اختُتمت اليوم النسخة التاسعة من مبادرة مستقبل الاستثمار (FII) برسالة مؤثرة من التفاؤل والعزيمة، ففي "يوم الاستثمار"، أعلن القادة والمستثمرون والمبتكرون العالميون بزوغ فجر حقبة اقتصادية جديدة، تقودها قوى الذكاء الاصطناعي، والبراعة البشرية، والإيمان المشترك بالتقدم.
وحطمت النسخة التاسعة من مبادرة مستقبل الاستثمار (FII9) الأرقام القياسية، حيث استقبلت أكثر من (9,000) ممثل، و(2,000) عضو، و(60) شريكًا استراتيجيًا، و(600) ممثل إعلامي من أكثر من (60) دولة، وجاء أكثر من نصف المتحدثين هذا العام (52%) من قطاع التكنولوجيا، ما يؤكد التحول التاريخي نحو اقتصاد عالمي مدعوم بالذكاء الاصطناعي.
رأس المال الخاص يصبح المحرك الجديد للنمو، وفي جلسة "مجلس صانعي التغيير" التي عقدت في اليوم الثالث، اتفق كبار المستثمرين بمن فيهم السير مارتن سوريل، ونور سويد، وجون ليندفورس، وفينغلي فانغ، على أن رأس المال الخاص الذي تبلغ قيمته حاليًا أكثر من (13) تريليون دولار، ومن المتوقع أن يتجاوز (20) تريليون دولار في غضون (5) سنوات، وأصبح العمود الفقري الاقتصادي الجديد للعالم.
وأعاد الذكاء الاصطناعي والفضاء تعريف حدود الابتكار استمرارًا للتركيز العميق على التكنولوجيا خلال الأسبوع، فقد أعلن فيليب جونستون من "ستار كلاود" إطلاق أول مركز بيانات للذكاء الاصطناعي في الفضاء، مدعومًا بتخفيض "سبيس إكس" لتكاليف الإطلاق بمقدار (100) مرة، وقال: "يمكننا الآن تدريب الذكاء الاصطناعي خارج كوكب الأرض، وتبريده بالكون".
وفي جلسة "صعود الأجهزة الآلية" (Rise of the Automata)، كشف إريك جانغ من "1 إكس تكنولوجيز" عن خطط لنشر (100,000) روبوت بشري بحلول عام 2027، واصفًا ذلك بـ "فجر عصر الروبوتات التي تبني الروبوتات".
وقدم عضو مجلس أمناء مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار بيتر ديامانديس، سيج (SAGE) وهو محرك حوكمة الذكاء الاصطناعي السيادي الذي طُوِّر في المملكة العربية السعودية لمساعدة الدول على تكييف سياساتها بسرعة الذكاء الاصطناعي، وأعلن قائلاً: "إنها هدية المملكة للعالم".
وفي جلسة "هل يصبح مجلس التعاون الخليجي مرساة استراتيجية جديدة لرأس المال الجريء العالمي؟"، وصف صاحب السمو الأمير فهد بن منصور الرياض بأنها "عاصمة رأس المال، حيث يجمع المؤسسون التمويل، ويلتقي المستثمرون العالميون الشركاء المحدودين".
وأكدت الجلسة صعود منطقة الخليج أحد أكثر النظم البيئية الابتكارية ديناميكية في العالم.
تمكين رواد الأعمال العالميين، وفي فعالية "منافسة المبتكرين في مبادرة مستقبل الاستثمار 2025"، استحوذت الشركات الناشئة في مجالات الطب المصمم بالذكاء الاصطناعي، والصحة التشخيصية، والروبوتات البشرية، والحوسبة السيادية على اهتمام المستثمرين، وتعهد الرئيس التنفيذي للبرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات إبراهيم عبدالعزيز النياز، بمواصلة الدعم لتمكين رواد الأعمال المبدعين من جميع أنحاء العالم لخدمة الإنسانية.
وأكد "منتدى إدارة الأصول العالمي لصندوق الاستثمارات العامة"، صعود المملكة بصفتها مركزًا استثماريًا عالميًا، فيما أعلن يزيد الحميد من صندوق الاستثمارات العامة، أن صناعة إدارة الأصول في المملكة قد تجاوزت تريليون ريال من الأصول المدارة، مدفوعة بابتكار المنتجات، والشراكات العالمية، وتنمية المواهب.
وكشف معالي رئيس مجلس إدارة هيئة السوق المالية الأستاذ محمد القويز، أن رأس المال الخاص هو الآن القطاع الأسرع نموًا في التمويل السعودي، ويتوسع بنحو ضعف معدل نمو القطاع، مع تضاعف أصول الائتمان الخاص خلال السنوات الأخيرة.
وناقش مسؤولون تنفيذيون من جولدمان ساكس، وبلاك روك، وستيت ستريت، وصندوق الاستثمارات العامة الارتفاع السريع في الائتمان الخاص، وصناديق المؤشرات المتداولة (ETFs)، والاستثمار الكمي، حيث وصف دينيس والش من جولدمان ساكس المملكة بأنها من أكثر الأسواق الناشئة إثارة في العالم لتحقيق العائدات القائمة على البيانات.
وفي جلسة "القصة وراء القصص"، تحدث كبار المحررين من بلومبرغ، وسي إن إن، والعربية، وسيمافور عن التحول الذي تشهده المملكة، وقال مانوس كراني من بلومبرغ: "لقد تحولت الرياض من مكان لجمع رأس المال إلى مكان لاستثمار رأس المال"، وقالت كارولين فرج من سي إن إن "لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد كلمة طنانة، بل هو ضرورة وطنية"، فيما اختتم مدير الجلسة، رئيس اللجنة التنفيذية والرئيس التنفيذي المكلف لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ريتشارد أتياس، قائلاً: "مبادرة مستقبل الاستثمار التاسعة هي درس في التفاؤل".
وقدمت الجلسة الختامية، "الأمل: كيف يفتح السلام الأبواب للازدهار"، نهاية مؤثرة حيث ناقشت الحائزة على جائزة نوبل للسلام الفنزويلية ماريا كورينا ماشادو وسيسيليا أتياس الشجاعة الأخلاقية والكرامة الإنسانية. وقالت ماشادو: "السلام يتطلب الحرية والعدالة، ويبدأ بالاتساق الداخلي".
ومع اقتراب النسخة التاسعة من مبادرة مستقبل الاستثمار من نهايتها، أهدى ريتشارد أتياس هذا الحدث لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، قائلًا "أنت القوة الدافعة لهذه الأمة، والمُلهم وراء هذه المبادرة. شكرًا لك على رؤيتك وكرم ضيافتك وإيمانك بما تمثله مبادرة مستقبل الاستثمار"، مقدمًا شكره للمشاركين الذين أسهموا في جعل مبادرة مستقبل الاستثمار التاسعة (FII9) المؤتمر الاستثماري الأبرز في العالم وشهادة على دور المملكة العربية السعودية كونها حافزًا للرخاء العالمي.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: