سادت الأسواق العالمية حالة من الهدوء الحذر في ثاني جلسات الأسبوع، وسط تفاؤل بتمرير الكونجرس الأمريكي مشروع موازنة يمهد لإنهاء الإغلاق الحكومي، ومع ذلك، حدّت ضغوط جني الأرباح واستمرار المخاوف بشأن تقييمات شركات التكنولوجيا من حجم المكاسب.
ارتفعت الأسهم الأمريكية في ختام تعاملات الثلاثاء، ليسجل مؤشر "داو جونز" الصناعي إغلاقاً قياسياً، بينما تراجع مؤشر "ناسداك" المركب نتيجة تجنّب المستثمرين مخاطر قطاع التكنولوجيا، إلى جانب هبوط أسهم "إنفيديا" بعد تخارج مجموعة "سوفت بنك" من صانعة الرقائق.
وعلى الجانب الآخر من الأطلسي، أغلقت الأسهم الأوروبية عند مستويات قياسية، مع تحسن معنويات المستثمرين على غرار وول ستريت، بعد أن مرر الكونجرس الأمريكي مشروع موازنة مؤقتة لتمويل الحكومة، ومن المقرر إحالته إلى مجلس النواب للتصويت النهائي قبل التصديق عليه من قبل الرئيس "دونالد ترامب".
أما في آسيا، تباينت مؤشرات الأسهم اليابانية بفعل عمليات جني الأرباح، فيما تراجعت بورصات البر الرئيسي للصين مع ترقب الأسواق خطط الحكومة لتحفيز الطلب المحلي، وفي الوقت نفسه، حذّر البنك المركزي من أن الاقتصاد يواجه العديد من التحديات في ظل عدم استقرار البيئة الخارجية.
وفي تطور لافت بالقارة الإفريقية، هبطت الأسهم النيجيرية بأعمق وتيرة في 15 عاماً، وسط موجة بيع حادة قبل تطبيق نظام جديد يرفع ضرائب أرباح رأس المال على المستثمرين الأجانب ثلاثة أضعاف إلى 30%.
على صعيد أسواق الطاقة، ارتفعت أسعار النفط بدعم من آمال انتهاء الإغلاق الحكومي في أمريكا، إضافة إلى التداعيات المحتملة للعقوبات الأمريكية على شركتي "روسنفت" و"لوك أويل" الروسيتين، والتي تهدد باندلاع أزمة وقود في بلغاريا في غضون شهر تقريباً.
وفي فرنسا، تراجعت أسعار العقود الآجلة للكهرباء إلى أدنى مستوى منذ عام 2021، بعد أن رفعت شركة كهرباء فرنسا إنتاج محطاتها النووية إلى أعلى مستوى منذ 2018.
وفيما يتعلق بأسواق المعادن، تراجعت عقود الذهب مع تقلص علاوة مخاطر الانقسام السياسي في أمريكا وتوقعات خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة في ديسمبر، وفي المقابل، ارتفعت أسعار النحاس مع تحسن معنويات المستثمرين، وزادت عقود الليثيوم وسط تفاؤل بآفاق الطلب على بطاريات تخزين الطاقة.
اقتصادياً، كشف تقرير صادر عن شركة "إيه دي بي" أن القطاع الخاص الأمريكي فقد أكثر من 11 ألف وظيفة خلال الأسابيع الأربعة المنتهية في 25 أكتوبر، بينما هبطت ثقة الشركات الصغيرة إلى أدنى مستوى في 6 أشهر بحسب مسح للاتحاد الوطني للأعمال المستقلة.
وحذّر صندوق النقد الدولي من مخاطر محتملة قد تواجه الدول التي تسعى لتحويل قروضها الصينية المقومة بالدولار إلى اليوان، في محاولة لتخفيف أعباء الديون في ظل ارتفاع أسعار الفائدة على العملة الأمريكية.
وعن أبرز التطورات التجارية، قال الرئيس الأمريكي إن بلاده تقترب من التوصل إلى اتفاق جمركي مع الهند، فيما رفعت المكسيك التعريفات على واردات السكر لما يصل إلى 210% بهدف حماية القطاع المحلي وسط انخفاض الأسعار عالمياً.
ومع تصاعد الطلب على الذهب مؤخراً للتحوط ضد تقلبات الأسواق، تظل دروس التاريخ حاضرة لتذكير المستثمرين بأن الملاذات الآمنة لا تخلو من المفاجآت، فهل يشهد الذهب انهياراً مدوياً على غرار 1980 و2011؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: