"الجابري": نتفاوض مع السودان لإنشاء مشروع لتسمين المواشي

كشف رجل الأعمال رئيس لجنة تجار المواشي في الغرفة التجارية بجدة سليمان بن سعيد الجابري عن أن مؤسسة الجابري الرائدة على المستويين المحلي والإقليمي في استيراد وتجارة المواشي، تتفاوض حاليا مع السلطات السودانية لإنشاء مشروع لتربية وتسمين المواشي، متوقعا أن تصل تكلفة هذا المشروع نحو 150 مليون ريال، مشيرا إلى أنه نشأ في عائلة عريقة في تجارة المواشي، واستقى مبادئها على يد والده سعيد الجابري، مبينا أن عام 1977م، يعتبر نقطة تحول في حياته، حيث تولى زمام الأمور فأسس مؤسسة سليمان سعيدالجابري، مؤكدا في حوار خاص لـ»المدينة» أنه يسعى للارتقاء بتجارته لما فيه صالح الوطن والمواطن، مثنيا على دور الدولة في تعزيز الاقتصاد وتشجيع القطاع الخاص، مستعرضا في حواره المشروعات التي ساهمت فيها مؤسسته داخليا وخارجيا، فإلى نص الحوار:

بدايات مبكرة

* كيف أثرت التنشئة الأسرية على تكوين ملامح شخصيتكم وخياراتكم المهنية؟
- كانت النشأة في أسرة تعمل في مجال تجارة المواشي وهي تجارة ورثها الآباء عن الأجداد، وبدأت في سن مبكرة في مساعدة الوالد في هذه التجارة وهو من حبب إلى العمل في هذه التجارة، وقربي الشديد منه ساعدني على اكتساب الكثير من القيم التي كانت بوصلتي نحو النجاح ومن أبرزها الصدق والإخلاص وتقوى الله في هذا العمل، وكانت هذه هي المبادئ التي سرنا وما زلنا نسير عليها في عملنا ونورثها لأولادنا من بعدنا.

نقطة تحول

* ما هي نقطة التحول الحقيقية في حياتك العملية؟
- كانت البداية المستقلة في العام 1977م حين تحملت مسؤولية العمل وأنشأت المؤسسة، حيث كانت تجارة المواشي تجارة محلية في ذلك الوقت، ولكن مع النهضة الاقتصادية بالمملكة بدأت المؤسسة في الاستيراد من الخارج وخاصة من الدول المجاورة مثل الصومال والسودان وبكميات محدودة في البداية ثم توسعت التجارة ليتم الاستيراد من دول عديدة أخرى مثل أستراليا والأورجواي ودول أوروبا الشرقية.

أمن غذائي

* رسالتكم هي المساهمة في توفير الأمن الغذائي للمملكة، كيف انعكس ذلك على توجهاتكم؟
- نعم لقد كان من أولى أولوياتنا واهتماماتنا هو التطور المستمر للمؤسسة حتى أصبحت الآن بفضل الله أكبر مستورد للمواشي الحية في المملكة ونتمتع بسمعة محلية ودولية كبيرة وهو ما أهلها لإنشاء مشروعات ضخمة لخدمة أهداف المملكة في توفير الأمن الغذائي لسلعة هامة.

مشروعات التسمين

* ما هي أهم المشروعات التي أنشئت لهذا الغرض؟
- أنشأت المؤسسة مشروع التربية والتسمين في منطقة الشميسي بمكة المكرمة على مساحة 8 كيلو مترات ويتسع حاليا لحوالى مليون رأس من المواشي الحية، وقد تكلف حوالى 250 مليون ريال وهو يخدم مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي بالإضافة إلى توفير احتياجات أسواق المملكة من المواشي الحية على مدار العام حيث تستورد المؤسسة سنويا حوالى ثلاثة مليون رأس من المواشي الحية، إلى جانب إنشاء مصنع للعلف المركز داخل نطاق مشروع التربية والتسمين في منطقة الشميسي وهو يهدف إلى توفير أعلاف ومركزات مطابقة للمواصفات العالمية ومناسبة لمختلف الأعمار السنية للمواشي وهو يتكلف حوالى 20 مليون ريال.

وسائل نقل

*وماذا عن وسائل نقل المواشي؟
- اجتهدت المؤسسة في توفير وسائل النقل الداخلي والخارجي لتمكين المؤسسة من استيراد أكبر كمية ممكنة لتغطية احتياجات الأسواق في المملكة وخاصة في فترات المواسم مثل رمضان والحج ولذلك فقد تمكنت المؤسسة من تجهيز حوالى 100 شاحنة لنقل المواشي داخل المملكة سواء من الميناء إلى مزارع المؤسسة أو من المزارع إلى العملاء في كافة أنحاء المملكة كذلك قامت المؤسسة بشراء وتجهيز عدد 8 بواخر ذات سعات مختلفة من 20 ألف رأس إلى 100 ألف رأس لنقل المواشي من الدول المجاورة مثل السودان والصومال وكذلك دول أوروبا الشرقية إلى المملكة ودول الخليج بالإضافة إلى المساهمة في شراء وتجهيز باخرة لنقل المواشي من الدول البعيدة في أستراليا وأمريكا الجنوبية والصين.

شراكة إقليمية

* هل توجد مشروعات أخرى؟
- نعم، فقد ساهمت المؤسسة مع حكومة رأس الخيمة في إنشاء محاجر بيطرية في مدينتي بربرة وبوصاصو بالصومال بتكلفة تصل إلى 100 مليون درهم إماراتي وذلك ليتم حجر المواشي الواردة إلى المملكة ودول الخليج في هذه المحاجر قبل شحنها وهي محاجر مستوفية لكافة الشروط الدولية من منظمة oie ويتم حاليا التصدير منها إلى دول عربية أخرى مثل مصر والأردن.

*وماذا عن المشروعات المستقبلية؟
- تتفاوض المؤسسة حاليا مع السلطات السودانية لإنشاء مشروع لتربية وتسمين المواشي في السودان في إطار مبادرة خادم الحرمين الشريفين للاستثمار الزراعي والحيواني في الخارج وحسب الدراسات المبدئية فإنه من المتوقع أن يتكلف هذا المشروع ما يقارب 150 مليون ريال.

مستقبل واعد

* كيف يرى سليمان الجابري المستقبل؟
- بطبيعتي دائما متفائل وأرى في المستقبل كل خير إن شاء الله ونحن في ظل قيادة حكيمة وشعب وفي ومتمسك بعقيدته ويسير على الطريق الصحيح وأن الخطط الطموحة للتنمية ومبادرات خادم الحرمين الشريفين نحو تشجيع الاستثمار المحلي والخارجي سوف يحقق المأمول منها بإذن الله في تحقيق أهداف حكومتنا الرشيدة في تحقيق الخير والرخاء للشعب السعودي الكريم.

سوق عالمي

*كيف ترون السوق السعودي والدور المتنامي للقطاع الخاص؟
- معلوم أن المملكة العربية السعودية من أكبر عشرين اقتصاد عالمي وهي ضمن مجموعة العشرين وبالتالي فإن السوق السعودي من أكبر الأسواق العالمية سواء من حيث الصادرات أو الواردات وفي المجال الذي نعمل به وهو استيراد وتجارة المواشي الحية تعتبر المملكة أكبر مستورد في منطقة الشرق الأوسط بحجم واردات سنوي يصل إلى 8 مليون رأس من المواشي الحية ولذلك فإن معظم دول العالم المصدرة للمواشي الحية تسعى إلى العمل مع السوق السعودي.

تشجيع الاقتصاد

* ما هو دور القطاع الخاص في التنمية؟
- لا شك أن القطاع الخاص يقوم بدور مهم في التنمية بفضل الدعم الحكومي والمساعدة من الدولة ومعلوم أن الاقتصاد السعودي يأخذ بمبدأ الاقتصاد الحر والذي يعتمد على القطاع الخاص في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والدولة لا تدخر وسعا في تقديم كافة التسهيلات والمبادرات لتشجيع الاقتصاد والقطاع الخاص على العمل وخاصة في المجالات الصعبة التي تحتاج إلى رأس مال كبير وخاصة الصناعات الثقيلة ولا شك أن القطاع الخاص السعودي له إسهامات كبيرة في التنمية والتي تمتد إلى فترة طويلة منذ بداية النهضة في المملكة.

السعودة

* ما رأيك في تطبيق القطاع الخاص للسعودة؟
- لقد ساهم القطاع الخاص بفاعلية في إتمام عملية السعودة للوظائف القائمة لديه خلال الفترة من بداية إقرار هذا الموضوع وحتى الآن والقطاع الخاص هو جزء من هذا الوطن يهمه بالدرجة الأولى تحقيق أهداف الوطن وأهداف حكومتنا الرشيدة في تحقيق الرخاء للشعب السعودي الكريم وإيجاد وظائف للشباب السعودي، فقد قام القطاع الخاص ببذل المزيد من الجهود سواء في تدريب العمالة السعودية على الوظائف الموجودة لديه وخاصة الوظائف الفنية والتي تحتاج إلى مهارات خاصة أما الوظائف الإدارية فقد تم سعودتها بالكامل.

نسبة ضئيلة

*الفساد، ما الأسباب والحلول؟
- لا يوجد مجتمع يخلو من الفساد نحن بشر ولسنا ملائكة ولكن التقييم يكون بنسبة الفساد في المجتمع هل هو ينتشر؟ أم يوجد بنسبة بسيطة؟ ونسبة الفساد في المجتمع السعودي هي أقل نسبة مقارنة بباقي دول العالم لأننا مجتمع متمسك بدينه وعقيدته ونحن قدوة لدول العالم الإسلامي ثم إن الدولة أنشأت جهازًا خاصًا لديها لمحاربة الفساد أينما وجد في أي جهة وهذا الجهاز يرأسه شخصية سعودية معروفة بالحزم والشدة ويدعم هذا الجهاز خادم الحرمين الشريفين وحكومتنا الرشيدة.

فوضى الأسعار

* ما رأيكم في ظاهرة الغلاء وفوضى الأسعار؟
- ظاهرة الغلاء هي ظاهرة عالمية والمملكة تتأثر سلبا أو إيجابا بهذه الظاهرة حيث إن المملكة هي مستورد لمعظم احتياجاتها الاستهلاكية من المواد الغذائية وخلافه وبالتالي فإن أسعار السلع المستوردة مرتبطة بأسعار الدول المصدرة إضافة إلى تغير أسعار صرف العملات في الدول المصدرة مقارنة بالريال السعودي وهذا يؤثر أيضا على أسعار الواردات، وقد قامت حكومتنا الرشيدة بمواجهة هذه الظاهرة بطريقتين الأولى هو زيادة رواتب العاملين بالدولة لمواجهة ارتفاع الأسعار والثاني هو مراقبة الأسواق لضبط الأسعارإضافة إلى تعاون المستوردين في ذلك عن طريق لجان المستوردين في الغرف التجارية ومثال ذلك لجنة تجار المواشي في الغرفة التجارية جدة والتي تحرص تماما على استقرار أسعار المواشي وخاصة في المواسم الرئيسة مثل رمضان والحج.

ليالي رمضانية

*رمضان زمان، هل يختلف عن اليوم؟
- رمضان قديما يختلف عن الآن نظرا للظروف المعيشية السائدة في ذلك الوقت حيث لم تكن تتوفر المكيفات والثلاجات ووسائل الإعلام والتواصل كما هي الآن إلا أن رمضان قديما كان له نكهة خاصة كان فرصة لتجمع العائلات والجيران في وقت الإفطار وكنا نحيي ليالي رمضان بعد صلاة التراويح بالأمسيات والمجالس الطيبة التي تجمع كبار السن أصحاب الخبرة في الحياة مع الشباب والأطفال.