سحب قصة من مدرسة خاصة بدبي لمخالفة مضمونها العادات والتقاليد

سحبت «هيئة المعرفة» قصة لرياض الأطفال من إحدى المدارس الخاصة في دبي لمخالفة مضمونها لتعاليم الدين والعادات والتقاليد السائدة بالإمارات.

وألزمت الهيئة المدارس الخاصة بدبي بإجراء عمليات متابعة دورية ودقيقة لمحتوى جميع الكتب المدرسية للتأكد من توافق محتواها مع المعايير المعتمدة.

تأتي تلك الإجراءات عقب زيارة قامت بها لإحدى المدارس الخاصة في دبي التي تطبق المنهاج البريطاني والحاصلة على تقييم جيد جداً، إثر شكوى تقدمت بها والدة الطفلة فرح (تدرس الطفلة بالمرحلة التأسيسية الثانية من رياض الأطفال)، تشكو فيها ما أسمته «المضمون الغريب» المتضمن بالقصة والذي يعرض لثقافات وقيم اجتماعية ودينية مخالفة. وتعود القصة إلى جلب الطفلة فرح معها إلى المنزل كتاباً صغيراً، خلال نشاط المكتبة كحصة أسبوعية بالجدول الدراسي، والذي يركّز على اختلاف الأجناس والخلفيات لجميع العائلات.

وقد حازت الصفحات الأولى من الكتاب بما حوته من رسائل إيجابية حول التعايش وتقبل الآخر، إعجاب والدة فرح التي اعتادت قراءة الكتب على مسامع طفلتها قبل النوم، لكنها توقفت طويلاً، عند إحدى صفحات الكتاب، قبل أن تنطق بأي كلمة.

حيث بدأ المضمون يعرف الطلبة بصيغة «هل تعلم»، أن بعض الأطفال ليس بالضرورة أن يكون لهما أم وأب وحيدان، لأن الفتاة «زوي» لديها والدان ذكور، و«توماس» لديه والدتان بدلاً من واحدة.

وللخروج من هذا الموقف المحرج، ارتجلت الأم وشرحت لطفلتها أن بعض أفراد الأسرة مثل العم والخالة والعمة والخال يمكن أن يكونوا أيضاً من أفراد العائلة الواحدة، وأن يقدموا المساعدة عند الحاجة ويهتموا بالأطفال كالأم والأب تماماً.

وخلصت والدة فرح إلى أن مضمون الصفحة، قد يكون بالنسبة لدار النشر، الصادر عنها الكتاب، أمراً طبيعياً إلا أنه بقراءة صفحتي الملاحظات الموجّهة للأهالي في نهاية الكتاب، أن بنائية الكتاب قائمة أساساً على فكرة واضحة وصريحة هي كيف يمكن تقبل العائلات التي أسماها الكتاب «غير تقليدية» ودعوة الأطفال إلى تقبل أقرانهم من عائلات مختلطة أو بالتبني!

من جانبها، أكدت هيئة المعرفة والتنمية البشرية أنه تمّ اتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان التزام المدارس الخاصة بهذا الخصوص. وشددت على ضرورة التزام أي مدرسة خاصة بدبي بإجراء عمليات متابعة دورية ودقيقة لمحتوى الكتب سواء كانت دراسية أو في مكتبة المدرسة ومصادر التعلّم.

وقال محمد أحمد درويش المدير التنفيذي لقطاع التصاريح والالتزام في الهيئة: «تلتزم المدارس الخاصة في دبي بضمان عمليات مراجعة دورية لمحتوى الكتب الدراسية للتأكد من توافق المحتوى مع المعايير المعتمدة من الهيئة في هذا الصدد، وذلك وفقاً للتشريعات النافذة والإجراءات التي وضعتها الهيئة للتأكد من التزام المدارس بها».