العبء العسكري .. كيف غيّر ترامب قواعد اللعبة داخل الناتو؟

اتفق قادة حلف شمال الأطلسي على زيادة هائلة في الإنفاق الدفاعي بعد ضغوط من الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، بدأت منذ ولايته الأولى، ورغم أن 22 دولة من أصل 32 عضواً في الحلف أنفقت 2% أو أكثر من ناتجها المحلي على الدفاع خلال عام 2024، إلا أن الهدف الجديد يشكل تحديًا كبيرًا لعدد من الدول.

الهدف الجديد

-  في لاهاي، صادق قادة حلف "الناتو" على تعديل جذري في أهداف الإنفاق الدفاعي، حيث رفعوا ما يُعرف بـ"الإنفاق الدفاعي الأساسي" إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي، وضم التعديل أيضًا إعادة تعريف عناصر هذا الإنفاق، ليُحتسب ضمنه تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

إنفاق أوسع

- لتلبية مطالب "ترامب" برفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي، تضمن الاتفاق هدفًا ثانويًا يتمثل في تخصيص 1.5% إضافية لإنفاق دفاعي أوسع، يشمل تطوير البنية التحتية، الموانئ، والجسور، ومهابط الطائرات، والحماية السيبرانية.

الزيادة العالمية

- في عام 2024، بلغ الإنفاق العسكري العالمي 2.7 تريليون دولار، بزيادة سنوية قدرها 9.4%، وهي الأعلى منذ عام 1988، وبزيادة تراكمية 37% منذ 2015، ليسجل بذلك مستوى قياسياً عقب زيادة سنوية للعام العاشر على التوالي.

العبء العسكري

- ارتفع العبء العسكري العالمي – أي نسبة الإنفاق العسكري إلى الناتج المحلي الإجمالي العالمي – إلى 2.5%، وبلغ متوسط الإنفاق العسكري كنسبة من الإنفاق الحكومي 7.1%، بينما سجل نصيب الفرد من الإنفاق العسكري عالميًا 334 دولارًا، وهو الأعلى منذ عام 1990.

توزيع الأعباء

- استحوذت دول الأمريكيتين على 40% من إجمالي الإنفاق العسكري العالمي، تليها أوروبا (26%)، ثم آسيا وأوقيانوسيا (23%)، فالشرق الأوسط (9%)، وأفريقيا (1.9%)، وقد شهدت أكثر من 100 دولة حول العالم زيادة في إنفاقها العسكري خلال عام 2024.

التحولات الجيوسياسية

- تضاعف الإنفاق العسكري في دول مثل ألمانيا وتركيا، وقفزت بولندا إلى الصدارة من حيث نسبة الإنفاق للناتج المحلي، محققة 4.12%، كما سجّلت دول البلطيق زيادات حادة، استجابة مباشرة للتهديد الروسي، أما دول مثل إسبانيا وبلجيكا، فلا تزال دون عتبة 2%، ما يعكس تفاوت الالتزام داخل الحلف.

التنافس الدولي

- ارتفع الإنفاق العسكري الروسي بنسبة 38% في عام 2024، ليصل إلى ما يُقدر بـ 149 مليار دولار، أي ما يُعادل 7.1% من الناتج المحلي الإجمالي، فيما خصصت الصين، ثاني أكبر مُنفق عسكري في العالم، ما يُقدر بـ 1.7% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري العام الماضي.

الإنفاق الحكومي

- شكّل الإنفاق العسكري 3.2% من الإنفاق الحكومي في إيطاليا، و3.6% في فرنسا، و8.5% في بولندا عام 2023، وفي روسيا، شكّل الإنفاق العسكري ما يقرب من 19% من الإنفاق الحكومي في ذلك العام.

عدم اليقين

- بعد بدء الحرب في أوكرانيا، التزم الناتو بحد إنفاق 2% من الناتج المحلي، وقد حقق هذا الهدف 22 بلدًا في 2024، مقابل 3 دول فقط قبل عشر سنوات، ورغم توقيع جميع الأعضاء على البيان الختامي، فإن الالتزام الكامل غير مضمون؛ فقد صرّح رئيس الوزراء الإسباني أن بلاده تكتفي بإنفاق 2.1% لتلبية متطلباتها الدفاعية.

التحدي المالي

- بلغ الإنفاق الدفاعي 1.3 تريليون دولار في 2024، لكن تحقيق هدف 3.5% يتطلب إنفاقًا يصل إلى 1.75 تريليون دولار، أي مئات المليارات الإضافية سنويًا خلال العقد المقبل، ويُتوقع أن تتم مراجعة هذا الهدف في عام 2029، مع إلزام الدول بتحقيقه بحلول 2035.

المصادر: أرقام – رويترز – أسوشيتد برس – بي بي سي – نيويورك تايمز - معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام -   الناتو