"شمس دبي" تُرسي أبعاداً جديدة لمشهد الطاقة في دبي الطاقة المتجددة في قائمة أولويات معرضي "ويتيكس" و" دبي للطاقة الشمسية"

نشر رائد الفضاء البريطاني "تيم بيك" مؤخراً صورة لإمارة دبي تُظهرها مضاءة حتى حدودها البحرية التي تنتهي بجزيرة النخلة، حيث علّق "بيك" عبر حسابه الرسمي على "تويتر" بالقول: "ها هي دبي خلال ساعات الليل – يمكنك دائماً التعرف عليها بسهولة".

وسوف تبدو هذه الصورة أكثر اشراقاً مع مبادرة "شمس دبي"، المبادرة الطموحة التي أطلقتها هيئة كهرباء ومياه دبي لربط المنازل والمباني بالطاقة الشمسية، وتشجيع أصحاب المباني على تركيب ألواح كهروضوئية وإنتاج الكهرباء، ليتم ربطها بشبكة الهيئة، حيث ترمي المبادرة إلى تشجيع استخدام الطاقة المتجددة وزيادة حصتها في مزيج الطاقة.

وستكون مبادرة "شمس دبي" حاضرة في معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة (ويتيكس 2016) الذي تنظمه هيئة كهرباء ومياه دبي على مدار ثلاثة أيام بين 4 و6 أكتوبر القادم في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، بمشاركة إقليمية وعالمية واسعة. ويتزامن هذا المعرض مع "معرض دبي للطاقة الشمسية" في دورته الأولى، الذي يعتبر منصة عالمية متخصصة في قطاع الطاقة الشمسية لعرض أحدث حلول وتوجهات تقنيات الطاقة الشمسية. والمعرضان يسلطان الضوء على أحدث الابتكارات في قطاع الطاقة الشمسية، وأكبر المشروعات في هذا القطاع على مستوى المنطقة، بالإضافة إلى توفيرهما فرصة فريدة لبناء الشراكات مع القطاعين الحكومي والخاص في سبيل تطوير حلول مبتكرة.

يشهد التوجه نحو استخدام  الألواح الكهروضوئية لإنتاج الطاقة الكهربائية تزايداً ملحوظاً في جميع أنحاء العالم. وبعد نجاح هذا التوجه على نطاق المشروعات الصناعية الضخمة، تم تجهيز نماذج تناسب الاستخدام الفردي في البيوت وعلى أسطح المنازل. وأصبح من الشائع حالياً إنتاج الوحدات السكنية والتجارية للطاقة باستخدام الألواح الكهروضوئية، وتحويل الفائض إلى شبكة الكهرباء.

تستخدم أنظمة الطاقة الكهروضوئية الخلايا الكهروضوئية لتحويل أشعة الشمس إلى طاقة كهربائية. وتُصنع هذه الخلايا من أشباه الموصلات، وهي تُستخدم لتجميع الوحدات الكهروضوئية (المكونات المستخدمة في الأنظمة الكهروضوئية). وهناك مجموعة من العوامل التي تحدد مدى الاستفادة الممكنة من الألواح الشمسية، بما في ذلك اتجاه سطح المبنى، ومستوى الظل، والسطح، وكذلك نوع وحجم المعدات المستخدمة.

وتعتمد الدول عموماً على مصادر الطاقة المتجددة بحسب موقعها الجغرافي، وتعد تقنيات الطاقة الشمسية من مصادر الطاقة المفضلة في منطقة الشرق الأوسط، بسبب ما تنعم به هذه المنطقة من موقع جغرافي مميز حول الحزام الشمسي، الذي يستقبل كمية وفيرة من الأشعة الشمسية. وقد شرعت دولة الإمارات العربية المتحدة، بتوجيهات القيادة الرشيدة، في الاستعداد مبكراً لوداع آخر قطرة نفط من خلال الاستثمار في مشروعات إنتاجح الطاقة باستخدام تقنيات الطاقة الشمسية المختلفة. ولذا فإن هيئة كهرباء ومياه دبي تحرص على تشجيع البحث والتطوير في مجال الطاقة الشمسية لتعزيز أمن الطاقة واستدامتها.

وفي هذا السياق، قال سعادة / سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: "إننا نعمل على تنويع مزيج الطاقة في دبي وزيادة حصة الطاقة النظيفة فيه، تماشياً مع توجيهات سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتنفيذاً لاستراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030، لتنويع وتطوير مصادر الطاقة، وتأمين مصادر طاقة مستدامة ومتجددة، وبيئة صحية بما يتوافق مع رؤية الإمارات 2021 وخطة دبي 2021. ونحن ندرك أهمية الطاقة المتجددة والمستدامة في الحفاظ على البيئة، واستدامة مواردنا الطبيعية، وخلق مستقبل أفضل للجميع. وقد أطلقت الهيئة مبادرة (شمس دبي) ضمن جهودها لدعم مبادرة (دبي الذكية)، التي تهدف إلى أن تكون دبي المدينة الأذكى والأكثر سعادة في العالم."

وأضاف سعادته: "نستثمر في هيئة كهرباء ومياه دبي بقوة في الابتكار في مجالات تقنيات الطاقة المتجددة والنظيفة، مستنيرين بمقولة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله: )إن كل درهم يتم استثماره في تنمية مصادر الطاقة النظيفة هو درهم يستثمر في نفس الوقت لحماية البيئة للأجيال القادمة(. ومبادرة "شمس دبي" هي جزء رئيس من استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، التي تهدف إلى تحويل الإمارة إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، وزيادة نسبة الطاقة النظيفة في دبي لتصل إلى 75% بحلول 2050."

وأوضح الطاير: "تعد الطاقة الشمسية أحد أشكال الطاقة المتجددة النظيفة والآمنة وغير المحدودة، وهي لا تسبب أي انبعاثات كربونية، ما يجعلها صحية وصديقة للبيئة. وتقلل هذه الطاقة اعتمادنا على مصادر الطاقة التقليدية غير المتجددة مثل الغاز، والبترول، والفحم."

وأكدت هيئة كهرباء ومياه دبي سهولة تركيب أنظمة الطاقة الشمسية في المنازل والمباني ضمن مبادرة "شمس دبي". وتبدأ أولى الخطوات باستعانة المتعامل بأحد الاستشاريين أو المقاولين المعتمدين لدى الهيئة لتركيب أفضل نظام ملائم للطاقة الشمسية. وبعد حصول الاستشاري أو المقاول على الموافقات اللازمة من الهيئة، يبدأ تنفيذ الأعمال الفنية للموقع، ويقدم إخطاراً لهيئة كهرباء ومياه دبي لإجراء الفحص الفني للموقع، وتركيب العداد، وإتمام عملية الربط مع شبكة الهيئة. وعقب ذلك، يستطيع المستهلك استخدام نظام الطاقة الشمسية في منزله.

وتعمل الهيئة على اعتماد الاستشاريين والمقاولين لضمان تركيب الأنظمة الشمسية وفق أعلى المستويات. ولهؤلاء الاستشاريين أو المقاولين رخص تجارية صادرة عن دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، وهم أيضاً حاصلون على شهادة خبير في مجال الطاقة الشمسية صادرة عن الهيئة بشأن التوصيلات الكهربائية في الإمارة. كما أنهم من ذوي الخبرة في مجال الإشراف على تصميم وتنفيذ الأعمال الكهربائية وفقاً للأنظمة واللوائح الخاصة بهيئة كهرباء ومياه دبي. وعليهم أيضاً حضور الدورات التدريبية التي تنظمها الهيئة لتعريفهم بالمتطلبات الفنية ومعايير السلامة. وتعكس هذه الخطوات الصارمة جهود الهيئة لضمان تصميم وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية بتقنية الألواح الكهروضوئية في المباني وفق أعلى مستويات الجودة وأرقى المعايير العالمية.