اجمع عدد من المسؤولين والخبراء الاقتصاديين الكويتيين على ان انشاء الصندوق الوطني لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة برأسمال قدره مليار دينار جاء تلبية للمبادرة التنموية التي عبر عنها امير البلاد، مؤكدين اهميته في دعم الاقتصاد المحلي وتنويع مصادر الدخل.
وقال هؤلاء المسؤولون والاقتصاديون في تصريحات متفرقة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الكويت اولت المشروعات الصغيرة اهتماما متزايدا وقدمت لها العون والمساعدة بغية رفع نسبة مشروعاتها بما يتواءم مع الأهداف التي تضمنتها خطة التنمية.
من جانبها دعت وزيرة التجارة والصناعة السابقة وأستاذة التمويل والأسواق المالية في جامعة الكويت الدكتورة أماني بورسلي الى انشاء هيئة تتولى دعم ورعاية المشروعات الصغيرة والمتوسطة وادارة صندوق الاستثمار الوطني للمشروعات الصغيرة المخصصة لتمويل النشاط الحرفي والخدمي والصناعي وفق أفضل الممارسات العالمية.
كما دعت الى ضرورة التعامل مع مشكلة العبء التشريعي من خلال منح اعفاءات أو استثناءات أو تخفيف للمتطلبات القانونية المفروضة على شريحة المبادرين مع تنويع خيارات ومصادر تمويل المشروعات الصغيرة واشراك البنوك التجارية والاسلامية من ضمن الخيارات ومنحها حوافز حكومية وضمانات.
مركز أبحاث
واكدت بورسلي اهمية انشاء مركز أبحاث لاثراء قاعدة البيانات والمعلومات الخاصة بهذا القطاع بهدف اقتراح وسائل تطويره ونموه كونه يمثل رافدا أساسيا لتنويع الاقتصاد وخلق فرص عمل خارج القطاع العام قادرة على استيعاب القوى العاملة في المستقبل.
واشارت الى ضرورة انشاء مركز تدريب متخصص يتبع هيئة المشروعات الصغيرة المقترح انشاؤها يتولى مسؤولية تأهيل وتدريب أصحاب المبادرات قبل الخوض في اي مشروع.
تشجيع الشباب
من جانبه قال الامين العام للمجلس الاعلى للتخطيط والتنمية الدكتور عادل الوقيان ان الدولة تبذل جهودا كبيرة لتشجيع المواطنين لاسيما فئة الشباب على تأسيس مشروعاتهم الخاصة بما يسهم في تنمية القطاع الخاص وتحقيق التنويع في مصادر الدخل.
واكد الوقيان اهمية دعم قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومعالجة بعض الاختلالات التي تشوبه ليكون مساهما بفاعلية في النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل مشددا على ضرورة تقديم دراسات الجدوى الاقتصادية والدعم المعلوماتي واللوجستي للمبادرين الصغار.
وذكر ان نمو المشروعات الصغيرة سيدعم جميع قطاعات الاقتصاد مضيفا ان الدعم المعلوماتي يتمثل في توفير بيانات عن السوق تساعد على انجاح المشروع مع توفير مستشارين متخصصين واشراف دائم على المشروعات مع التركيز على انجاز جميع اجراءات تراخيصها بأقل وقت وجهد.
دور مهم
من جهته قال المدير العام للشركة الكويتية لتطوير المشروعات الصغيرة حسان محمد القناعي ان الصندوق الوطني للمشروعات الصغيرة سيؤدي دورا مهما في ايجاد فرص تدعم مبادرات الشباب الكويتي على تأسيس مشروعات صغيرة مما يسهم في تعزيز مفاهيم العمل الحر وايجاد شباب كويتي قادر على النهوض باقتصاد بلاده.
وذكر ان المشروعات الصغيرة تسهم بتوسيع القاعدة الانتاجية وتستوعب نسبة عالية من العمالة الوطنية وترفع مستوى الادخار والاستثمار وتأتي استمرارا لجهود الدولة في تشجيع ودعم الشباب والمواطنين لانشاء مشروعاتهم الخاصة وتقدم الكثير من المميزات لصالح بيئة الأعمال.
وأضاف ان الشركة الكويتية لتطوير المشروعات الصغيرة تواصل جهودها لدعم أصحاب المبادرات من الكويتيين لتأسيس مشروعاتهم الخاصة وفق رؤية واضحة وأهداف محددة لافتا الى ان الشركة اتبعت خطة استراتيجية واضحة المعالم كان أهم أولوياتها استقطاب العمالة الوطنية وتدريبهم وتأهيلهم وتوفير البيئة الصالحة للعمل لتمكينهم من أداء أعمالهم بكفاءة عالية واتقان.
تطوير الاقتصاد
وقال القناعي ان المشروعات الصغيرة تؤدي الى تطوير بيئة العمل الاقتصادية في الكويت وتعطي الفرصة لصغار المستثمرين للدخول في المنافسة الاستثمارية وتؤسس لقاعدة عريضة من المواطنين العاملين على المستوى القريب والبعيد الذين سيشكلون مخزونا استراتيجيا للتوسع الصناعي والتقدم التقني.
واشار الى الدعم الذي تقدمه الهيئة العامة للاستثمار للمبادرين الراغبين في ممارسة الأعمال الحرة من خلال الشركات التي تدير محفظة صندوق الاستثمار الوطني.
قدرة الشباب
أكدت المديرة العامة لاتحاد الصناعات الكويتية ومديرة شركة ادارة لتنظيم المعارض هند الصبيح قدرة الشباب الكويتي على طرح المبادرات والافكار التي من شأنها ان تساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي.
وقالت ان الاتحاد يسعى لتشجيع المبادرين من الشباب الكويتي على العمل الحر والمساعدة على تأسيس مشروعات صغيرة ومتوسطة لمؤسسات خدمية وصناعية ومهنية يملكها ويديرها مواطنون كويتيون بهدف الاستفادة من الأفكار الرائدة وفتح مجالات عمل قادرة على المنافسة وتحقيق عوائد مجزية.
وذكرت الصبيح ان الشركة الكويتية لتطوير المشروعات الصغيرة تساهم في المشروعات التي تخدم القطاعات الخدمية والصناعية والمهنية والحرفية وبدأت الشركة بطرح مجموعة أفكار لمشروعات ومبادرات محلية وعالمية مطلوبة بالسوق المحلي.
نجاح التنمية
من جهته قال استاذ الاقتصاد في جامعة الخليج الدكتور حسن النجار ان المشروعات الصغيرة والمتوسطة تمثل أهم الركائز لنجاح التنمية في الكويت حيث زادت اهتمامات الشباب المبادرين بفكرة انشاء مشروع صغير يدعم الاقتصاد الوطني ويفيد المبادر في الوقت ذاته.
وأضاف النجار ان القطاع الصناعي في العالم يبدأ بمشروعات صغيرة ثم يتنامى الى مشروعات كبيرة ترتبط بالصناعات الشبيهة في العالم مما يدعم استمرارية القطاع الصناعي.
وذكر ان الهدف من الصندوق الوطني للمشروعات الصغيرة هو تمكين الشباب الكويتي من الدخول في المشروعات الخاصة ودعمهم حيث يفتقر الشباب للأفكار ورأس المال والجهة التي تمنح الدراسات والاستشارات.
وقال ان وضع ملياري دينار في صندوق وطني لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة من شأنه ان يكون استثمارا في الثروة البشرية قبل ان يكون للأمور الاقتصادية.
واوضح ان القاعدة الشبابية في الكويت تمثل نحو %51 من السكان دون سن العمل أو دون سن الـ21 سنة مبينا انه من هذا المنظور يبدو ان المشروع خطوة في الاتجاه الصحيح لكنها خطوة أولى فقط فنجاحه يقاس بعدد ما يخلقه من فرص عمل مواطنة حقيقية.
وشدد النجار على ضرورة ان يساهم الصندوق في خلق مشروعات توظف العمالة المؤهلة في ضوء التقنيات الحديثة داعيا الى وضع استراتيجية واضحة للصندوق واستناده الى خبرات محلية ودولية ليستفيد من طريقة تمويل هذه المشروعات مع دراسة المشروعات القائمة لمعرفة المجدي وغير المجدي.
ودعا الدولة الى ان توجه اصحاب المشروعات الصغيرة لتأسيس مصانع صغيرة مضيفا ان الكويت بحاجة الى تطوير قطاع الصناعات الخفيفة.
أحد الروافد
من جانبه قال المدير العام للمعهد العربي للتخطيط الدكتور بدر عثمان مال الله ان المشروعات الصغيرة والمتوسطة تكتسب أهمية كبيرة باعتبارها أحد أهم روافد التنمية الاقتصادية والاجتماعية انطلاقا من مساهمتها في زيادة الطاقة الانتاجية ومعالجة مشكلة بطالة الشباب ورفع وتيرة التشغيل في القطاع الخاص ودعم الأنشطة الاقتصادية على المستوى الكلي.
وعزا مال الله الاهتمام المتزايد بتلك المشروعات الى كونها تشكل ميدانا لتطوير المهارات الانتاجية والادارية والفنية والتسويقية وتفتح مجالا واسعا أمام المبادرات الفردية والابتكار والتوظيف الذاتي مما يخفف الضغط على القطاع العام في توفير فرص العمل لليد العاملة الكويتية.
وذكر ان المشروعات الصغيرة تمثل احدى الركائز الأساسية التي يعمل من خلالها القطاع الخاص في مختلف القطاعات الاقتصادية ولاسيما قطاع الخدمات مضيفا ان مساندة هذه المشروعات تعد دعما لدور القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي الوطني ومساهمة في توسيع القاعدة الصناعية والانتاجية وتوطين التقنيات الحديثة وزيادة الاعتماد على الذات للوفاء باحتياجات الطلب المحلي من السلع والخدمات وتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط ودفع عجلة النمو الاقتصادي وتثبيت استدامته.
أمان للاقتصاد
ودعت الوكيلة المساعدة السابقة لشؤون قطاع السياحة في وزارة الاعلام ورئيسة شركة ليدرز غروب للاستشارات نبيلة العنجري الى استلهام العبر من المبادرة التاريخية لسمو أمير البلاد التي أطلقها قبل عامين لدعم المشروعات المتوسطة والصغيرة.
وقالت ان المشروعات الصغيرة ستكون جزءا من الأمان الاقتصادي الوطني داعية الى وضع خطط واستراتيجيات طويلة الأمد لدعمها وتطويرها وزيادة جرعة مساهمة الشباب فيها تأسيسا وادارة وتشغيلا.
وذكرت ان الهدف ليس زيادة عدد المشروعات الصغيرة بل تعزيز الروح الانتاجية وروح المبادرة والتوجه نحو العمل المهني وتشجيع القاعدة الانتاجية الصناعية والحرفية مع الأخذ في الاعتبار التيارات الجديدة في انتاج الخدمات والسلع الرقمية والتكنولوجيا الدقيقة التي دخلت في كل ميدان وباتت اليوم مقياسا لتفوق ورفاهية المجتمعات قاطبة.
وقاالت ان قيام الشركات الخاصة وعدد من الجمعيات بطرح مبادرات لتشجيع المشروعات الصغيرة تأكيد على أهمية ارساء أركان ثقافة اقتصادية جديدة تحتل فيها تلك المشروعات مرتبة أساسية ملموسة لاسيما عندما تواكبها أفكار وفرص جاهزة للتمويل والتأسيس.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: