أجريت تجارب حول العالم لفكرة العمل لمدة أربعة أيام فقط أسبوعيًا والتي تسعى لخفض حقيقي لعدد أيام العمل دون تقليص الأجور من أجل تحسين التوازن بين العمل والحياة وتقليل التوتر وخفض معدل غياب الموظفين، وأظهرت آثارًا إيجابية كبيرة على الصحة النفسية للموظفين ومعدل الرضا الوظيفي دون التأثير سلبًا على الإنتاجية، لكن قطاع التعليم لا يزال متأخرًا عن القطاعات الأخرى فيما يتعلق بمرونة نظام العمل.

المنظومة التعليمية
التدريس من أكثر المهن إرهاقًا، إذ يذكر الإجهاد والاحتراق الوظيفي بصورة مستمرة كأسباب رئيسية وراء نقص أعداد المعلمين، مما يشكل تحديًا رئيسيًا في القطاع، فعلى عكس الوظائف المكتبية، يتعين على المدارس والمعلمين الالتزام بجداول زمنية ثابتة، وضمان الإشراف المستمر على الطلاب.
تجارب مختلفة لنظام الدراسة 4 أيام فقط أسبوعيًا
|
الدولة أو الولاية |
التجربة |
|
ولاية تكساس الأمريكية |
ارتفع عدد المدارس التي تبنت نظام الأسبوع الدراسي لأربعة أيام إلى 506 مدارس في العام الدراسي 2024-2025 من 30 مدرسة في 2020-2021، وذلك بقيادة المدارس الريفية الصغيرة التي تعاني من نقص حاد في عدد المعلمين حيث تختار عادة إلغاء يومي الإثنين والجمعة لمنح الموظفين والطلاب عطلة نهاية أسبوع مطولة.
ولتعويض يوم الدراسة الخامس، تضيف المدارس ساعات دراسية في الأيام الأربعة، وفي بعض الحالات يستمر المعلمون في العمل خمسة أيام أسبوعيًا لكن يحضر الطلاب إلى المدرسة 4 أيام فقط.
ويخصص يوم واحد أسبوعيًا للتخطيط والتقييم والتطوير المهني، وهي المهام التي يضطر المعلمون في العديد من المدارس العاملة بالأنظمة التقليدية إلى القيام بها مساءً بعد انتهاء ساعات الدوام أو خلال العطلات.
|
|
فرنسا |
في ثمانينيات القرن الماضي، بدأت فرنسا تطبيق الأسبوع الدراسي المكون من 4 أيام للمرة الأولى نظرًا لاحتياج الأطفال للاستراحة في منتصف الأسبوع، وفي إصلاح تعليمي أجري عام 2013 أضافت فرنسا نصف يوم دراسي آخر، لكن حاليًا عادت أغلب مدارس البلاد لنظام الأربعة أيام، لكن هناك اقتراح بتوفير خيار آخر لأسبوع دراسي من خمسة أيام.
تم تصميم اليوم الدراسي في فرنسا والذي يمتد لسبع ساعات ليراعي ظروف الآباء العاملين، إلا أنه لا يوفر للأطفال وقتًا كافيًا للعب، وأن المدارس لا توفر الكثير من الأنشطة اللامنهجية المنظمة مثل الفرق الموسيقية أو المسرحية أو الرياضية التي يستمتع بها الطلاب في أمريكا مثلاً.
لكن أظهرت الأبحاث أنه على الرغم من أن الأطفال في فرنسا يقضون وقتًا أطول في المدارس مقارنة بنظرائهم في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلا أن فرنسا احتلت المرتبة السادسة والعشرين من بين 81 دولة في برنامج التقييم الدولي للطلاب " PISA" لعام 2022. ويرجع بعض المراقبين تدني المستوى الأكاديمي في فرنسا إلى نظام العطلات المدرسية السخي الذي يشمل إجازة مدتها أسبوعين بعد كل 8 أسابيع، وعطلة صيفية مدتها شهرين.
|
|
أسكتلندا |
وسط مخاوف متزايدة بشأن توافر المعلمين ورفاهيتهم، اقترحت اسكتلندا مؤخرًا فكرة أسبوع عمل مدته أربعة أيام للمدارس، والذي لا يقلل ساعات عمل المعلمين الإجمالية بل يعيد توزيعها.
|
النتيجة غير واضحة
رغم اعتماد نظام العمل لمدة 4 أيام أسبوعيًا في بعض الأنظمة المدرسية الدولية، إلا أن الأدلة بشأن تأثيره على رفاهية الطلاب ومستواهم الدراسي لا تزال محدودة، إذ تستند أغلب الأبحاث إلى تصورات الناس للنظام وليس النتائج القابلة للقياس.

مؤشرات ملموسة
في ولاية ميزوري الأمريكية، طبقت مدارس "إندبندنس" هذا النظام، مما أسفر عن زيادة طلبات التوظيف بأكثر من 360%، وفقًا لتقرير "إن بي آر" المحلية في العام الماضي، كما ساهم في استقطاب الكفاءات، وفي كولورادو أشارت إحدى الدراسات إلى أن طلاب الصف الرابع في مدارس المناطق الريفية يحققون درجات أعلى في اختبارات القراءة عند اتباع نظام الأربعة أيام.
تباين واضح
وفي أوريجون"، تشير دراسة إلى أن نظام الدراسة على مدار أربعة أيام يقلل من معدلات التسرب من المدارس الثانوية، لكنه قد يزيد من التغيب بين طلاب الصفوف من التاسع إلى الثاني عشر.
الخلاصة
يمكن قياس نجاح النظام بعدة نقاط منها مقارنة معدلات الغياب، ومعدل ترك المعلمين لوظائف، ونتائج الطلاب قبل وبعد تطبيق النظام المرن، لكن أيضًا يجب توافر عوامل مساعدة منها توفير عدد كاف من الموظفين والموارد وإحداث تغيير في ممارسات القيادة وثقافات المدارس.
المصادر: الجارديان – ذا كونفرزيشن - ذا جورناليست ريسورس – ذا كريستيان ساينس مونيتور
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: