«مواصفات»: 34 مشروعاً لترشيد الاستهلاك

تعمل هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس «مواصفات» حالياً على إطلاق نحو 34 مشروعاً جديداً، لترشيد استهلاك الطاقة حتى العام 2026، منها 7 مشروعات للعام الجاري تشمل: المركبات ذاتية القيادة، والدراجات الكهربائية، والـ«سكوترات»، وكفاءة الطاقة للمصاعد الكهربائية، ومصابيح الإنارة في الشوارع، والمكانس الكهربائية، وتحديث لائحة الثلاجات والمجمدات، مع حزمة جديدة من المشروعات للعام 2021، أبرزها: لائحة محطات الطاقة الذكية، ولائحة يورو 5 لوقود المركبات، ولائحة المحركات الكهربائية، وسخانات المياه الفورية، فضلاً عن تحديث لوائح الإنارة العامة، وسخانات المياه التخزينية، بحسب عبد الله عبد القادر المعيني، مدير عام الهيئة.

وقال المعيني: «إن المرحلة المقبلة التي تستمر من 2022 حتى 2026 ستكون فارقة في مسيرة ملف ترشيد استهلاك الطاقة، ضمن استشراف وطني فعال، حيث ستتضمن توسيع التعاون مع شركاء الهيئة من خلال استكشاف احتياجات الجهات الحكومية الأخرى في قطاعي الأنظمة واللوائح الفنية وتقييم المطابقة في استهلاك الطاقة الكهربائية والمياه».

أنظمة وطنية

وأضاف المعيني: طورت الهيئة خطتها للأعوام من  2022 إلى 2026 لتتضمن في العام 2022 لوائح وأنظمة وطنية تتعلق بالشاشات الإلكترونية، وعدادات الكهرباء والمياه الذكية، وتحديث لائحة أجهزة التلفاز، ومواصفة المركبات الهجينة، وملصقات كفاءة استهلاك الوقود، فيما ستتابع في العام 2023، استحداث لائحة لمحولات الكهرباء، وأخرى لوحدات التهوية، ولائحة يورو 6 للوقود، وتحديث لوائح الغسالات «المجففات»، وغسالات الصحون.

وتخطط الهيئة في العام 2024، لإصدار لائحة لمصادر الطاقة الخارجية، وتحديث لائحتي مكيفات هواء الغرف، والمكيفات التجارية، ويتبع ذلك في العام 2025، تطوير لائحة للثلاجات التجارية، وتحديث لوائح الثلاجات «المجمدات المنزلية»، ولائحة إنارة الشوارع، ويتبعها في العام 2026، استحداث لوائح تتعلق بمعدات المكتب، وتحديث لوائح المكانس الكهربائية، ومنتجات الإضاءة العامة، وسخانات المياه الكهربائية.

بداية القصة

وقال المعيني:«تدخل (مواصفات) العام 2021، بسجل حافل من المنجزات الوطنية في ملف ترشيد استهلاك الطاقة، بعد مسيرة حافلة استمرت لما يناهز 11 عاماً في الإعداد والتطبيق لهذا الملف الوطني الحيوي، بالتكامل والتعاون مع الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية ذات الصلة، حيث حققت الهيئة منجزات وطنية كبرى في تخفيض استهلاك الأجهزة للتيار الكهربائي، وضمان كفاءة استهلاك المياه، وتحقيق المستهدفات الوطنية لترشيد الاستهلاك».

واستعرض المعيني قصة رحلة الهيئة قائلاً: «بدأت المراحل الأولى في العام 2009 حتى العام 2011، حينما شرعت الهيئة في إجراء دراسات ومقارنات معيارية على المستوى العالمي لتبني أفضل الممارسات في ملف ترشيد الاستهلاك، وبدأ العمل الفني بصورة مستمرة من خلال عمل اللجان الفنية الوطنية، بالتعاون مع كبار المصنعين والمنتجين والجهات التشريعية الوطنية والخليجية والعالمية».

وأضاف: تعمل الهيئة ضمن رؤية واضحة في ملف الاستدامة ضمن 3 قطاعات، هي : قطاع المنتجات الاستهلاكية، وقطاع مواد البناء، وقطاع النقل والتنقل الذكي، فيما استهدفت الهيئة في ملف المنتجات الذي يعد الأكثر تأثيراً على الاستهلاك، بتصنيف الأجهزة بنظام النجوم، وحصول المنتجات على التصنيف الأعلى للنجوم «خمس نجوم»، الذي يضمن توفير الأجهزة لاستهلاك الطاقة، بدءاً من مكيفات الهواء وترقية الأجهزة إلى طرازات 4 و5 نجوم، وتم التنفيذ تدريجياً حتى خرجت الأجهزة نجمة ونجمتان من السوق فعلياً لتحل محلها أجهزة من طرازات 4 و5 نجوم تسهم في ترشيد الاستهلاك.

المرحلة الثانية

وتابع المعيني: «دخلنا المرحلة الثانية، بين العامين 2012 و2016، والتي شهدت تطبيقاً وطنياً على مستويات متعددة، بدءاً بمكيفات الهواء المنزلية، ثم الغسالات (مجففات الملابس)، والثلاجات والمجمدات المنزلية، ومنتجات الإضاءة العامة، مروراً بتحديث لائحة مكيفات هواء الغرف، والمكيفات التجارية، ولائحة المركبات الهجينة، والديزل - يورو 5، والبطاقات الخضراء لأدوات استهلاك المياه، واختتمنا هذه المرحلة بلوائح سخانات المياه الكهربائية، وغسالات الصحون، وملصقات كفاءة الوقود، ويورو 4، ولائحة الدهانات والورنيشات».

انطلاقة قوية

واعتبر المعيني، أن المرحلة الثالثة في العام 2017 شكلت انطلاقة أكثر قوة لبرنامج ترشيد استهلاك الطاقة على الصعيد الوطني، حيث قادت الهيئة الجهود التكاملية على المستوى الاتحادي من خلال لوائح كفاءة استهلاك الطاقة لمضخات المياه وأجهزة التلفاز، والمركبات الكهربائية، وصولاً إلى ملصقات كفاءة الطاقة للإطارات، تبعها تحديث لائحة الغسالات «المجففات»، وغسالات الصحون في العام 2018.

وفي العام 2019، حدثت هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس «مواصفات»، لائحتي مكيفات هواء الغرف، والمكيفات التجارية، واستحدثت لائحة المركبات العاملة بخلايا وقود الهيدروجين، والنظام الإماراتي للرقابة على منتجات الطاقة الشمسية، والذي تتميز به دولة الإمارات في محيطها الخليجي.

ترشيد المياه

وتابع المعيني: «حققت الهيئة نجاحات مميزة في ترشيد المياه، حيث بلغ حجم الترشيد في العام 2017 نحو 1119 مليون جالون من المياه، وفي العام 2018 بلغ 1920 مليون جالون، وخلال العام الماضي، بلغ حجم الترشيد 3846 مليون جالون»، مشيراً إلى أنها نتائج مباشرة للأنظمة واللوائح الفنية والمواصفات القياسية الإماراتية التي تم تطبيقها في هذا الملف الوطني.

توفير 8.6 جيجاوات كهرباء و6.9 مليون جالون مياه

حقق برنامج تصنيف النجوم للأجهزة الموفرة لاستهلاك الطاقة، خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وفورات في قطاع الكهرباء، بلغت 8.6 جيجاوات ساعة من الكهرباء، كما حقق وفورات في قطاع المياه بلغت 6.9 مليون جالون من المياه، بحسب عبد الله عبد القادر المعيني، مدير عام هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس «مواصفات».

وأكد أن الهيئة تسعى ضمن مستهدفات الأجندة الوطنية 2021، ومئوية الإمارات 2017، حيث يقع هدف تحقيق كفاءة وترشيد استهلاك الطاقة ضمن بؤرة اهتمام حكومة دولة الإمارات.

 وأعرب عن تفاؤله خلال الأعوام المقبلة بقدرة الإمارات على بلوغ مرتبة عالمية متقدمة في كفاءة ترشيد واستهلاك الطاقة، متوقعاً أن تصبح الإمارات أحد الرواد العالميين، ومركزاً لتصدير وإعادة تصدير المنتجات والتقنيات الخضراء، إضافة إلى الحفاظ على بيئة مستدامة تدعم نمواً اقتصادياً طويل المدى.