أفاد تقرير صحفي أن شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية) قررت المضي قدما في تنفيذ مشروع مصفاة ينبع بتكلفتها البالغة 10 مليارات دولار دون مشاركة شريك عالمي معها وأنها بصدد ترسية عقود إنشائية بقيمة 7 مليارات دولار قبل نهاية شهر يوليو الجاري.
ونقلت نشرة "ميد" على لسان ناطق باسم الشركة السعودية قوله إن الشركة ملتزمة التزاما كاملا بتطوير مشروع المصفاة حيث إنها قامت مؤخرا بإنشاء شركة تحت مسمى شركة البحر الأحمر للتكرير للاضطلاع بهذه المهمة.
وكانت شركة "كونوكو فيليبس" (Conoco Philips) الأمريكية أعلنت في إبريل الماضي عن انسحابها من مشروع مصفاة النفط المشترك مع شركة "أرامكو السعودية" بدعوى تخفيض نشاط المشروعات المساندة، في إشارة إلى صناعة التكرير والبتروكيماويات والتركيز، بدلا من ذلك، على مجال الكشف والتنقيب عن النفط.
وقامت شركة "أرامكو السعودية" في وقت لاحق من شهر إبريل نفسه بدعوة شركات المقاولات لتمديد فترة سريان العروض المقدمة منها لمدة شهرين حتى 25 يوليو الجاري لحين البت في كيفية استمرارية المشروع. وبالفعل دخلت الشركة السعودية مجددا في مفاوضات مع شركات المقاولات في شهر يوليو الجاري وحددت موعدا مبدئيا في الفترة ما بين 25 – 28 يوليو للتوقيع على عقود الإنشاءات معها، حسب النشرة.
يشار إلى أن شركة "أرامكو السعودية" كانت قد فاوضت مع شركات النفط العالمية بما فيها الشركة الصينية للبترول والكيمياويات (سينوبك) لتحل محل الشركة الأمريكية المنسحبة إلا أنها قررت في يونيو الماضي تنفيذ المشروع بمفردها خصوصا أنها – أي "أرامكو" – لم تجد الشريك المناسب في هذا الشأن.
ويقول مسؤول قريب من الشركة السعودية إن الشركة حريصة على دفع المشروع إلى الأمام في أقرب وقت ممكن وترغب في إرساء العقود قبل حلول شهر رمضان للتأكد أن الشركات الفائزة بالعقود تصبح قادرة على تهيئة العمالة للمشروع قبل نهاية العام الجاري. ويقول مسؤول آخر إن شركة "أرامكو السعودية" لا ترغب في ضياع الأسعار "الممتازة" المقدمة من شركات المقاولات في فبراير الماضي التي جاءت بأقل من 20% من الأسعار الموضوعة من قبل ، الأمر الذي أثار مخاوف الشركة من احتمال قيام الشركات رفع أسعارها إن طلبت منها إعادة تقديم عروضها في وقت لاحق.
ويقول مصرفي قريب من الصفقة إن شركة "أرامكو السعودية" مواجهة إما بقبول هذه الأسعار أو البدء من نقطة البداية.
من جانبه، قالت مصادر قريبة من المشروع إن شركة "أرامكو السعودية" احتفظت بحق استخدام التقنية المسجلة لدى "كونوكو فيليبس" للمشروع وإلا لم تكن في مقدور الشركة السعودية المضي قدما بتنفيذ المشروع وحدها أو قد تجد نفسها مضطرة للجوء إلى شركة عالمية بنفس خبرات الشركة الأمريكية.
وكانت شركة "أرامكو السعودية" قد أبرمت مذكرة تفاهم مع شركة "كونوكو" في مايو عام 2006 حيال بناء مشروع مصفاة ينبع، غربي المملكة، بسعة تصميمية قدرها 400 ألف برميل في اليوم.
الجدير بالذكر أن شركات المقاولات قدمت عروض أسعارها المتعلقة بعقود الإنشاءات الرئيسية لمشروع المصفاة في يناير الماضي حيث شملت العقود بناء وحدة للكوكر بتكلفة 1.2 مليار دولار، ووحدة لتقطير الخام (970 مليون دولار)، ومرافق لمعالجة الغازولين (2.3 مليار دولار)، ووحدة تكسير بالهيدروجين (1.2 مليار دولار)، ومرافق التخرين (900 مليون دولار)، وشبكة خطوط الأنابيب (100 مليون دولار)، حسب النشرة.
وللتدليل على مدى جدية الشركة في دفع مشروع المصفاة إلى الأمام، قامت شركات المقاولات بتقديم عروضها المتعلقة بعقود إنشاء وحدة لمعالجة المواد الصلبة ضمن مرافق المشروع في وقت سابق من شهر يوليو الجاري بعد سلسلة من التأجيلات في هذا الصدد علما أن شركات المقاولات طلب منها تقديم عروضها المالية والفنية لهذه الحزمة في فبراير الماضي. وتشمل قائمة الشركات المرشحة لهذه الحزمة ثلاث شركات كورية جنوبية منها "داليم" (Daelim) و"جي أس الهندسية" (GS Eng) و"هيونداي الهندسية" (Hyundai Eng)، و"جيه جي سي" (JGC) اليابانية، و"لورجي" (Lurgi) الألمانية، و"بتروفاك" (Petrofac) البريطانية، و"سايبيم" (Saipem) الإيطالية، و"تكننت" (Techint) الإيطالية، و"سايسن كروب" (Thyssenkrupp) الألمانية.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: