الرئيس التنفيذي علي المري : 279 دائرة طبقت سياسات كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية

قال الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي ل«كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية»: «إن الكلية أصدرت أكثر من 300 دراسة معمقة قائمة على البحوث الميدانية في السياسات العامة إقليمياً ومحلياً؛ حيث تم نشرها في حوالي 75 دولة من بينها 22 دولة عربية».

وأشار إلى أن مركز الأبحاث بالكلية، أنجز منذ تأسيسه عام 2006 ما لا يقل عن 184 دراسة تتعلق بسياسات محلية على مستوى مدن وأقاليم عدة، مؤكداً أنه تم تطبيق العديد من تلك السياسات في 279 دائرة حكومية؛ حيث غطت هذه الدراسات مقابلات مع أكثر من 2000 مسؤول حكومي رفيع.

وكشف خلال حواره مع «الخليج»، عن أن الكلية ضخت حوالي 15 مليون درهم للإنفاق على البحث العلمي، وأن المشاريع البحثية التي تجريها الكلية تبنى على شراكات معرفية مع 80 مؤسسة محلية ودولية؛ لتوسيع أثر الأبحاث عبر توظيف البيانات؛ من خلال العمل الحكومي؛ وتقديم استشارات لصنّاع السياسات الحكومية.. وتالياً نص الحوار:

* متى تم إنشاء قسم البحوث والاستشارات ل«كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية»؟ وما الهدف الرئيسي من إنشائه؟
- تأسس القسم عام 2006 كأول الأقسام الرئيسية للكلية لهدفين رئيسيين؛ الأول العمل كمركز بحثي متخصص في المجالات المتعددة المتعلقة بالسياسات العامة، وجودة العمل الحكومي على المستويين الإقليمي والمحلي، خاصة عبر إنتاج بحوث السياسات، وتقديم الاستشارات والتوصيات لصنّاع السياسات العامة في القطاعات الحكومية المتعددة، والثاني إقامة بنية تحتية معرفية للأقسام الرئيسية الأخرى للكلية، كقسم الشؤون الأكاديمية، والتدريب التنفيذي، بما في ذلك تقديم المحتوى المحلي لشهادات الماجستير الأكاديمية المتخصصة والدورات التدريبية القيادية.

مركز عالمي

- ما طبيعة قسم البحوث والاستشارات؟ وما نطاق عمله؟
- تمكن القسم من تعزيز مكانته كمركز إقليمي وعالمي لإنتاج الأبحاث والدراسات الحكومية المبنية على أسس علمية، وخبرات طويلة في مجال العمل والتخطيط الحكومي. ولمزيد من الفاعلية، توجه تلك الأبحاث والدراسات إلى صنّاع القرار في محاور عدة متخصصة.

ويعمل القسم عبر 7 محاور وينتج العديد من الأبحاث العلمية؛ مثل: المطبوعات التي تحتوي على بحوث السياسات وموجز السياسات والتقارير التحليلية المعمقة ودراسات الحالة، إضافة إلى الكتب والدوريات المتخصصة في القيادة الفكرية في القطاع الحكومي.

* ما المحاور السبعة التي تعملون عليها تحديداً؟
- يمثل المحور الأول «مستقبل الحكومات والابتكار في العمل الحكومي»، ويركز المحور الريادي، الذي تأسس كمجال للدراسة في الكلية منذ عام 2006، على التحول الرقمي، والحكومة الذكية، والمدن الذكية، ورصد وتحليل، وإيجاد الحلول حول تأثير التحولات الرقمية على المجتمع والحكومة، كأثر الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، والثورة الصناعية الرابعة على العمل الحكومي.

أما المحور الثاني يركز على «السياسات الاجتماعية»، وهو قطاع مهم للعديد من الموضوعات المطروحة للبحث العلمي؛ مثل: دراسات النوع الاجتماعي، والسياسات العامة المجتمعية التي تؤثر في الأسرة، والتناغم المجتمعي.

أما المحور الثالث فيتمثل في «السياسات التعليمية» التي تعمل على أكثر من مستوى كالتعليم الأساسي، والتعليم العالي، ونظام تعليم «العلوم والتقنية والهندسة والفنون والرياضيات»، كما يتضمن المحور كذلك دراسات التناغم بين الجنسين في التعليم داخل الدولة وخارجها، وقياس مدى تأثرهم بالسياسات التعليمية الحكومية.

ويركز المحور الرابع على «السياسات الصحية»، والتي تركز على دراسات في مجال الصحة العامة، والصحة النفسية، وتأثير السياسات الصحية في المجتمع، والفجوات التي يمكن أن تخلقها، في حين يركز المحور الخامس على «سياسات الاستدامة» والسعادة والرفاه وجودة الحياة.

أما المحور السادس فهو «الريادة في القطاع الحكومي» ويرصد تأثير الريادة على القطاع الحكومي والحوكمة وإيجاد أساليب متطورة للقيادة تؤدي إلى أثر إيجابي في السياسات الحكومية.

ويركز المحور السابع على «السياسات الاقتصادية»، وهو محور بالغ الأهمية في عصرنا الحالي؛ حيث تشهد السياسات الاقتصادية تنوعاً كبيراً، إلى جانب عمليات التحول الاقتصادي الكبيرة التي يشهدها العالم، والتحول إلى اقتصاد المعرفة بعيداً عن الأنظمة الاقتصادية التقليدية القائمة على الإنتاج واستغلال الموارد الطبيعية.

نوعان من الباحثين

* ما طبيعة الباحثين العاملين داخل قسم البحوث والاستشارات في الكلية؟

- نمتلك مجموعة متميزة من الباحثين، الذين ينقسمون إلى نوعين، باحثين مقيمين وباحثين غير مقيمين.

الباحثون المقيمون هم دائمون ومتخصصون في مجالاتهم، ويعملون خبراء واستشاريين وفق درجات وظيفية. أما بالنسبة للباحثين غير المقيمين، فهم أيضاً خبراء محليون أو عالميون في مجالات إدارية وحكومية متنوعة، وتبرز جهودهم في أنشطة المركز؛ من خلال مشاريع معينة وفي قطاعات محددة من الأبحاث، وبلغ عدد الباحثين الرئيسيين المشاركين في الأبحاث التي أنتجتها الكلية عبر 15 عاماً ما لا يقل عن 100 باحث خبير من مختلف التخصصات في مجالات السياسات العامة.

أبرز الإنجازات

*ما أبرز إنجازات قسم البحوث والاستشارات خلال السنوات الماضية؟

- نشر قسم البحوث والدراسات أكثر من 300 دراسة معمقة قائمة على بحوث ميدانية في معظم المجالات المتعلقة بالسياسات العامة إقليمياً ومحلياً، بما في ذلك مقارنات معيارية دولية وتحليلات لسياسات عامة ودراسات حالة وتقارير سياسات معمقة. وقد شملت هذه البحوث دراسات تتعلق بالعمل الحكومي على مستوى الدول في حوالي 75 دولة حول العالم بينها 22 دولة عربية، إضافة إلى 184 دراسة تتعلق بسياسات محلية على مستوى مدن وأقاليم، كما تم تطبيق العديد من السياسات العامة فيما لا يقل عن 279 دائرة حكومية، وغطت هذه الدراسات الميدانية مقابلات مع ما يزيد على 2000 مسؤول حكومي رفيع، إضافة إلى استبيانات ميدانية بتغطية شاسعة لما لا يقل عن ربع مليون مواطن ومتعامل مع الجهات الحكومية المتعددة.

علماً أن المشاريع البحثية التي تجريها الكلية تبنى في كثير من الحالات على شراكات معرفية؛ لتوسيع أثر هذه الأبحاث بما في ذلك مع جهات حكومية وشركات خاصة ومؤسسات أكاديمية أومنظمات دولية، وقد شملت الأبحاث المذكورة ما لا يقل عن 80 شراكة معرفية سواء على المستوى المحلي أو العالمي، وضخت ما يقدر بحوالي 15 مليون درهم كالإنفاق على البحث العلمي في الكلية.

تأثير إيجابي

*ما مدى التعاون بين القطاعين البحثي والأكاديمي في الكلية؟

- جزء من استراتيجية قسم البحوث والاستشارات هو التأثير الإيجابي ورفع جودة التعليم داخل الكلية. ويتم ذلك من خلال إنتاج الأبحاث التي تستخدم كمواد ضمن المناهج التعليمية. فأبحاث المركز على خلاف الدراسات النظرية، تحمل خبرات ورؤية واقعية للمتغيرات والتحديات التي تواجه الجهات الحكومية في الدولة والمنطقة، وتقدم تصورات وحلولاً عملية، وهو ما يرفد القطاع الأكاديمي بأدوات وعلوم ورؤى لها دور كبير في تأهيل الطلاب والدارسين في الكلية.

هناك باحثون لدينا يشاركون أبحاثهم مع الطلاب كجزء من المحاضرات المستضافة؛ حيث يقدمون نتائج الأبحاث بين أيدي الطلاب، إضافة إلى مساعدة الطلاب من خلال الإشراف على بحوثهم ضمن نطاق دراستهم، ويستخدم طلاب الكلية بعض أبحاثنا كمراجع لأبحاثهم ودراساتهم وأطروحاتهم.

ويتيح قسم البحوث إمكانية إصدار البحوث المميزة لطلاب الكلية في سلسلة «مشاريع تحليل السياسات» بعد تحكيمها من قبل باحثين متخصصين والطاقم التدريسي في الكلية.

كما أن توثيقنا لما يحدث في القطاع الحكومي كدراسات حالة، يتم تدريسها في البرامج التعليمية داخل الكلية وفي عدة جامعات وكليات متخصصة بالسياسات العامة حول العالم.

وتوجد برامج تعاون بين الباحثين في المركز، والأساتذة الأكاديميين في الكلية؛ لإنتاج أبحاث مشتركة.