معادن لـ أرقام: نستثمر حوالي 750 مليون ريال سنوياً في مشاريع استكشاف الذهب والنحاس

داريل كلارك النائب الأعلى للرئيس بمجال الاستكشاف والتطوير في شركة التعدين العربية السعودية - معادن

قال الدكتور داريل كلارك، النائب الأعلى للرئيس بمجال الاستكشاف والتطوير في شركة التعدين العربية السعودية - معادن، إن الشركة تستثمر حاليا نحو 750 مليون ريال سنوياً في أعمال استكشاف الذهب والنحاس، ضمن استراتيجية تركز على اكتشاف أصول من المستوى الأول (Tier-1) ذات عمر إنتاجي طويل وعائد استثماري مرتفع.

وأضاف كلارك، في لقاء مع أرقام، أن المملكة تقع في موقع استراتيجي في الدرع العربي السعودية وهو أحد أكثر الأقاليم الجيولوجية الغنى بالمعادن عالمياً، وتمتلك احتياطيات كبيرة من الذهب والفوسفات والنحاس والبوكسيت والليثيوم والسيليكا عالية النقاوة، في حين لا تزال مساحات شاسعة غير مكتشفة بالكامل.

وأوضح أن معادن تمتلك تراخيص استكشاف تغطي أكثر من 20 ألف كيلومتر مربع حتى نهاية عام 2024، مبينا أنها أجرت حفراً يتجاوز طوله 400 كيلومتر خلال عام واحد فقط، ما يعكس حجم النشاط ومدى التوسع في البرنامج الاستكشافي.

وأضاف أن الشركة تعتمد على مزيج من الخبرة الميدانية والتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الجيوفيزيائية، لتعزيز سرعة الاكتشاف وكفاءة تقييم الموارد.

وحول أبرز الاكتشافات الأخيرة، كشف كلارك أن مشروع وادي الجو في محافظة الكامل يمثل أحد أبرز النجاحات، حيث تم تحديد شذوذ معدني للذهب يمتد بطول 27 كيلومترًا.

وبين أن نتائج الحفر أظهرت وجود نظام معدني عالي الإمكانات، إذ كشفت إحدى الآبار عن 203 أمتار من الصخور الحاوية للذهب بمتوسط تركيز 1.7 غرام لكل طن، مؤكدًا أن هذه النتائج تعد متميزة عالمياً.

وأكد كلارك أن النحاس بات يمثل أولوية استراتيجية للشركة، في ظل دوره المحوري في عمليات التحول للطاقة والتوسع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، مبيناً أن معادن تسعى لاكتشاف مناجم نحاس ضخمة ومنخفضة التكلفة وذات عمر تشغيلي طويل.

وأشار إلى أن الشركة بدأت بالفعل باستكشاف أنظمة نحاسية في مواقع واعدة مثل شيبان ووادي الجو، حيث يحتمل أن تكون المملكة تحتضن أنظمة معدنية من طراز عالمي.

وأوضح أن استراتيجية "معادن" لا تستهدف الفرص الهامشية، بل تركز على اكتشاف أصول كبرى قادرة على تحقيق تأثير جوهري في القيمة السوقية للشركة، مستوفية لمعايير الجدوى الاقتصادية والفنية.

وأضاف أن العوامل الأساسية التي ستحدد العائد الاستثماري لمشاريع الاستكشاف تتمثل في سرعة الانتقال من الاكتشاف إلى التطوير، وتعزيز الشراكات الصناعية، وجذب الكفاءات المناسبة، مؤكدًا أن التكنولوجيا تعد ممكناً أساسياً، إلا أن العنصر البشري يظل العامل الحاسم في تحقيق العوائد.

وأشار إلى الدور المحوري لوزارة الصناعة والثروة المعدنية في تمكين القطاع، عبر تطوير البيئة التنظيمية، تحسين البنية التحتية، وتسريع إصدار التراخيص، ما ساعد معادن على الانتقال من مرحلة الحصول على التراخيص إلى بدء الحفر خلال أقل من عام، وهو ما وصفه بأنه استثنائي على مستوى الصناعة عالمياً.