نبض أرقام
04:14 م
توقيت مكة المكرمة

2025/12/21
2025/12/20

سفير اليابان: قطر شريك إستراتيجي لليابان وعلاقاتنا تاريخية

2023/02/27 لوسيل

أكد سعادة السيد ساتوشي مايدا، سفير اليابان لدى الدولة أن العلاقات التاريخية بين قطر واليابان اتسمت دوما بالتناغم على أساس الاحترام المتبادل بين البلدين الصديقين، مشددا على أن دولة قطر تعتبر شريكا إستراتيجيا لليابان.


وقال خلال حوار مع وسائل الإعلام المحلية بمناسبة عيد ميلاد الإمبراطور، إن اليابان تسعى دائما إلى التعاون والعمل مع دولة قطر من أجل تحقيق الاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط والمجتمع الدولي عموما.. مضيفا: لقد دأبت دولة قطر على الدعوة إلى حل سلمي للصراعات من خلال الحوار وبذلت جهود وساطة عديدة من أجل تحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي، بما في ذلك في أفغانستان وإيران.


وأعرب سعادة السفير عن تقدير بلاده للجهود القطرية الرامية إلى الوساطة وتسوية المنازعات بطريقة تسهم في ترسيخ السلم والأمن الدوليين... وفيما يلي نص الحوار:

* ما هو جدول أعمال العلاقات اليابانية القطرية للعام الحالي وما بعده؟
- في البداية، أود أن أؤكد على أنه تاريخياً، اتسمت علاقات اليابان مع دولة قطر بالتناغم على أساس الاحترام المتبادل، وخاصة في مجال تجارة الغاز الطبيعي حيث كانت العلاقات الثنائية تزدهر بشكل خاص.


هنا أحب أن ألقي الضوء على حقيقة قد تكون غير معروفة على نطاق واسع لدى عامة المواطنين القطريين، وهي أن اليابان قد قدمت مساهمة كبيرة في إنشاء قطاع تصدير الغاز الطبيعي المسال في قطر في أواخر القرن العشرين.


واشتملت مساهمة اليابان على مشاركة الشركات الخاصة اليابانية في تسويق الغاز الطبيعي المسال القطري وكذلك دعم هندسي لإنتاج الغاز الطبيعي المسال في حقل الشمال وإبرام عقود ضخمة لمبيعات الغاز الطبيعي المسال وفي الواقع أصبحت اليابان أول مستورد للغاز الطبيعي المسال من قطر في عام 1997.


وغادرت أول شحنة للغاز الطبيعي المسال من قطر إلى خارج الدولة من راس لفان في عام 1996 ووصلت إلى كاواجوي باليابان في عام 1997 ومنذ ذلك الحين دأب البلدان على تعزيز العلاقات المربحة للطرفين في قطاع تجارة الغاز الطبيعي المسال في المقام الأول.

* ما هو تقييمكم للحوار الإستراتيجي بين البلدين؟
- نحن نؤمن بأنه من الممكن أن تكون دولة قطر شريكا إستراتيجيا وشاملا لليابان وكما تعلمون، فقد قام سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية في نهاية الشهر الماضي بزيارة اليابان لإجراء الحوار الإستراتيجي الثاني بين وزيري خارجية اليابان وقطر، مع وزير خارجية اليابان يوشيماسا هاياشي.


كما التقى برئيس الوزراء فوميو كيشيدا في طوكيو وهذا يشير إلى مدى أهمية قطر لليابان.


وتمحورت أبرز النقاط في الحوار الإستراتيجي الثاني حول عدة مناقشات بشأن مختلف مجالات التعاون الثنائي، بما في ذلك الطاقة والاستثمار والأمن واتفاق الإعفاء من التأشيرات. لكنني شخصياً كنت سعيدا بحضور المحادثات المباشرة والهادفة بين كبار القادة الدبلوماسيين حول القضايا الإقليمية الرئيسية في الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا.

* كيف ترى العلاقات بين اليابان وقطر بشأن القضايا الإقليمية والدولية؟

- تسعى اليابان إلى العمل مع قطر من أجل تحقيق استقرار وازدهار الشرق الأوسط والمجتمع الدولي.


واسمحوا لي أن أشرح بإيجاز موقف اليابان ومبادئها السياسية إزاء القضايا الإقليمية والدولية. أولا، إن تعزيز سيادة القانون هو أحد ركائز السياسة الخارجية لليابان. ثانيا، تعارض اليابان المحاولات أحادية الجانب لتغيير الوضع القائم بالقوة. ثالثا، تولي اليابان أهمية لتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية.


وعلاوة على ذلك، تدعم اليابان رؤية "منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة"، التي تغطي المنطقة الشاسعة من المحيط الهادئ والمحيط الهندي، بما في ذلك الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهدفنا الأسمى هو الحفاظ على الازدهار الحر والمفتوح في المنطقة وإقامته بمساهمة استباقية لتحقيق السلام.


وأقر بأن قطر دأبت على الدعوة إلى حل سلمي للصراعات من خلال الحوار وبذلت جهود وساطة عديدة من أجل تحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي، بما في ذلك في أفغانستان وإيران.


وتعرب اليابان عن تقديرها للجهود القطرية الرامية إلى الوساطة وتسوية المنازعات بطريقة تسهم في ترسيخ السلم والأمن الدوليين.

 

في الواقع، نوقشت جهود الوساطة الأخيرة في قطر بتعمق خلال الحوار الإستراتيجي الثاني الشهر الماضي، كانت المناقشة هادفة ومثيرة للاهتمام.

* ماذا بخصوص اهتمام اليابان بالمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بالبلدان الأقل نمواً؟
- يعد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبلدان الأقل نمواً أحد أهم المؤتمرات الدولية التي استضافتها قطر على الإطلاق، وأنا معجب بالجهود التي تبذلها دولة قطر لاستضافة مثل هذا الحدث الضخم بعد عدة أشهر فقط من انتهاء كأس العالم لكرة القدم قطر 2022.


وإنني مقتنع بأن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبلدان الأقل نمواً سيكون مثالاً رائعاً آخر على قدرة قطر على استضافة أحداث بالغة الأهمية على الصعيد الدولي ويمثل المؤتمر فرصة عظيمة لليابان لتبادل خبراتنا القيمة في مجال المساعدة الإنمائية.


وكانت اليابان أكبر مانح في العالم في الماضي وساعدت في التنمية الاقتصادية في شرق وجنوب شرق آسيا من خلال تطوير البنية التحتية المختلفة والمساعدة التقنية إلى حد كبير وتولي اليابان أيضا أهمية كبيرة لتنمية البلدان الأفريقية من خلال عقد مؤتمر طوكيو الدولي المعني بالتنمية الأفريقية لمدة 8 مرات.


وقد التزمت اليابان بتقديم مساعدتها الإنمائية الرسمية لأقل البلدان نموا، ولا سيما في مجالات التعليم والصحة والمياه والأمن الغذائي.

* كيف ترون العلاقات الاقتصادية بين قطر واليابان؟
- العلاقات الاقتصادية بين اليابان وقطر تتمتع بالقوة، حيث جاءت اليابان في المركز الرابع كأكبر مستورد في العالم من دولة قطر العام الماضي، وبلغ حجم الصادرات إلى قطر في عام 2022 حوالي 1.23 مليار دولار أمريكي، ارتفاعًا من 0.76 مليار دولار أمريكي في عام 2021، أما الواردات من قطر في عام 2022 فقد بلغت حوالي 13.05 مليار دولار أمريكي، ارتفاعًا من حوالي 9.57 مليار دولار أمريكي في عام 2021.


كما يوجد 34 شركة يابانية في قطر، وبلغ حجم تصدير السيارات اليابانية إلى قطر في عام 2022 نحو 21825 سيارة، في زيادة منذ عام 2020.


كما أبدت الشركات اليابانية مزيدا من الاهتمام بمعالجة مياه الصرف الصحي وتوليد الطاقة من النفايات.

* هل لك أن تطلعنا على التعاون في مجال الغاز الطبيعي المسال؟
- كانت قطر مُورَدًا موثوقًا ومهمًا للغاز الطبيعي المسال لليابان لأكثر من 25 عامًا، منذ أن استوردت اليابان أول شحنة تصدير قطري للغاز الطبيعي المسال إلى الخارج في عام 1997.


في نهاية عام 2021 تم إنهاء عقد الغاز الطبيعي المسال واسع النطاق بين اليابان وقطر دون تجديد.


وتهدف اليابان إلى مواصلة تعاونها في مجال الغاز الطبيعي المسال مع دولة قطر وتوسيع تعاوننا في مجالات الطاقة الجديدة، مثل الأمونيا الزرقاء والهيدروجين، والمنتجات الثانوية لمعالجة الغاز الطبيعي.

* كم عدد أفراد الجالية اليابانية في قطر؟
- هناك حوالي 550 مقيمًا يابانيًا في قطر اعتبارًا من فبراير 2023 ويشارك المقيمون اليابانيون في قطاعات مختلفة على سبيل المثال، في قطاع الأعمال، يعمل بعضهم بشكل أساسي في الشركات الخاصة اليابانية ذات الصلة بالطاقة والخطوط الجوية القطرية وفي قطاع التعليم هناك بعض المعلمين اليابانيين في المدرسة اليابانية في الدوحة والطلاب في جامعة قطر.

* كيف كانت مشاركة المشجعين اليابانيين خلال وبعد كأس العالم؟
- كانت بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 فرصة جيدة لمعرفة المزيد ليس فقط عن قطر ولكن أيضًا عن الشرق الأوسط ككل وعلى أساس تقديري زار 6000 مواطن ياباني دولة قطر، من اليابان والدول المجاورة خلال كأس العالم. وأعتقد أن المشجعين اليابانيين استمتعوا تمامًا برؤية الملاعب المصممة بشكل جميل في الدوحة، وخاصة المباريات التي تمكن المنتخب الياباني فيها من هزيمة منتخبي اثنين من أبطال كأس العالم السابقين. أنا متأكد من أن معظم المشجعين اليابانيين غادروا الدوحة بذكريات جيدة عن كأس العالم وعن دولة قطر.

* ماذا بخصوص اتفاقية الإعفاء من التأشيرة بين البلدين؟
- يسرني كثيرا أن اتفاق الإعفاء من التأشيرة قد أُبرم أخيرا خلال الحوار الإستراتيجي، في أعقاب الجهود الهائلة التي بذلتها لمدة طويلة كل من السلطات اليابانية والقطرية على حد سواء.


ونص الاتفاق على الاعتماد على نظام التسجيل-المسبق لجوازات السفر. ومع ذلك، فمن المتوقع أن يساهم في تبسيط الإجراءات الحالية ويلغى رسوم التقديم للمواطنين القطريين الراغبين في السفر إلى اليابان.


ولم تعلن السلطات اليابانية رسميًا بعد التاريخ المحدد لدخول الاتفاقية حيز التنفيذ. ومع ذلك، فقد نما إلى علمنا أن وزارة الخارجية القطرية أعلنت أن الاتفاقية ستدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل 2023.


وهذا العام، نشهد بالفعل إقبالاً كبيراً وعددأ متزايداً من طلبات التأشيرة في سفارتنا. وفي هذا الصدد، سيكون للاتفاق أثر إيجابي كبير للغاية على أعداد المواطنين القطريين المسافرين إلى اليابان، آخذين في الاعتبار الأثر الإيجابي ايضاً لتخفيف تدابير الاحترازية الخاصة ب كوفيد- 19.

* كيف كانت تجربة كأس العالم لكرة القدم 2022؟
- في البداية أود أن أعرب عن تهانينا الحارة لدولة قطر على النجاح الكبير لكأس العالم لكرة القدم 2022.


ولقد فاقت كأس العالم هذه، أو كما يحب البعض أن يطلق عليها «كأس العالم الأول من نوعه»، كل التوقعات حيث كانت هذه أول بطولة لكأس العالم في الشرق الأوسط، وأول بطولة تضم فرقًا من جميع القارات في دور الـ 16.

* هل هناك خطط لفتح حرم جامعي ياباني في قطر؟
- أعي أن المدينة التعليمية بقطر تنعم بوجود جامعات مشهورة عالميًا، لذا أعتقد أنه سيكون من الرائع أن تتمكن جامعة يابانية رفيعة المستوى من إنشاء فرع لها في المنطقة أيضًا.


وهناك بالفعل تعاون أكاديمي نشط بين اليابان وقطر، مثل التعاون بين جامعة قطر وجامعة واسيدا، وتبادل الطلاب بين جامعة قطر وبعض الجامعات اليابانية. آمل أن يستمر تعزيز التعاون الأكاديمي الحالي ويؤدي في النهاية إلى افتتاح فرع جامعة يابانة في قطر في المستقبل.

* هل تشارك اليابان في جهود الإنقاذ في تركيا وسوريا؟
- بالنسبة لتركيا، أرسلت الحكومة اليابانية ما مجموعه 41 عضوًا من فريق خبراء الإغاثة في حالات الكوارث والفريق الطبي الياباني وقدمت سلع الإغاثة (البطانيات ومراتب للنوم والمولدات الكهربائية) للأشخاص المتضررين اعتبارًا من 21 فبراير 2023.


وبالنسبة لسوريا، قدمت الحكومة اليابانية سلع الإغاثة (البطانيات ومراتب وأكياس النوم والمولدات الكهربائية) للمتضررين اعتبارًا من 21 فبراير 2023. وقررت أيضا تقديم مساعدة إضافية من خلال الصندوق السوري الائتماني لجهود الإعمار.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.