المكاتب العائلية تغتنم الفرص الاستثمارية في قطاع النفط مع تباطؤ الصفقات الكبرى
منصات تنقيب عن النفط
المكاتب العائلية تدخل بقوة سوق النفط والغاز في ظل تراجع عمليات الاندماج والاستحواذ
يشهد قطاع النفط والغاز في الولايات المتحدة تحولًا لافتًا في خارطة المستثمرين، حيث بدأت مكاتب العائلات الثرية الدخول بقوة إلى السوق، مستفيدة من تراجع شهية رؤوس الأموال المؤسسية وسط تقلبات الأسعار والركود في نشاط صفقات الاستحواذ. وبحسب تقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز، فإن هذه العائلات ترى في القطاع فرصة لتحقيق عوائد طويلة الأجل وتنويع محافظها بعيدًا عن الأصول التقليدية. وقال براد نيلسون، المدير التنفيذي في بنك الاستثمار “ستيفنز”: “هذه العائلات تسعى للاستثمار في الأماكن التي تنسحب منها المؤسسات المالية الكبرى، وما نشهده الآن هو بداية دخولها بشكل جاد وليس مجرد موجة مؤقتة”.
ويأتي هذا التوجه في ظل تراجع قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ في قطاع التنقيب والإنتاج، حيث انخفضت من ذروتها البالغة 192 مليار دولار في 2023 إلى 105 مليارات في 2024، مع تسجيل 17 مليار دولار فقط في الربع الأول من 2025، نصفها جاء من صفقتين كبيرتين فقط.
من جهته، أشار بيلي كوين، الشريك الإداري في شركة Pearl Energy Investments، إلى أن شركات الاستثمار الخاصة بدأت تستعيد زخمها، مضيفًا: “رأس المال بدأ يعود تدريجيًا، ومعظم مستثمرينا لا يقلقون من التقلبات طالما نحقق العائد المطلوب”. ويواكب هذا التحول أيضًا توجهًا نحو أصول الغاز الطبيعي بدلًا من النفط، خصوصًا في مناطق مثل حوض هاينسفيل، الذي يلقى اهتمامًا متزايدًا بسبب قربه من منشآت تصدير الغاز المسال على خليج المكسيك، خاصة في في ظل طفرة الطلب على الغاز الناتجة عن توسّع مراكز البيانات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
تغريدات ترامب تجبر شركة تداول للمنتجات النفطية على تعديل ساعات عمل موظفيها
حذرت شركة ترافجورا، المتخصصة في تجارة النفط والغاز والسلع العالمية، من استمرار “الاضطرابات” في سوق النفط والغاز خلال النصف الثاني من العام، متأثرة بعدم اليقين الجيوسياسي، وارتفاع الرسوم الجمركية، والضغوط التضخمية. ورداً على تقلبات السوق المتسارعة، تفكر الشركة بشكل جدي في تغيير ساعات عمل متداوليها في مقرها بسويسرا لتبدأ من الثانية ظهرًا وحتى منتصف الليل، لمواكبة تأثيرات المشاركات المتكررة للرئيس دونالد ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي. رغم هذه التحديات، سجلت الشركة أرباحًا صافية بقيمة 1.5 مليار دولار في النصف الأول من 2025، مع توزيع أرباح كبيرة على موظفيها، لكن توقعاتها لبقية العام أقل تفاؤلاً بسبب تقلبات الأسعار والسياسات التجارية. وأكدت ترافجورا أن الاضطرابات الحالية في السوق لا تشبه تقلبات العرض والطلب التقليدية، إذ تتأثر بشكل كبير بالقرارات السياسية، مما يصعّب على المتداولين توقع فرص التداول الفعلية. في الوقت نفسه، يشير اقتصادي الشركة إلى بيئة متقلبة بسبب ارتفاع الرسوم الجمركية، وضغوط التضخم، وضعف ثقة المستهلكين، وهو ما يقلل من الطلب القوي على النفط والغاز. وتعاني ترافجورا من تداعيات سابقة تشمل فضيحة فساد وخسائر مالية كبيرة مرتبطة بعملياتها في منغوليا، مع تغييرات قيادية مستمرة ودفع تعويضات كبيرة للتنفيذيين المغادرين.
تراجع استثمارات النفط عالمياً في 2025 لأول مرة منذ عقد
توقعت وكالة الطاقة الدولية أن تنخفض الاستثمارات العالمية في قطاع النفط بنسبة 6% خلال عام 2025، في أول تراجع من نوعه منذ عقد، باستثناء عام الجائحة. وأرجعت الوكالة هذا الانخفاض إلى الضبابية الاقتصادية، وتوقعات تراجع الطلب، وانخفاض الأسعار، إلى جانب الهبوط الكبير في الإنفاق على النفط الصخري الأميركي. وأشارت تقديرات أولية إلى أن إجمالي الاستثمارات في قطاعي النفط والغاز سيبلغ نحو 570 مليار دولار، بانخفاض 4% عن التوقعات السابقة، على أن يُخصص 40% منها لإبطاء تراجع الإنتاج في الحقول الحالية. في المقابل، يُتوقع أن يتراجع الاستثمار في المصافي إلى أدنى مستوى خلال 10 سنوات عند 30 مليار دولار. أما الاستثمارات في الغاز الطبيعي فستبقى مستقرة، بينما يشهد قطاع الغاز المُسال نمواً قوياً، مع استعداد مشاريع جديدة في الولايات المتحدة وقطر وكندا وغيرها لبدء الإنتاج. ووفقاً للتقرير، من المتوقع أن تسجل سوق الغاز المُسال بين عامي 2026 و2028 أكبر زيادة في قدرتها الإنتاجية على الإطلاق.
أميركا تعتزم رفض تصدير شحنات إيثان إلى الصين وسط توتر تجاري متصاعد
تلقت شركة “إنتربرايز برودكتس بارتنرز” الأميركية إشعاراً من وزارة التجارة يفيد بعزم الولايات المتحدة رفض تراخيص تصدير ثلاث شحنات من غاز “الإيثان” إلى الصين، في خطوة تعكس تشديد الرقابة الأمنية على الصادرات إلى بكين في ظل التوترات التجارية المتزايدة. وحسب تقرير لوكالة بلومبرغ، تشمل الشحنات نحو 2.2 مليون برميل من الإيثان، وهو مكون رئيسي في صناعة البلاستيك. وتملك الشركة 20 يوماً للرد على الإشعار الصادر عن “مكتب الصناعة والأمن” التابع للوزارة. وتزامن هذا الإجراء مع تعليمات لوكالات أميركية بضرورة حصول بعض الشركات على تراخيص لتصدير “الإيثان” إلى الصين، ما أدى إلى انتظار ناقلات الغاز قرب محطات التصدير على ساحل خليج المكسيك. وأعربت السلطات الأميركية عن مخاوف من استخدام الإيثان في إطار استراتيجية “الاندماج المدني-العسكري” التي تتبعها الصين. من جهتها، أعلنت شركة “إنرجي ترانسفر” أنها تلقت إشعاراً مشابهاً، وتعتزم التقدم بطلب للحصول على ترخيص طارئ لاستمرار التصدير.
الصين توافق تخفف قيود تصدير المعادن الندرة لأمريكا
وافقت الصين على منح تراخيص تصدير مؤقتة لبعض موردي المعادن النادرة الذين يزودون شركات صناعة السيارات الأميركية الكبرى، مثل “جنرال موتورز”، “فورد”، و”ستيلانتيس”. بعض هذه التراخيص تمتد لستة أشهر على الأقل، في ظل استمرار القيود الصينية المفروضة منذ أبريل، والتي أثارت توترات تجارية مع الولايات المتحدة.يُنظر إلى هذه المعادن على أنها حيوية لصناعات السيارات والطيران والدفاع، والصين هي المورد الرئيسي لها عالميًا. ورغم الخطوة الإيجابية، لم توضح الصين بعد أنواع المعادن المشمولة. في سياق متصل، اتفق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس الصيني شي جين بينغ على تكثيف المحادثات التجارية، خاصة فيما يتعلق بمغناطيسات المعادن النادرة، في محاولة لحلحلة الأزمة المتصاعدة بين البلدين.
الجزائر تعمل على رفع ملكية الاجانب في قطاع المعادن الاستراتيجية إلى 80%
تستعد الجزائر لإحداث تحول كبير في قطاع التعدين من خلال رفع سقف الملكية الأجنبية إلى 80% في مشاريع التعدين، مقارنة بالسقف الحالي البالغ 49%. يأتي هذا ضمن مساعي الدولة لجذب الاستثمارات الأجنبية وتنويع اقتصادها بعيدًا عن الاعتماد المفرط على عائدات المحروقات. ويهدف القانون الجديد أيضًا إلى تبسيط إجراءات منح التراخيص وتسهيل عمليات الاستكشاف والاستغلال عبر إصدار تراخيص مشتركة. ويُنتظر أن يحفّز هذا التوجه تطوير صناعات تعدينية وطنية ذات قيمة مضافة، ويقلل من الواردات المكلفة مثل الفولاذ والرخام.
كما تعمل الجزائر على زيادة إنتاجها من المعادن الاستراتيجية مثل الفوسفات، خام الحديد، والليثيوم. وقد أعلنت عن استثمار بقيمة 1.5 مليار دولار لاستغلال منطقتي بلاد الحبة وجبال العنق، مع تخصيص 4 مليارات دولار إضافية لإنشاء مرافق المعالجة في وادي الكبريت. في هذا السياق، تتعاون الشركة الوطنية للتعدين “سونارام” مع شركاء دوليين من الصين (Sinosteel) وتركيا (Tosyali Holding) لاستخراج نحو 7 مليارات طن من خام الحديد، وقد أُنجزت وحدة معالجة حديد بطاقة 4 ملايين طن بالتعاون مع “توسيالي”. كما تمتلك شركة “تيرامين” الأسترالية 49% من مشروع تعدين الرصاص والزنك في بلدة أميزور، الذي يضم 58 مليون طن من الاحتياطات.
إلى جانب ذلك، تخطط الجزائر لإطلاق مناقصات لاستغلال نحو 58 طنًا من الذهب في مناطق تيرك-أمسماسة وزيتا، بينما يشير اكتشاف حديث لليثيوم في الجنوب إلى وجود إمكانات واعدة، رغم أن الكميات ونوعية الاحتياطات لا تزال قيد التقييم. ورغم أن المحروقات ما زالت تمثل أكثر من 75% من صادرات الجزائر ونحو نصف الإيرادات الحكومية، إلا أن السلطات تسعى بجدية إلى تنويع مصادر الدخل. وقد دعا صندوق النقد الدولي الجزائر إلى مواصلة هذه الجهود لجذب الاستثمارات الخاصة وتعزيز النمو الاقتصادي، المتوقع أن يبلغ 3.5% خلال العام الجاري.
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}

تحليل التعليقات: