مسؤولون: الحرارة سبب تراجع إنتاج المزارع العضوية 80%

أكد عدد من مسؤولي المزارع العضوية، أهمية استغلال الموسم الصيفي، الذي يشهد تراجعاً في الإنتاج بنسبة 80%، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، من أجل إعادة تجديد التربة وتهيئتها للموسم الزراعي المقبل، من خلال التعقيم الشمسي للبيوت المحمية، والقضاء على جميع الكائنات والفيروسات الضارة في التربية، التي من شأنها أن تؤثر سلباً على جذور النباتات.

وقالوا، إن إعادة تجديد التربة هو سلوك سنوي متكرر، يهدف أيضاً إلى الاستعداد للدورة الزراعية المقبلة، والتي تبدأ في شهر أغسطس، وتشمل تشتيل البذور، على أن يتم نقلها في سبتمبر إلى البيوت المحمية، لتبدأ عملية الإنتاج المحلي لاحقاً.

أوضح المهندس عبدالحفيظ موسى، مدير المشاريع في مزارع الشويب للإنتاج العضوي، أنه نظراً لتراجع الإنتاج طوال فترة الموسم الصيفي، فإن المزارع العضوية بالدولة عادة تلجأ إلى استغلال الوضع الراهن وإعادة تجديد التربة والبيوت المحمية، من خلال التعقيم الشمسي، استعداداً لبدء الموسم الزراعي المقبل، والذي يبدأ مرحلة تشتيل البذور منتصف الشهر المقبل، ومن ثم نقل الأشتال إلى البيوت المحمية في شهر سبتمبر.

وقال إن تطبيق الدورة الزراعية يعتبر سلوكاً معتاداً سنوياً، خاصة في ظل تراجع الإنتاج المحلي لارتفاع درجات الحرارة، الأمر الذي يعود على السوق بالانتعاش، نتيجة زيادة حجم الاستيراد من بلدان المصدر لأصناف الخضر والفواكه المختلفة، إلاّ أنه ومنذ منتصف سبتمبر تبدأ المزارع العضوية والمحلية بتغطية احتياجات السوق بنسبة 40%، فيما تصل التغطية إلى 100% في ذروة الإنتاج المحلي خلال شهر ديسمبر.

وتابع أن منافذ البيع والتعاونيات التي يتم التعاقد معها لتزويدها بالمنتج العضوي المحلي، تلجأ إلى الاستيراد طوال فترة الصيف، لسد العجز لديها من الأصناف، خاصة الرئيسية.

خطط توسعية

من جهته، قال المهندس سمير الكاشف، مدير مجموعة اكساليبر للزراعة العضوية، إنه من الواجب إعادة تجديد التربة خلال فترة الموسم الصيفي، بهدف تعقيمها من الحشرات والديدان والكائنات الضارة، وعلى رأسها «النيماتودا»، حيث لا تقتصر فوائد مكافحتها على تلك الفوائد الواضحة المباشرة في زيادة المحصول وتحسين نوعيته، بل تمتد لتشمل بعض الفوائد الأخرى المهمة غير المباشرة، التي قد لا تكون واضحة أو يمكن قياسها بسهولة، مثل مكافحة الفطريات والبكتيريا والفيروسات التي تظهر فقط مع وجود النيماتودا في التربة، كما تؤدي مكافحة النيماتودا إلى إنتاج مجموع جذري سليم وكبير، وبالتالي كفاءة عالية للجذور في امتصاص الماء والعناصر المعدنية من التربة وهذا من شأنه توفير كميات كبيرة من مياه الري والأسمدة.

وأضاف أنه بالرغم من تراجع الإنتاج المحلي لحوالي 80%، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، إلاّ أن أغلبية المزارع لجأت إلى زراعة منتجات تتناسب مع الظروف الحالية، منها الباذنجان والملوخية والفلفل والشمندر والخيار، في ظل تزايد الطلب على المنتجات العضوية.

وأوضح أن تراجع الإنتاج المحلي سيبدأ بالانحسار نهاية سبتمبر المقبل، يصاحبه انتعاش للسوق المحلي، مع محافظة الاستيراد على مكانته، خاصة أن هناك مستهلكين محددين لكل منتج سواء كان محلياً أو مستورداً، لافتاً إلى أن الحصة السوقية للمزارع العضوية لا تتأثر بارتفاع درجات الحرارة صيفاً وزيادة الاعتماد على الاستيراد، لوجود طلب دائم واستقرار في الأسعار.

وأشار إلى خطط مستقبلية ستلجأ أغلبية المزارع العضوية إليها، لتفادي النقص في الكميات المنتجة، تتمثل في زيادة المساحات المزروعة والأصناف بحسب تلاؤمها مع كل موسم، فضلاً عن الاعتماد على الأساليب الحديثة، التي توفر منتجات بجودة عالية تفوق المستوردة من الدول الأوروبية.

ويجد المورّدون الموسم الصيفي فرصة مناسبة لهم، للتعويض عن الخسائر التي لحقت جراء الاعتماد على المنتجات المحلية، حيث قال سعدي أحمد، مورد رئيسي للخضر في سوق العوير، إن الموسم الصيفي يعتبر فترة مناسبة لتعويض الخسائر التي لحقت بالتجار في الموسم الشتوي، لتوافر منتجات المزارع المحلية، والتي عليها إقبال لافت من شريحة كبيرة من المستهلكين، موضحاً أن وتيرة استيراد مختلف أصناف الخضر والفواكه ارتفعت بنسبة 70% من دول الأردن ومصر وتركيا وإيران والسعودية، إلا أن ارتفاع أسعار بعض المنتجات مثل الطماطم، يجعل هامش الربح محدوداً للمستوردين، كما أن عملية البحث عن بدائل تعتبر مكلفة.

وأضاف أنه ومن خلال قراءة واقع السوق، فقد تبين أن المستهلك يبحث عن المنتج المحلي بغض النظر عن سعره، لثقته التامة به، الأمر الذي يجعلنا كتجار نبحث عن مصادر عالية الجودة، ترضي متطلبات المستهلكين.