أعلنت شركة بي واي دي (BYD) الصينية أن مبيعاتها في شهر أكتوبر تشرين الأول 2025 بلغت 441,706 مركبة، بانخفاض نسبته 12% مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي حين باعت الشركة 502,675 مركبة.وجاء الإعلان عبر منشور على منصة ويبو من أحد مديري التسويق والعلاقات العامة بالشركة، ليؤكد أول تراجع سنوي في مبيعات بي واي دي منذ عام 2020، ما يعكس حجم التحديات التي تواجه أكبر مصنع سيارات كهربائية في الصين، وفق رويترز.
أرباح ربع سنوية تحت الضغط
كانت بي واي دي قد أعلنت الخميس الماضي عن تراجع أرباحها في الربع الثالث بنسبة تقارب 33%، بينما انخفضت الإيرادات بنسبة 3%، وهو أول انخفاض فصلي في أكثر من خمس سنوات، نتيجة احتدام المنافسة المحلية بين الشركات الصينية في سوق السيارات الكهربائية والهجينة.
نمو أوروبي يعوض ضعف السوق المحلية
ورغم التراجع في السوق الصينية، حققت بي واي دي قفزة تقارب خمسة أضعاف في مبيعاتها الأوروبية خلال الشهر ذاته، لتسجل نحو 24,963 مركبة جديدة وفق بيانات رابطة مصنعي السيارات الأوروبية (ACEA).في الاتحاد الأوروبي وحده، تضاعفت المبيعات ثلاث مرات لتصل إلى 13,221 مركبة، ما يعكس تحولاً تدريجياً في تفضيلات المستهلك الأوروبي نحو العلامات الصينية الأرخص والأكثر تنوعاً.لكن مبيعاتها لا تزال أقل بكثير من الشركات الأوروبية الكبرى مثل فولكس فاغن (317,432 مركبة) وستيلانتس (165,457 مركبة) خلال الشهر ذاته.
تسلا تتراجع والمنافسة تشتد
في المقابل، تراجعت تسجيلات سيارات تسلا في أوروبا بـ10.5%، وبنحو 19% داخل الاتحاد الأوروبي، في استمرار لأداء ضعيف منذ بداية العام.ويواجه عملاق السيارات الأميركي تحديات تسويقية بعد توتر علاقات إيلون ماسك بالإدارة الأميركية السابقة، إضافة إلى موجة تخفيضات أسعار أثرت في هوامش الأرباح.
عوامل التراجع المحلي.. تحديثات الموديلات وتغير التوقيت
تشير بيانات منصة CnEVPost إلى أن انخفاض مبيعات بي واي دي في الربع الثالث يعود إلى فترة انتقالية بين طرازات الشركة، إذ استبدلت موديلات رئيسية مثل Song Plus بسلسلة Sealion الجديدة التي لا تزال محدودة التوفر.في الوقت ذاته، شهدت نماذج Qin وTang تحديثات منتصف العام، ما أدى إلى تباطؤ الإنتاج المحلي مؤقتاً قبل طرح الإصدارات الجديدة بالكامل.ورغم ذلك، ارتفعت مبيعات بي واي دي في الخارج بنسبة 146% على أساس سنوي، مدفوعة بتوسع الشركة في أوروبا وأميركا اللاتينية.
ضبط الاستراتيجيات وسط «حرب الأسعار»
خفضت الشركة هدف مبيعاتها السنوي لعام 2025 إلى 4.6 مليون مركبة، وهو تعديل يعكس ضغوط «حرب الأسعار» في الصين التي دفعت بعض الشركات إلى البيع بخسائر لزيادة حصصها السوقية.لكن بي واي دي، بوصفها أكثر شركات السيارات الصينية ربحية، تبدو في موقع أفضل للمنافسة على المدى الطويل بفضل تنوع منتجاتها وتكامل سلسلة إنتاجها من البطاريات إلى الإلكترونيات.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: