الطاقة في أسبوع: هجمات بالطائرات المسيرة على حقول كردستان والبتروكيماويات ستقود الطلب على النفط حتى 2050

مضخات نفط

هجمات بالطائرات المسيرة على حقول النفط بكردستان يعطل إنتاج أكثر من 200 ألف برميل

أدت هجمات بطائرات مسيّرة في كردستان العراق إلى توقف إنتاج أكثر من 200 ألف برميل يومياً من النفط، ما يمثل ضربة كبيرة للإنتاج المحلي الذي كان يبلغ نحو 280 ألف برميل يومياً قبل الهجمات.

واستهدفت الهجمات التى تمت باستخدام طائرات مسيّرة في كردستان العراق: حقل هنت أويل في دهوك، التابع لشركة أمريكية، والذي تعرّض لأضرار مادية في 16 يوليو، وحقل تاوكه (29,300 برميل يومياً) وبشكابير (52,800 برميل يومياً) التابعين لشركة DNO، إضافة إلى حقل سارسنگ التابع لشركة HKN الأمريكية بإنتاج يقارب 60,000 برميل يومياً، وحقل شيكان التابع لـ Gulf Keystone الذي أُوقف احترازياً رغم عدم تضرر منشآته، ويبلغ إنتاجه حوالي 40,000 برميل يومياً. كما شملت الهجمات قبة خورمالا التابعة لمجموعة KAR، والتي تعرضت لأضرار مؤقتة أدت إلى توقف الإنتاج لفترة وجيزة.

وتزامنت الهجمات مع استمرار تعثر محادثات إعادة تشغيل خط أنابيب التصدير إلى تركيا، وسط توتر بين بغداد وأربيل حول إدارة الإيرادات والتعامل مع الشركات الأجنبية. كما حذرت الولايات المتحدة من أن هذه الهجمات تهدد بيئة الاستثمار في العراق، فيما اتهمت حكومة الإقليم ميليشيات مدعومة من إيران بالوقوف وراءها.

قطاع البتروكيماويات سيقود الطلب العالمي على النفط حتى عام 2050

أشار تقرير "آفاق النفط العالمية" الصادر عن منظمة أوبك إلى أن قطاع البتروكيماويات سيكون المحرك الرئيسي في الطلب العالمي على النفط حتى عام 2050. ووفقًا للتقرير، من المتوقع أن يرتفع الطلب في هذا القطاع من 15.5 مليون برميل يوميًا في عام 2024 إلى 20.2 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2050، بزيادة قدرها 4.7 مليون برميل يوميًا.

ويتوقع التقرير أن ترتفع حصة قطاع البتروكيماويات من إجمالي الطلب على النفط من 14% إلى 16% خلال الفترة نفسها. ويعود نحو 90% من هذا النمو إلى مشاريع جديدة في الشرق الأوسط والصين، حيث تدخل طاقات إنتاجية إضافية حيز التشغيل.

وحذّر التقرير من أن حالة عدم اليقين المرتبطة بالتعريفات الجمركية الأمريكية قد تؤثر سلبًا على ديناميكيات سوق الكيماويات والمنتجات النهائية. كما توقع أن يبقى الطلب على النافثا مستقرًا في دول OECD حتى 2030، بينما يشهد طلب الإيثان وLPG ارتفاعًا في المدى المتوسط قبل أن يتراجع تدريجيًا.

وأشار التقرير إلى أن قطاع الطيران سيكون المجال الوحيد الذي سيشهد نموًا مستمرًا في استهلاك النفط حتى عام 2050، بزيادة تقدّر بنحو مليون برميل يوميًا خلال هذه الفترة.

وتبقى الصين الدولة الأكثر استهلاكًا للنفط، حيث يُتوقع أن يبلغ الطلب ذروته عند 17.7 مليون برميل مكافئ يوميًا في 2035، مدفوعًا بقطاعي البتروكيماويات والنقل الثقيل، قبل أن يتراجع إلى 17.1 مليون برميل مكافئ يوميًا نتيجة توسع استخدام المركبات الكهربائية. أما الهند، فمن المتوقع أن يرتفع استهلاكها من النفط من 400 ألف إلى مليون برميل يوميًا بحلول 2050، مع اعتماد النافثا كمادة أولية رئيسية.

واختتم التقرير بالإشارة إلى أن عدد سكان العالم مرشح للزيادة بنحو 1.5 مليار نسمة بحلول عام 2050، ليرتفع من 8.2 مليار نسمة في 2024 إلى نحو 9.7 مليار نسمة، معظمهم في الدول النامية.

شيفرون تحسم معركة التحكيم ضد إكسون وتستكمل استحواذها على هيس بقيمة 53 مليار دولار

انتصرت شركة شيفرون في معركة تحكيم قانونية ضد إكسون موبيل، ما مهد الطريق لإتمام صفقة استحواذها على شركة هيس بقيمة 53 مليار دولار، بعد أكثر من 20 شهراً من إعلان الصفقة.

الصفقة تعزز أصول شيفرون في حقل ستابروك النفطي قبالة سواحل غيانا، وهو ما يُعد إضافة استراتيجية هامة، خاصة خارج منطقة بيرميان، وفقاً لخبراء مثل فرناندوفالي.

الصراع القانوني تمحور حول اعتراض إكسون على الصفقة استناداً إلى حق الرفض الأول في حقل غيانا، لكن "شيفرون" و"هيس" اعتبرتا أن الاندماج لا يُعد بيعاً للأصول.

وكان الرئيس التنفيذي لشيفرون مايكويرث قد لوّح سابقاً بإلغاء الصفقة إذا خسرت الشركة القضية، مشيراً إلى أن النزاع القانوني أثر سلباً على أداء سهم الشركة.

الصفقة جذبت اهتمام صناديق تحوط كبرى مثل Millennium وPentwater، والتي ضخت مليارات رهناً بإتمام الاندماج، ما يعد أيضاً انتصاراً للمراهنين على التحكيم.

وبموجب الاتفاق، سيحصل مساهمو "هيس" على 1.0250 سهم من شيفرون لكل سهم يملكونه، ومن المتوقع إصدار 301 مليون سهم جديد.

أرامكو تقترب من بيع حصة في مشروع الجافورة مقابل 10 مليارات دولار

تجري شركة أرامكو السعودية محادثات متقدمة لبيع حصة تقدر بنحو 10 مليارات دولار في البنية التحتية لمعالجة ونقل الغاز الطبيعي المرتبطة بمشروع الجافورة، الذي تبلغ قيمته أكثر من 100 مليار دولار، لصالح تحالف تقوده وحدة "غلوبال إنفراستركتشر بارتنرز" التابعة لبنك الاستثمار الأمريكي بلاك روك، حسبما أوردته وكالة بلومبرغ. تشمل الصفقة خطوط أنابيب وأصول بنية تحتية أخرى تخدم المشروع، الذي يهدف إلى تزويد محطات الكهرباء المحلية بالغاز إلى جانب التصدير.

ويعد مشروع الجافورة من أكبر حقول الغاز غير التقليدية في العالم، حيث يستخرج الغاز من تكوينات صخرية يصعب الوصول إليها ويحتاج إلى تقنيات متقدمة. تسعى أرامكو من خلال هذه الصفقة إلى جذب رؤوس أموال دولية وفتح فرص للاستثمار الخارجي ضمن جهود المملكة لتنويع اقتصادها، والتي تشمل مشاريع بقيمة تتجاوز 110 مليارات دولار لتطوير البنية التحتية والطاقة.

وكانت بلاك روك من بين المستثمرين الذين استثمروا سابقًا في شبكة خطوط أنابيب الغاز الوطنية التابعة لأرامكو، في صفقة تقدر بمليارات الدولارات. تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية أرامكو والحكومة السعودية لتأمين تمويلات ضخمة لدعم خطط التوسع الكبرى في الطاقة والصناعات المرتبطة بها، في ظل توقعات بتراجع الطلب العالمي على النفط مستقبلاً.

تقرير: انخفاض أسعار النفط يهدد استقرار الموازنات في دول الشرق الأوسط وأفريقيا

أشار تقرير صادر عن “إس آند بي غلوبال ماركت إنتليجنس” إلى أن انخفاض أسعار النفط سيُضعف الأوضاع المالية للعديد من الدول المعتمدة على النفط في الشرق الأوسط وأفريقيا خلال عام 2025، باستثناء الإمارات وقطر اللتين تستطيعان تحقيق التوازن المالي عند الأسعار الحالية.

وأوضح التقرير أن متوسط سعر خام برنت سيبلغ نحو 68 دولاراً للبرميل هذا العام، مقارنةً بمتوسط 101 دولار للبرميل في عام 2022، وهو ما يقل بكثير عن السعر الذي تحتاجه دول مثل الغابون (117 دولاراً)، العراق (99 دولاراً)، نيجيريا (86 دولاراً) والسعودية (93 دولاراً) لتحقيق التوازن المالي. في المقابل، تحتاج الإمارات إلى 42 دولاراً فقط للبرميل.

وأشار التقرير إلى أن العراق سيكون من أكثر الدول تضرراً نتيجة اعتماده الكبير على عائدات النفط لتمويل ميزانيته، متوقعاً تراجع احتياطاته من النقد الأجنبي من 102.3 مليار دولار في نهاية 2023 إلى 70 مليار دولار بحلول نهاية 2025.

كما حذر من أن أنغولا، التي انسحبت من أوبك في 2024، لن تتمكن من تغطية سوى 90٪ من خدمة ديونها عند سعر 68 دولاراً للبرميل، في حين أن عُمان قد تسجل أول عجز مالي لها منذ عام 2021 بنسبة 4.2٪ من الناتج المحلي الإجمالي.

وفي سياق أوسع، أشار التقرير إلى أن استمرار انخفاض الأسعار وزيادة بعض الدول لإنتاجها قد يهدد وحدة تحالف "أوبك+" ويؤدي إلى فائض في المعروض، مما يزيد من الضغوط على الأسعار العالمية.

واردات قياسية للديزل في مصر

سجّلت مصر مستويات قياسية في واردات الديزل خلال النصف الأول من يوليو 2025، حيث تجاوزت الكميات 370 ألف برميل يوميًا، وفقًا لبيانات شركة "فورتكسا" للتحليلات. هذه الكمية تمثل زيادة بنسبة 65% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، وارتفاعًا بنسبة 35% مقارنة بواردات شهر يونيو الماضي. وتُعد هذه الأرقام الأعلى منذ بدء تسجيل البيانات في عام 2016.

شهدت الأسابيع الأخيرة تحولًا كبيرًا في سياسة مصر الطاقوية، حيث اتجهت الحكومة إلى استيراد كميات ضخمة من الديزل وزيت الوقود، وذلك لتعويض النقص في إمدادات الغاز الطبيعي. هذا النقص جاء بعد توقف ضخ الغاز من إسرائيل نتيجة تصاعد التوترات الإقليمية، بالإضافة إلى الهبوط السريع في إنتاج الغاز المحلي في مصر، وعدم توفر بنية تحتية كافية لاستيراد الغاز الطبيعي المسال.

أدى ارتفاع واردات مصر من الديزل، ومعظمها من الشرق الأوسط وروسيا، إلى تحويل الشحنات بعيدًا عن شمال غرب أوروبا باتجاه منطقة البحر الأبيض المتوسط. هذا التحول زاد من الضغط على إمدادات الديزل في أوروبا، خاصة في مركز أمستردام–روتردام–أنتويرب، ما ساهم في ارتفاع الأسعار.

وتعاني السوق الأوروبية من شح في مخزونات الديزل، ما دفع إلى جذب شحنات إضافية من ساحل الخليج الأمريكي. في المقابل، تسجل هوامش تكرير الديزل، أي الفرق بين سعر الديزل والنفط الخام، مستويات مرتفعة تفوق المعدلات الموسمية المعتادة، ما يعكس اختلال التوازن بين العرض والطلب.

وتوقعت “فورتكسا” أن تستمر الكميات المستوردة لمصر خلال يوليو بالقرب من المستويات القياسية الحالية، رغم إمكانية تغير وجهات بعض السفن لاحقًا. كما حذّرت من احتمال استمرار شح الإمدادات في السوق خلال شهر سبتمبر المقبل نتيجة صيانة المصافي الموسمية، إلا أن هذا التأثير قد يتراجع نسبيًا مع انخفاض الطلب على الكهرباء مع نهاية فصل الصيف.