الوسيل تستقطب المستثمرين رغم الظروف الاقتصادية الحالية
قبل سنوات قليلة، كان موقع تشييد مدينة لوسيل مجرد منطقة صحراوية تطل على الخليج العربي في الشمال الغربي للدوحة ، ومع وتيرة العمل المتواصلة ليل نهار، بدأت المدينة تنمو شيئاً فشيئاً بسواعد وطنية طموحة.
فلم يكن الهدف بناء مدينة سكنية على أحدث طراز، بقدر ما كان الهدف تشكيل مفهوم جديد للمدن العصرية المستدامة، التي تعزز من صورة دولة قطر الحديثة والمتطورة، حتى أطلق عليها بعض المستثمرين أنها "أيقونة المدن الخضراء والمستدامة على مستوى المنطقة والعالم" .
هنا في لوسيل، حيث قامت "الراية الاقتصادية" بجولة في أرجاء المدينة، حيث تعمل الجرافات والمعدات لوضع اللمسات النهائية لأعمال البنية التحتية في كل منطقة من مناطق لوسيل الـ 19 على مساحة 38 كيلو متر مربع، والمقرر أن تستوعب أكثر من 450 ألف ساكن وزائر، حيث تحتضن المدينة حياً تجارياً وبحيرة وأربع جزر وواجهتين بحريتين ومجمعاً تجارياً ضخماً، ومدينة ترفيهية ومستشفى وملعبي غولف و250 ألف مسكن، وملعباً لكرة القدم يسع 86 ألف متفرج سوف يستضيف مباراة افتتاح واختتام نهائيات مونديال 2022، وغير ذلك من مكونات المدينة التي تجعلها أيقونة بين مدن الشرق الأوسط.
وفي لقائنا بالمهندس عيسى محمد على كلداري الرئيس التنفيذي لشركة لوسيل للتطوير العقاري، قال إن قيمة العقود الحالية لتنفيذ حزم الأعمال التمهيدية والإنشاءات لمناطق سيف لوسيل والشارع التجاري والواجهة التجارية وجزر قطيفان الفلل وقطع الأراضي تصل لنحو سبعة مليارات ريال.
وأضاف أن تخوف بعض المستثمرين من توقف الأعمال في مدينة لوسيل ليس له محل هنا، فالعمل في مشاريع المدينة يسير بمعدلاته الطبيعية، وخلال السنوات السابقة استطاعت شركة لوسيل استقطاب المستثمرين وكسب ثقتهم في المدينة باعتبارها استثمارا آمنا ومربحا، خاصة مع وجود خدمات استثنائية وغير تقليدية تتمتع بها المدينة.
وأضاف أنه تم الانتهاء من تنفيذ أكثر من 80 % من مشاريع البنية التحتية لمعظم المدينة، لافتاً إلى أنه سوف يتم الانتهاء من تشييد الأبراج في منطقة الشارع التجاري بحلول العام 2020 .
وأكد أنه سيتم تسليم أبراج في منطقة المارينا خلال الربع الأول من هذا العام، منوهاً إلى انتقال بعض الجهات الحكومية إلى مدينة لوسيل خلال الفترة القادمة، وذلك بعد انتقال وزارة الاقتصاد وهيئة السياحة وشركة "كتارا" للضيافة.
وأشار عيسى كلداري إلى أنه يتم حالياً بناء 13 قطعة أرض في منطقة الإجارة بعد دمج بعض قطع الأراضي، كما سيتم طرح وحدات سكنية جديدة من فلل وشقق خلال النصف الأول من العام القادم في منطقة سيف لوسيل بأسعار تنافسية.
وإلى نص الحديث ...
* بداية، في ظل الظروف الاقتصادية الحالية المتأثرة بانخفاض أسعار النفط، أثيرت مخاوف في أوساط المستثمرين من تباطؤ في بعض مشاريع مدينة لوسيل، لاسيما أن المدينة شهدت من قبل بعض التأخير في تنفيذ أجزاء منها؟
- هذا تساؤل عند الكثيرين، لكن بحمد الله وتيرة العمل في مشاريع المدينة تسير بمعدلاتها الطبيعية، وفي بداية تنفيذ مشروع مدينة لوسيل كان هناك تخوف من المشروع من منطلق استثماري، لكن خلال السنوات السابقة استطاعت شركة لوسيل استقطاب المستثمرين وكسب ثقتهم في المدينة باعتبارها استثمارا آمنا ومربحا، وتخاطب المستقبل أيضاً، خاصة مع وجود خدمات استثنائية وغير تقليدية تتمتع بها المدينة باعتبارها مدينة صديقة للبيئة وذكية في ذات الوقت، كما أن المدينة توفر كل الخدمات التجارية والتعليمية والصحية وغيرها من الخدمات وهذا ضمن تصميمها في إطار دوائر بحيث تتوفر الخدمات اليومية في دائرة قطرها 200 متر مربع، ثم خدمات أخرى في دائرة 500 متر مربع، ودائرة أكبر من الخدمات على بعد ألف متر مربع وهذه تشمل خدمات يستخدمها الساكن في المدينة على فترات متباعدة.
* ما هي معدلات التنفيذ في مدينة لوسيل حالياً؟
- تم الانتهاء من تنفيذ البنية التحتية لمعظم المدينة أي أكثر من 80 % من إجمالي مساحة لوسيل، ولا يتبقى سوى المناطق التي تتبع شركة لوسيل بشكل مباشر، واستراتيجيتنا أن نعمل على تشييد المباني والبنية التحتية في نفس الوقت، وذلك في مناطق الشارع التجاري، البلازا التي تحتضن أربعة أبراج، وجزر قطيفان، أما المناطق الأخرى التي تم بيعها للمستثمرين في المارينا وجبل ثعيلب والمدينة الترفيهية والطاقة والأركية، والخرايج والواجهة البحرية السكنية، والإجارة ، فكل هذه المناطق بدأ المطورون يشيدون مبانيهم سواء كانت أبراجا أو فللا.
الشارع التجاري
* هل المساحة المتبقية من المدينة تضم مختلف القطاعات العقارية، أم سيتم تخصيصها لقطاع محدد؟
- تم تخصيص المناطق المتبقية لمختلف الأنشطة والقطاعات العقارية سواء سكني أو تجاري أو إداري، فالشارع التجاري الذي يمتد إلى 1.3 كيلو متر وبعرض 100 متر، حيث يتكون الشارع التجاري من أربعة صفوف من المباني (صفين متوازيين في كل جانب من الشارع) ، ويتكون الشارع من عدة مسارات للسيارات وفوقه القطار الخفيف، وتحت الشارع مواقف سيارات تسع ألفي موقف، أما جانبا الشارع فتطل عليه المحال التجارية في الطابق الأرضي، فيما يضم الطابق الأول الأنشطة المكتبية وبعض الوحدات السكنية، أما الصف الموازي للشارع فيضم وحدات سكنية مع بعض محال التجزئة التي تخدم المنطقة السكنية، هذا بخلاف أربعة أبراج يضمها الشارع التجاري وتم بيعها لأربعة جهات حكومية وشبه حكومية، وقريباً يتم البدء في تطويرها، وبالفعل تم البدء في أعمال الحفر والأعمال التمهيدية، وقريبا سيتم العمل في مرحلة التصميمات والبناء، وسوف يتم الانتهاء من تشييد الأبراج في العام 2020 .
* وماذا عن منطقة جبل ثعيلب وهل فعلا بدأت في استقبال السكان؟
- بالطبع بدأت جبل ثعيلب في استقبال سكانها وحالياً توجد أكثر من ثلاثين عائلة تقطن في المنطقة، وتتوفر لهم كل الخدمات، وفي منطقة المارينا تم تشييد أبراج سكنية وحاليا في طور أعمال التشطيبات النهائية، وأعتقد أنه سيتم تسليمها خلال الربع الأول من هذا العام ، وهناك مناطق سكنية أخرى مثل الواجهة البحرية والتي تضم برجين أحدها يملكه مستثمر خليجي قام ببيع كل الوحدات السكنية في البرج بأسعار ممتازة، والبرج الثاني في طور الإنشاء ومالكه لم يحدد حتى الآن أسعار الوحدات السكنية أو إيجارها.
* كيف ترى انتقال بعض الوزارات والهيئات الحكومية إلى مدينة لوسيل؟
- بالفعل انتقلت مؤخراً إدارات وزارة الاقتصاد وهيئة السياحة وشركة "كتارا" للضيافة بشكل تدريجي، ومؤخراً بدأت الوزارة وهيئة السياحة في استقبال المراجعين، واعتبر هذه الخطوة جيدة ونحن سعداء بهذا الانتقال الذي يحث الناس للقدوم إلى مدينة لوسيل، ويقال إن هناك بعض الجهات الحكومية التي ستفتتح مقارها قريبا خلال الفترة القادمة.
المشاريع القادمة
* ما هي طبيعة حزم الأعمال القادمة التي ستطرحها شركة لوسيل؟
- بدأنا منذ شهرين تقريباً في التمهيد لهذه الأعمال الجديدة بندوة دعونا إليها الاستشاريين والمقاولين، لنعطيهم فكرة عن الأعمال التي سيتم طرحها خلال الفترة القادمة، وكل المشاريع المزمع تنفيذها سواء الشارع التجاري أو الواجهة التجارية لمنطقة سيف لوسيل، وكذلك الفلل والواجهة التجارية لجزر قطيفان، وفي بعض المناطق الأخرى، ونعمل حاليا في مرحلة التصاميم، إلا أن منطقة سيف لوسيل يتم الانتهاء من مرحلة التصميم الخاصة بها، وفي شهر ديسمبر الماضي تم طرح مشروع تنفيذ الأعمال التمهيدية مثل الحفر وخلافه، ويصل الإجمالي العام لقيمة حزم أعمال هذه المناطق من أعمال تمهيدية وإنشاءات حوالي سبعة مليارات ريال، لمناطق سيف لوسيل والشارع التجاري والواجهة التجارية وجزر قطيفان الفلل وقطع الأراضي.
* منذ فترة دعوتم المطورين والمستثمرين في مدينة لوسيل لمأدبة غداء لبحث المعوقات التي تواجههم في المدينة ومحاولة تذليلها. ما هي أهم هذه المعوقات؟
- بالفعل التقينا بالمستثمرين وسمعنا المعوقات التي تواجههم، ولكن بشكل عام نستقبل ونستمع لملاحظات المستثمرين في كل وقت وليس فقط في مأدبة الغداء، وفي كل وقت يلجأ إلينا المستثمرون والمطورون فأبواب الشركة مفتوحة للجميع، وكثير من الأحيان نذهب نحن إليهم في موقع العمل ونستمع ونحدد مشاكلهم، وفيما يتعلق بتأخر أعمال البنية التحتية فربما كان هناك في فترة من الفترات بعض التأخير ولكن حاليا تجاوزنا كل ذلك وتم الانتهاء بالكامل من مد شبكة المرافق الأساسية، وقد تبدل الوضع حاليا ليصبح أننا نحن من نطلب ونلح على المستثمرين عدم التأخير في تنفيذ مشاريعهم وسرعة إنجازها في مواقيتها المحددة، أما من حيث أن هناك تغيير في التصاميم، فأؤكد لك أنه لم يحدث تغيير في تصاميم المشاريع لأن كل مستثمر له الحق في إعداد التصميم الذي يراه مناسبا له، ولا نحدد نماذج معينة نجبر عليها المستثمر، فكما ترى في المدينة كل برج مختلف عن الآخر، لكن فقط نلزم المستثمر بالالتزام بـ "روح المنطقة" فكل منطقة لها طابعها المميز، ولا ينبغي للمستثمر أن يشذ عنه، بالإضافة إلى الاشتراطات البيئية مثل التقيد بمنظومة "جي ساس" لتقييم الاستدامة، وغيرها من الاشتراطات العامة التي يلتزم بها جميع المستثمرين، كما أن المستثمرين في منطقة الإجارة تم السماح لهم - بالاتفاق مع شركة الإجارة – بتقديم نماذجهم الخاصة، وأيضاً منحهم النماذج المعدة مسبقاً مجاناً، وقد أعجب كثير من المستثمرين بالنماذج السابقة وبدأوا في البناء.
أراضي الإجارة
* على ذكر قطع أراضي الإجارة، ماذا تم فيها ولماذا تأخر بناء كثير من القطع حتى الآن؟
- في الوقت الحالي يتم بناء 13 قطعة أرض بعد دمج بعض قطع الأراضي، ونتواصل حاليا مع المستثمرين للبدء في أعمال البناء وتذكيرهم ببنود العقود المبرمة معهم، لاسيما وأن العقد ينص على عدم تسليم سند الملكية إلا بعد الانتهاء من أعمال البناء، وبهذه الطريقة نلزم المستثمر بالبناء في الوقت المحدد، وفي حال أي تأخير في عمليات التنفيذ يتم تطبيق بنود العقد التي تتعامل مع هذه الحالات، ولك أن تعلم أن هناك رغبة كبيرة في شراء مسكن أو قطعة أرض في لوسيل، فإذا تعثر المستثمر أو لم يكن عنده رغبة في استكمال تشييد مسكنه يمكنه بيع أرضه أو مسكنه لشخص آخر، وفي كل الأحوال تقوم شركة لوسيل بتذكير المستثمرين بكتب مباشرة وبالإعلان في الصحف بالجداول التنفيذية ومواعيد التسليم.
اتهام
* هناك اتهام بأن مدينة لوسيل ساهمت في رفع أسعار الفلل وقطع الأراضي في قطر. فما ردك؟
- هذه الاتهامات جاءت بعد بدء بيع فلل جزر قطيفان التي توجهت لفئة معينة من المستثمرين، نظراً لأن الفلل عددها محدود وفي منطقة محددة ومصممة بشكل مختلف والتشطيبات مرتفعة الجودة، لكن بشكل عام في لوسيل نهدف إلى تلبية رغبات المستثمرين على اختلاف قدراتهم المالية، وقد ذكرنا حين تم طرح جزر قطيفان أنه سيتم أيضاً طرح وحدات سكنية للفئات الأخرى من الجمهور تتناسب مع احتياجاتهم وقدراتهم المالية في مناطق سيف لوسيل والشارع التجاري ومشاريع أخرى قادمة، وسيتم طرح وحدات سكنية جديدة من فلل وشقق خلال النصف الأول من العام القادم، في منطقة سيف لوسيل ويصل عددها التقريبي نحو مائة وحدة سكنية، وحاليا لا نزال في مرحلة التصاميم، ولم يتحدد بعد سعر المتر المربع ولكن ستكون بأسعار تنافسية، وقريبا سيتم تحديد أسعار هذه الوحدات.
* هل تلزمون مستثمري جزر قطيفان بالبناء في وقت محدد؟
- بالطبع يتم إلزامهم، وبشكل عام في مدينة لوسيل يتم إلزام المستثمر في العقود بالانتهاء من كافة أعمال البناء خلال 48 شهرا من تاريخ تسليمه الأرض، وهذا لمنع ما يسمى "الأراضي البيضاء" ، لذلك نشجع جمهور المستثمرين على الاستثمار في مجال العقارات بدلا من الاحتفاظ بالأراضي فقط وإعادة بيعها، والمدينة ترحب بالمستثمرين الجادين وتوفر لهم بيئة استثمارية مشجعة، ونأمل أن يكتمل بناء مدينة لوسيل في عام 2022 أو 2024 بشكل كامل ويعيش سكانها بشكل طبيعي.
* ما الجديد فيما يتعلق بالمدينة الترفيهية؟
- قيام مجموعة من المستثمرين القطريين بالشروع في بناء مشروع "بلاس فاندوم" وتم الإعلان عنها، وتتضمن مركزا تجاريا ضخما يعد أحد أكبر المولات في قطر، وكذلك أربعة أبراج، ومنطقة ترفيهية ضخمة مغلقة، بالإضافة إلى مجموعة من المطاعم. وبالنسبة لمعدلات التنفيذ فإنها تسير بوتيرة جيدة ومن المقرر الانتهاء من تنفيذ المدينة بحلول العام 2017 .
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}

تحليل التعليقات: