قطع الكهرباء عن منافذ بيع المواد الغذائية يهدد صحة المستهلكين

أكدت بلدية رأس الخيمة، تكثيف رقابتها الميدانية على المنشآت التي تعرض السلع والمنتجات المختلفة التي تتطلب حفظها وفق درجات حرارة مناسبة تجنباً لتعرضها إلى التلف والإضرار بصحة المستهلك لعدم ملاءمتها للاستهلاك الآدمي، مشيرة إلى أنها، ومع حلول فصل الصيف، تسعى إلى تكثيف حملاتها الميدانية المنفذة من قبل المفتشين للتواجد على مختلف الفترات في كافة المنشآت التي تعرض المنتجات أمام المستهلك ومنها البقالات ومحلات السوبرماركت والجمعيات ومنافذ البيع الكبيرة والصغيرة فضلاً عن المطاعم والمطابخ المتنوعة، وذلك لدعوتها للتقيد التام بمختلف القوانين واشتراطات الصحة العامة.

جاء ذلك على خلفية مطالبة أفراد الجمهور بتكثيف الرقابة على المنشآت الغذائية وخاصة البقالات الصغيرة حفاظاً على الصحة والسلامة العامة.

رصد المخالفات

«الاتحاد» رصدت خلال جولتها في أسواق ومنافذ البيع المنتشرة آراء واقتراحات المستهلكين حول هذه الظاهرة الصحية التي تتطلب جهوداً مكثفة تقدم من قبل الجهات المعنية في الرقابة إلى جانب أصحاب المنشآت والمنافذ.

وقال المستهلك محمد المعمري، إنه مع بدء فترة الصيف والارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة التي تصل إلى 50 درجة مئوية في بعض المناطق، يتطلب تكثيف الرقابة الميدانية على مختلف المنشآت التي تقدم السلع الغذائية للجمهور المستهلك سواء كانت في منافذ البيع الصغيرة أم الكبيرة، بهدف ضمان تقديم السلع بجودة عالية وخالية تماماً من مسببات التلف أو الفساد.

ولفت إلى أن هذه الفترة من العام تشهد عادة مخالفات صحية يرصدها الجمهور المستهلك والجهات المعنية تتمثل في عدم ملاءمة درجات الحرارة المتواجدة داخل المنشآت بالتحديد المتواجدة في البرادات لحفظ السلع والمنتجات بداخلها والتي تعرضها بجانب ارتفاع درجة حرارة المنشأة إلى التلف، حيث إن الدافع وراء ذلك قد يكون لسبب مادي يتمثل في تجنب ارتفاع فاتورة الكهرباء الخاصة بالمنشأة خلال فترة الصيف أو لجهل البعض بمدى خطورة هذا التصرف وضرره الكبير على صحة وسلامة المستهلك.

وقال المستهلك مجدي محمد، إن بعض المنشآت تسعى إلى التوفير من قيمة الفاتورة الاستهلاكية للكهرباء عبر قطع التيار عن البرادات والثلاجات التي يكمن دورها في الحفاظ على جودة وسلامة المنتجات الطازجة وتحديداً منها منتجات الألبان كافة والدواجن واللحوم وغيرها، وذلك عبر القيام بقطع التيار عنها بعد إغلاق المنشأة وإعادة فتحها في صباح اليوم التالي.

وذكر أن هذا التصرف خطير جداً نظراً إلى ما قد تتعرض له تلك المنتجات من تلوث وتلف وفساد، قد لا يكتشفه المستهلك في حال توجهه إلى شرائه، وهذا السلوك يتوجب التصدي له والحد منه بتوجيه أشد العقوبات بحق المنشآت التي تتهاون بصحة المستهلك في سبيل تقليل قيمة فاتورة الكهرباء.

وأشار إلى أنه تعرض إلى أحد المواقف والتي تمثلت في شرائه البيض، ليكتشف تعرضه إلى التلف جراء سوء التخزين، وفي حين توجه إلى تقديم ملاحظة لمنفذ البيع، ليكون الرد أن منتجات البيض ليس بالضرورة وضعها في البرادات وذلك لسرعة تصريفها وشرائها من قبل المستهلكين.

البقالات الصغيرة

وشددت عفراء الشحي على أهمية التركيز على البقالات الصغيرة المنتشرة في المناطق السكنية، والتي قد تعتقد أنها بعيدة كليّاً عن أعين الرقابة الميدانية المكثفة، مشيرة إلى تجاهل البعض اشتراطات السلامة العامة الواجب أن تتوافر للحفاظ على المنتجات والسلع من خطر التلف والفساد، مؤكدة أن المستهلك هو العين الرقابية على تلك المنشآت والذي يعمل على رصد تلك الظواهر والمخالفات لنقلها إلى الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة في ذلك.

وذكرت منى محمد، أن هناك شريحة كبيرة من المستهلكين على غير دراية تامة بمدى صلاحية المنتجات منهم كبار السن الذين يتجهون إلى التسوق وتوفير احتياجاتهم من المستلزمات الغذائية المتنوعة، وذلك بشكل يومي، الأمر الذي يتطلب تكثيف الجهود الرقابية لمواجهة هذه المخالفات الصحية المرتكبة خلال فترة الصيف. واقترحت إطلاق البرامج التوعوية التي توجه من قبل الجهات المعنية للرفع من مستوى الثقافة الصحية بين أصحاب المنشآت، وذلك بالأمور المتعلقة باشتراطات الواجب أن تتوافر في تلك المنشآت التي قد يضر الإخلال بأحد منها إلى عواقب وخيمة تضر بصحة الفرد المستهلك وقد تعرضه إلى خطر الإصابة بالأمراض الناجمة عن فساد وتلوث المنتجات التي قد يصعب على البعض التحقق من عدم صلاحيتها للاستهلاك.

التزام بالاشتراطات

من جهتهم، أكد أصحاب بقالات ومحلات سوبرماركت التزامهم التام بالاشتراطات الصحية الصادرة من قبل الجهات المعنية والتي تدعو على الدوام أصحاب المنشآت للالتزام التام بها، ومنها المتعلقة بالمخالفات التي قد تظهر خلال فترة الصيف والمتمثلة بقيام البعض بقطع التيار الكهربائي عن السلع والمنتجات المختلفة التي يتم وضعها في البرادات والثلاجات وذلك للحفاظ على سلامتها وتجنب تعرضها إلى التلف.

وقال أسلم، العامل داخل أحد البقالات، إنه مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة يتعين على المنشآت الحفاظ على درجات حرارة البرادات والثلاجات التي تحفظ بعض المنتجات والأطعمة وخاصة منها الطازجة من الألبان والدواجن وغيرها، وذلك لمنع تعرضها إلى التلف في ظل ارتفاع درجات الحرارة صيفاً.
 

وأكد أن المنشأة ملتزمة بالحرارة المطلوبة لمختلف المنتجات والسلع الموجودة داخل تلك البرادات والثلاجات بهدف حفظها وفق درجات حرارة تضمن سلامة وجودة تلك السلع، بالإضافة إلى تجنب الإخلال بها، ذاكراً أن الجهات المعنية حريصة على تشديد الرقابة الميدانية على مختلف المنشآت من البقالات والجمعيات للتحقق من التزامها باشتراطات السلامة العامة.

إجراءات مشددة

وذكر العامل محمد، أن الحملات الميدانية الرقابية المنفذة من قبل الجهات الاقتصادية والبلدية تنفذ للتحقق من مختلف الاشتراطات الواجب أن تتقيد بها المنشآت العاملة، ومنها المتعلقة بالمخالفات التي تظهر على السطح خلال فترة الصيف، وهي توجه البعض إلى قطع التيار الكهربائي عن البرادات التي تحفظ الأطعمة والمنتجات الطازجة القابلة إلى التلف أو إيجادها وفق درجات حرارة غير ملائمة وبالتالي الإضرار بصحة المستهلكين.

وذكر أن الإجراءات مشددة بحق غير الملتزم من المنشآت وذلك لما لهذه المخالفة من ضرر كبير على صحة المستهلكين، إلى جانب تجنب النظم المشددة الصادرة من قبل الجهات المعنية بحق المنشآت غير الملتزمة عن طريق تحرير المخالفات والإنذارات وغيرها من الإجراءات والعقوبات بحسب النظم والقوانين وحجم المخالفة المرصودة من قبل المفتشين.

حملات ميدانية

من جهتها، أكدت دائرة بلدية رأس الخيمة، إحكام رقابتها على كافة المنشآت من البقالات والسوبرماركت والمطاعم والمطابخ وغيرها التي تعمل على عرض الأطعمة والمنتجات والسلع التي تحتاج إلى درجات حرارة معينة لحفظ تلك السلع من خطر التعرض إلى التلف، أو توجه البعض إلى قطع التيار الكهربائي عن المنتجات المختلفة خلال فترة الليل التي تتزامن مع انتهاء ساعات العمل في المنشأة والعمل على إعادة تشغيله في صباح اليوم التالي.

وقالت شيماء الطنيجي مدير إدارة الصحة العامة في دائرة بلدية رأس الخيمة، إن الإدارة تحرص على تكثيف رقابتها الميدانية على مختلف المنشآت ومنها تلك التي تعرض السلع والمنتجات المختلفة التي تتطلب حفظها وفق درجات حرارة مناسبة وذلك لتجنب تعرضها إلى التلف والإضرار بصحة المستهلك لعدم ملاءمتها للاستهلاك الآدمي.

وذكرت أن الإدارة ومع حلول فصل الصيف تسعى إلى تكثيف حملاتها الميدانية المنفذة من قبل المفتشين العاملين لديها للتواجد على مختلف الفترات في كافة المنشآت التي تعرض المنتجات أمام المستهلك ومنها البقالات والسوبرماركت والجمعيات ومنافذ البيع الكبيرة والصغيرة فضلاً عن المطاعم والمطابخ المتنوعة، وذلك لدعوتها للتقيد التام بمختلف القوانين واشتراطات الصحة العامة.

وأشارت إلى أن الإدارة تركز مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، من مدى تقيد تلك المنشآت بالحرارة المناسبة لحفظ المنتجات الغذائية المختلفة في إطار السعي نحو تقديم أفضل المنتجات والسلع في مختلف أسواق رأس الخيمة والحفاظ على صحة وسلامة المستهلك.

غرامات ومخالفات

وذكرت أنه مع حلول فترة الصيف تكمل الإدارة استعدادها لبدء إطلاق حملاتها الميدانية على تلك المنشآت، حيث إن بعض المخالفات التي يتم رصدها في السابق تتمثل في قطع التيار الكهربائي أو عدم الالتزام بدرجات الحرارة المناسبة لحفظ تلك المنتجات، وبالتالي الإضرار بجودة المنتجات المستهلكة من قبل الجمهور.
وأكدت أن البلدية توقع عدة غرامات ومخالفات بهدف دعوة المنشآت المخالفة لتجنب تكرار هذه المخالفات التي يمكن أن تضاعف في حال رصدها لاحقاً سواء عن طريق المفتشين أو الجمهور المستهلك.

وأشارت إلى أن الدائرة ستسعى إلى تكثيف ومواصلة حملاتها الرقابية الموجهة إلى تلك المنشآت بهدف إحكام الرقابة الميدانية عليها، ولدعوتها للالتزام التام بمختلف الاشتراطات وتجنب الإضرار بصحة المستهلكين، داعية الأفراد إلى التواصل المباشر مع البلدية في حال اكتشافهم أي مخالفات في تلك المنشآت تقع ضمن نطاق اختصاص الدائرة بهدف إرسال المفتشين والتحقق من صحتها لاتخاذ الإجراءات اللازمة في ذلك.

أضرار صحية

أوضح الدكتور أمير حمدي، طبيب عام، الأضرار الصحية لتناول الأطعمة التي تعرضت إلى سوء تخزين والمحفوظة بطريقة غير سليمة، والتي ينتج عنها تكاثر للأنواع المختلفة من البكتيريا، مشيراً إلى أن كل نوع من البكتيريا يتسبب في مشكلة صحية تضر بصحة الفرد المستهلك.

وذكر أنه مع بدء فصل الصيف والارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة لابد من الحرص على نوعية الأطعمة التي يتم تناولها والاستعانة بها من قبل مختلف منافذ البيع، وذلك من خلال التحقق من سلامتها للاستهلاك الآدمي، وذلك لتجنب الأضرار الصحية الناجمة عنها.