تي جي إل .. دوري جديد يعيد تقديم رياضة الجولف للشباب في عصر الترفيه

اشتُهرت رياضة الجولف دائماً بأنها لعبة للأثرياء والنخبة، ولطالما استقطبت فئة محددة من الجمهور لا تكترث لطول المباريات التي قد تستغرق أياماً.

لكن في عصر الرقمنة، وغلبة الطابع الترفيهي على الرياضات بالآونة الأخيرة، برز على الساحة دوري جديد يُدعى "تي جي إل" يستهدف استقطاب فئات مختلفة من الجماهير الشباب وصغار السن، وتقديم رياضة الجولف في شكل مفعم بالمؤثرات البصرية، وأكثر ملاءمة للبث التلفزيوني.

كان بطء مباريات الجولف مصدر قلق مستمر لمحبي اللعبة خشية خسارة الأجيال القادمة، سواء على صعيد اللاعبين أو الجمهور، لصالح سبل الترفيه والرياضات الأخرى الأسرع والأكثر متعة.

لذا كان دوري "تي جي إل" الذي أسسه لاعبو الجولف السابقون "تايجر وودز" و"روي ماكلروي" وانطلقت أولى مبارياته في السابع من يناير الجاري؛ بمثابة بوابة جديدة لتقديم الرياضة التقليدية في صورة جماهيرية تعتمد على التكنولوجيا وتقنيات الواقع المختلط لفئة جديدة من الشباب.

للاطلاع على المزيد من المواضيع الرياضية

طريقة اللعب

تُقام مباريات دوري "تي جي إل" داخل استادات أو صالات مغطاة مزودة بشاشة كبيرة على أحد طرفيها تستخدم لعرض المؤثرات البصرية لمحاكاة اللعبة التقليدية، وتكون أرضية الملعب مغطاة بعُشب طبيعي ومزودة بحُفرة واحدة.

وعلى عكس مباريات الجولف التقليدية غير محددة المدة، تستغرق مباريات "تي جي إل" ساعتين فقط وتنقسم إلى شوطين، ويتنافس خلالها فريقان يضم كل منهما 4 لاعبين.

يتنافس الفريقان في جولة أولى ثلاثية تضم 9 حُفر، وجولة ثانية فردية من 6 حُفر، وتبدأ المباراة بضرب الكرة من منطقة الإطلاق على الملعب العُشبي الحقيقي صوب شاشة المحاكاة، وتعرض مسار الكرة والحفرة والمشهد المحيط كأنه ملعب جولف تقليدي.

تنقسم منطقة الإطلاق إلى 3 مساحات متساوية، إحداها تحتوي على عُشب مستوٍ، والأخرى تحتوي على عشب خشن، والثالثة رملية حسب مكان سقوط الكرة في شاشة المحاكاة.

يمكن تدوير أرضية الملعب أو إمالتها أو عمل منحنيات بها بالقرب من الحفرة الحقيقية، بفضل تزويدها بمُحركات خاصة لهذا الغرض تحت سطحها كي تُحاكي ملاعب الجولف التقليدية.

وبعد ضرب الكرة، يوجد جزء خلفي في الملعب يتم تعديله بواسطة المحركات كي يشبه مكان سقوطها، ومن ثم يعيد اللاعب التسديد على الحفرة كما في المباريات العادية.

تجربة أول مباراة وتفاصيل الملعب

حضر "آندرو هيل" الكاتب في صحيفة "فاينانشيال تايمز" أول مباراة في دوري "تي جي إل" التي أقيمت على ملعب خاص في مركز "سوفي - SoFi" الرياضي المُخصص للعبة الجديدة بولاية فلوريدا، على بعد دقائق قليلة من منتجع "مار إيه لاجو".

كتب "هيل" مقالاً حول تجربة حضور المباراة، وقال إنها اتسمت بالصخب، وغلب عليها التكنولوجيا والطابع الترفيهي، والمؤثرات البصرية والصوتية، ومزاح المُعلقين، ما جعلها أكثر ملاءمة للبث التلفزيوني.

وقال إن المؤثرات البصرية تضمنت تسديد الكرات عبر حمم بركانية منصهرة، تتدفق من بركان نشط في مزيج بين ما وصفه بـ "السحر الرقمي"، وبساطة اللعب التقليدي بواسطة المضرب والكرة والتسديد في حفرة حقيقية.

بلغت مساحة الملعب حوالي 97 ياردة في 50 ياردة (88.7 متر في 45.7 متر) أي ما يقارب مساحة ملعب كرة قدم، في حين تعادل المساحة العشبية الخضراء 4 ملاعب كرة سلة.

وأُقيم مركز "سوفي" الرياضي على مساحة حوالي 250 ألف قدم مربعة (23.22 ألف متر مربع) ويتسع لاستضافة 1500 شخص، ما يجعله قادراً على استيعاب عدد كبير من الجماهير كأي رياضة أخرى.

قال "ماكس هوما" لاعب الجولف الأمريكي المحترف في لقاء مع بودكاست "نو لاينج أب" بعد أول مباراة في الدوري الجديد، إن مباريات "تي جي إل" تشبه إلى حد كبير رياضة الجولف التقليدية من حيث لعب بعض الكرات، ثم التوقف لفاصل إعلاني، وهي مبنية على نفس أُسس البطولات الكلاسيكية، ويُعد ذلك جزءًا من جاذبيتها للجماهير.

المصادر: فاينانشيال تايمز – سي إن إن – تي جي إل جولف