تولى "تيم كوك" منصب المدير التنفيذي لـ"آبل" (AAPL.O) خلفاً لـ"ستيف جوبز" بدايةً من أغسطس/آب عام 2011، واعتبرت من أصعب المهام في تاريخ القطاع التكنولوجي، وبعد ستة أسابيع من تعيينه، توفي "جوبز" بعد معاناة من مرض "سرطان البنكرياس"، مما أثار القلق من انهيار الشركة التكنولوجية.
ولم يكن بالأمر السهل تقبل بديل لـ"جوبز"، ولكن خلال خمس سنوات، تمكن "كوك" برؤية متميزة من وضع لمسته بأسلوبه الخاص في إدارة الشركة التي أصبحت أكثر انفتاحاً وتشعباً في سوق الجوال، وبلغ سهمها ارتفاعات قياسية.
ونشرت "فاينانشال تايمز" في تقرير مدى ما حققه "كوك" في "آبل" على مدار خمس سنوات، فرغم تحقيق أرباح فصلية قياسية في الربع الأول عام 2015 بفضل مبيعات "آيفون 6"، تواصلت الانتقادات له، وأجبر على الاعتذار عام 2012 بسبب فشل تطبيق "آبل" للخرائط، ورغم إطلاق العديد من المنتجات مثل ساعة "آبل"، إلا أن الشركة لا تزال معتمدة على مبيعات "آيفون".
نجاح "آيفون"
- تم الإعلان في يوليو/تموز عن بيع الـ"آيفون" رقم مليار، ووصف "كوك" هذا الأمر بالرقم المحدود من البشر على كوكب الأرض، وأعرب عن قناعته بأن الجميع في العالم سيمتلكون جوالاً، ولن يكون كله "آيفون".
- يرى "كوك" أن سوق "آيفون" سينمو بشكل أكبر خلال السنوات القادمة، ورغم ذلك، فإن نجاح "آيفون" سيجعل من الصعب على منتج آخر لدى "آبل" الصمود.
- تنبأت الشركة بنجاح ساعة "آبل"، وهو الأمر الذي خيب آمال المحللين والمسؤولين مقارنة بنجاح "آيفون"، وبالمثل، تطبيق الخرائط "آبل مابس".
التعامل مع كمية كبيرة من السيولة النقدية
- بدأ "كوك" التعامل مع ما تمتلكه الشركة من سيولة نقدية في مارس/آذار 2012 حينما أعلنت آبل" لأول مرة في 17 عاماً دفع توزيعات نقدية على المساهمين بالإضافة إلى إطلاق برنامج إعادة شراء الأسهم.
- امتلكت "آبل" في ذلك الوقت سيولة بحوالي 121 مليار دولار، وهي كمية تضاعفت إلى 232 مليار دولار، وبسبب وجود غالبية هذه السيولة في حسابات خارجية، أطلقت الشركة سندات بقيمة 85 مليار دولار لتمويل التوزيعات النقدية.
- خلال نفس الفترة، حاولت جهات تنظيمية مطالبة "آبل" بإيداع هذه السيولة في حسابات داخل أمريكا، وفي 2013، اضطر "كوك" للدفاع عن ممارسات الشركة الضريبية أمام مجلس الشيوخ الأمريكي.
- اتهمت تحقيقات فيدرالية شركة "آبل" بمخالفات ضريبية، ولا تزال الشركة في انتظار قرار المفوضية الأوروبية بعد اتهام الشركة للحكومة الآيرلندية بفرض غرامات غير قانونية بزعم التهرب الضريبي.
- اعتبر "كوك" هذه الاتهامات لأغراض سياسية وألقى باللوم على النظام الضريبي الأمريكي الذي يضطر الشركات لإيداع أموالها في حسابات خارجية، مشيراً إلى أن "آبل" تدفع كل مستحقاتها.
زيادة القوى العاملة والتوسع بشكل كبير
- تضاعف عدد العاملين في مصانع "آبل" في "Cupertino" في كاليفورنيا وفي متاجر التجزئة حول العالم خلال الخمس سنوات الماضية، كما أطلقت الشركة مراكز بحثية في عدة دول.
- توسعت "آبل" في عدة دول حول العالم بمنتجات عدة مثل "ساعة آبل" التي تنتج في "كامبريدج" بالمملكة المتحدة وتعتزم إقامة منشآت أخرى تابعة في الصين والهند.
- يحاول "كوك" تحقيق الريادة دائماً والانتشار في أسواق مختلفة، كما صمد أمام محاولات الحكومة الأمريكية خرق الخصوصية في منتجات "آبل"، ومن المتوقع مواجهة صعوبات في الفترة المقبلة بشأن الإبقاء على سرية منتجاتها.
دعم سعر سهم "آبل"
- خلال أغسطس/آب، مرت خمس سنوات تماماً على تولي "كوك" منصبه في "آبل"، وخلال هذه الفترة، تضاعفت القيمة السوقية للشركة متفوقةً على "إكسون موبيل"، وحافظت على هذه المرتبة رغم الارتفاع الكبير لسهم "جوجل" العام الماضي.
- وقع سهم "آبل" تحت وطأة الضغوط في الاثني عشر شهراً الماضية بسبب التباطؤ في نمو مبيعات "آيفون" حول العالم، ورغم شفافيته مع المساهمين أكثر من "جوبز"، إلا أن علاقة "كوك" مع المستثمرين لم تكن جيدة.
- وقعت صدامات بين "كوك" ومساهمين بارزين مثل "كارل إيكان" في محاولة لزيادة التوزيعات النقدية، ونجحت إستراتيجية المدير التنفيذي للشركة في جذب مستثمرين كبار مثل "وارين بافيت" الذي رفع حصته في الشركة، مما دفع سهمها نحو الارتفاع.
- وصف محللون "آبل" بأنها إمبراطورية عالمية من حيث المبيعات والعملاء، ورغم تباطؤ نموها، إلا أنها لم تفقد إبداعها، ولم يقلق "كوك" مطلقاً بخصوص إرضاء المساهمين أو سعر السهم.
بيع خدمات للمزيد من العملاء
- تنظر "وول ستريت" بشكل مختلف نحو "آبل"، فالكثيرون يرونها ليست مجرد شركة تبيع منتجات تقنية للمستهلكين، بل هي علامة تجارية فاخرة حققت قاعدة قوية من العملاء الموالين لها.
- حاول "كوك" إقناع المستثمرين بوجهة نظره هذا العام عندما سلط الضوء على تشعيب خدمات "آبل" مستشهداً ببيع الـ"آيفون" رقم مليار حول العالم ومستخدمين نشطين لمنتجات الشركة يومياً.
- أشارت تقديرات إلى أن عملاء "آبل" ينفقون بما فيه الكفاية على تطبيقات الشركة ومنتجاتها المتنوعة حوالي دولار على الأقل يومياً، وهو ما ينعكس إيجابياً بعائدات بمليارات الدولارات على الشركة.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: