البدء في الأنموذج النهائي لـ «المستكشف راشد» منتصف ديسمبر

كشف الدكتور حمد المرزوقي مدير مشروع الإمارات لاستكشاف القمر عن أن منتصف ديسمبر المقبل سيشهد بدء تجميع واختبار النسخة النهائية للمركبة القمرية التي من المقرر أن تهبط على سطح القمر العام المقبل، موضحاً أن الموعد النهائي لتسليم النسخة النهائية للمركبة (الأنموذج النهائي للمستشكف راشد) إلى الشركة المعنية بمركبة الإطلاق ispace والتي ستنقل المركبة خلال شهر أبريل من العام المقبل.

وأوضح أنه سيتم البدء في تصنيع ودمج واختبار أنموذج الرحلة في منتصف شهر ديسمبر المقبل، فيما تم بالفعل الحصول على الكثير من مكونات الأنموذج الأولي، على أن يبدأ الفريق بعملية التكامل والاختبار التي ستستمر من نهاية مارس إلى منتصف أبريل، ثم يتم شحن المستكشف راشد للصعود إلى مركبة الإطلاق.

وبين المرزوقي أن الفترة الماضية شهدت إنجاز 3 نماذج تجريبية مختلفة تحاكي المستكشف راشد، حيث تم الانتهاء من إجراء العديد من الاختبارات عليها للتأكد من جاهزية التصميم النهائي للمستكشف الذي سيتم وضع جميع الأجهزة عليه، مؤكداً أن فريق مشروع الإمارات لاستكشاف القمر انتهى من اختبارات الفراغ الحراري على الأنموذج الهندسي التأهيلي للمستكشف راشد.

وقال: يجري الاستعداد لبدء اختبارات الحركة على المستكشف، للتأكد من أداء الإطارات الخاصة بالمركبة، بينما تم الانتهاء من جميع الاختبارات العلمية الخاصة بالأجهزة التقنية وأدائها من حيث استقبال المعلومات وإرسالها، وصولاً للاختبارات الميكانيكية التي تستهدف دراسة أداء الهيكل ودقة تصميمه.

وأكد أنه تم اختبار جميع الأنظمة الفرعية للمستكشف في درجات حرارة متنوعة ومتفاوتة مشابهة لتلك الموجودة على القمر، والتي تتراوح بين درجة 120 سالب و100 درجة موجب، لافتاً إلى أن هذا التفاوت في درجات الحرارة يصعب على أي أجهزة حرارية للمركبات الفضائية التعامل معه، وبين أنه ولذلك يعملون من خلال الاختبارات المتكررة على توفير أجهزة حرارية في المستكشف راشد تكون محكمة ودقيقة للتعامل بكفاءة مع هذا الوضع الاستثنائي، فيما تم وضعه في غرفة تحاكي مختلف البيئات التي سيتواجد فيها للتأكد من كفاءته.

وأضاف: يعتبر المستكشف أول مشروع يهدف إلى تطوير تقنية روبوتات استكشاف أسطح الأجرام السماوية الأخرى، ومنها القمر، ولذلك يستهدف المشروع تطوير القدرات التكنولوجية لاستكشاف أجرام سماوية، وتوفير بيانات علمية مهمة للمجتمع الدولي العلمي لفهم طبيعة سطح القمر والأجرام الأخرى.

وذكر مدير مشروع الإمارات لاستكشاف القمر أن المستكشف يضم العديد من الأجهزة العلمية، منها كاميرات تستخدم للمرة الأولى على سطح القمر، وكذلك يتضمن كاميرا مجهرية مكروسكوبية تستخدم لدراسة تربة سطح القمر عن قرب، وكاميرا حرارية لدراسة البيئة الحرارية، إضافة إلى جهاز علمي لم يتم استخدامه من قبل على سطح القمر وهو «لاموير بروب» الذي سيستخدم في دراسة ظاهرة فيزيائية غريبة تحصل على سطح القمر، وهي «البلازما» التي تتكون عن طريق شحنات كهربائية، ومن ثم فإن هذا الجهاز يوفر بيانات علمية لفهم هذه الظاهرة، كذلك هناك تجارب أخرى لفهم طبيعة التصاق التربة بمواد مختلفة، والتي ستساعد على تطوير بدلات رواد الفضاء.

فلوريدا

قال حمد المرزوقي إنه سيتم الإطلاق من فلوريدا على متن الصاروخ (فالكون ناين) من شركة (اسبيس إكس) اليابانية، مؤكداً أن المستكشف راشد  يعد منصة مثالية لاختبار التقنيات والمعدات التي سيتم استخدامها مستقبلاً في بعثات استكشاف الفضاء الخارجي ومنها المريخ، حيث يتيح الهبوط على سطح القمر اختبار تعرض أجهزة الاستشعار وغيرها من التقنيات لبيئة الفضاء لفترات طويلة.