وزن المملكة في مؤشر MSCI للأسواق الناشئة، ما قد يجذب تدفقات رأسمالية تلقائية تتجاوز 10 مليارات دولار.

 وأشارت جول إلى أن هذا القرار يندرج ضمن مستهدفات رؤية 2030، حيث تلعب دورًا محوريًا في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، وتمويل خطط التنويع الاقتصادي، وتعزيز معايير حوكمة الشركات، وهو ما سيعيد تشكيل المشهد الاستثماري ويدعم تطور السوق المالية السعودية.

وأكّدت أن هذا الزخم الذي شهده السوق يعزز من احتمالية استمرار التعافي، لا سيما في ظل الأساسيات القوية للقطاع غير النفطي، الذي يسجل نموًا مهمًا هذا العام، ومن المتوقع أن تستمر وتيرته في العام المقبل.

وذكرت جول أن هذا الأداء القوي تجلى بشكل خاص في القطاع المصرفي، حيث سجلت أسهم شركاته أداءً لافتًا، وتركز الاهتمام بشكل كبير على سهم مصرف الراجحي، الذي أغلق الأسبوع على مكاسب فاقت 10%، مدعومًا بالتوقعات بأنه سيكون المستفيد الأكبر من التدفقات الجديدة، والتي قد تصل حصته منها إلى 6 مليارات دولار.

وأضافت أنه بالمثل، حقق سهم البنك الأهلي السعودي أداءً قويًا بارتفاع يناهز 13%، تلاه سهم مصرف الإنماء الذي تجاوز 6%، مشيرةً إلى أن الأداء كان إيجابيًا في معظم القطاعات، ومنها قطاع الاتصالات حيث ارتفع سهم إس تي سي (الاتصالات السعودية) فيه بنسبة 1.32% خلال الأسبوع.

وعلى صعيد متصل، نوّهت جول إلى أن أسعار النفط قدمت دعمًا محدودًا للسوق، حيث سجلت أداءً إيجابيًا هذا الأسبوع مدفوعةً بتقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الذي أظهر سحبًا غير متوقع في المخزونات.

كما أشارت إلى أن الأسعار تلقت دعمًا من تجدد علاوة المخاطر الجيوسياسية المتعلقة بالهجمات على البنية التحتية للطاقة الروسية، إلا أن هذا الدعم لا يبدد حالة عدم اليقين التي تكتنف مشهد الطاقة على المدى المتوسط خصوصاً مع إمكانية زيادة الإنتاج، حيث لا تزال الرؤية ضبابية، موضحةً أن هذا الوضع يُبقي على احتمالية تأثر معنويات السوق السعودي سلبًا في حال تراجعت أسعار النفط مجددًا.

من الناحية الفنية، أفادت جول بأن مؤشر "تاسي" أغلق عند مستوى 11308 نقاط، مستمرًا في تعافيه عن مستوى إغلاق الأسبوع الماضي البالغ 10780 نقطة، وفي حال واصل المؤشر موجة الشراء، فإن مستوى 11500 نقطة قد يمثل هدفه التالي متبوعا بمستوى 11750، أما في حالة الرجوع من جديد للضغوط البيعية، فتتمثل مستوى الدعم سيكون عند 11000 نقطة.