رغم مستقبل يشوبه الغموض .. هل يمكن أن يختلف تأثير التعريفات الأمريكية بين تويوتا ومنافستها؟

دخلت "تويوتا" السوق الأمريكية في خمسينيات القرن الماضي وأصبحت البلاد سوقًا حيويًا لها، ورغم رفع إنتاجها المحلي في الولايات المتحدة ليتجاوز نصف مبيعاتها المسجلة في البلاد، إلا أنها لا تزال تعتمد على استيراد أجزاء السيارات وموديلات المركبات الرئيسية بما يصل إلى حوالي 1.2 مليون وحدة سنويًا.

صنع في اليابان

تجمع سيارات الشركة الأكثر مبيعًا سواء "كورولا" السيدان المدمجة أو الكروس أوفر الهجينة "آر إيه في4" في الولايات المتحدة، لكن "آر إيه في 4" العاملة بالبنزين فقط تستورد من كندا، بينما تحمل موديلات "كورولا" بما في ذلك "جي آر" والهاتشباك العملية والهجينة التي تعمل بالبنزين والكهرباء شعار "صنع في اليابان".

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
 

تعريفات أعلى

انتقد الرئيس الأمريكي حجم صادرات السيارات اليابانية إلى بلاده، ورغم نجاح اتفاقية التجارة التي توصلت لها البلدان في خفض التعريفات على السيارات من 27.5% إلى 15%، إلا أن المعدل الجديد لا يزال أعلى بحوالي ستة أضعاف من مستوى 2.5% السابق الذي كان ساريًا على واردات شركات مثل "تويوتا" و"هوندا" و"نيسان" قبل عودة "ترامب" للبيت الأبيض.

خطوات جديدة

بموجب الاتفاقية، قالت إدارة "ترامب" إن اليابان تتخذ خطوات لفتح سوقها أمام المزيد من المركبات الأمريكية، رغم أن الكثير منها من السيارات الرياضية متعددة الأغراض وشاحنات البيك آب الأكبر حجمًا والأغلى ثمناً بكثير عن السيارات الصغيرة التي يفضها المستهلكون في اليابان.

تدابير يابانية

بدأت الشركات اليابانية تعاني بالفعل من التأثير الأولي لارتفاع التعريفات -قبل التوصل للاتفاق التجاري- مع ضعف الأداء التشغيلي في الربع الثاني من هذا العام، وتتوقع "فيتش ريتينجز" استمرار التحديات في بقية العام، لكن رغم ذلك فإن التأثير ليس متساويًا على كافة الشركات.

تأثير متباين

يرى "ريتشارد كاتز" الخبير الاقتصادي المخضرم أن بإمكان شركات صناعة السيارات اليابانية الكبرى مثل "تويوتا" استيعاب التعريفات الجديدة، وتجنب رفع الأسعار على العملاء الدوليين، لكن هذه رفاهية لا تتاح لصغار المصدرين الذين لديهم هوامش ربح أضعف، وبالتالي هم أكثر عرضة للمخاطر.

مستقبل يشوبه الغموض

لا يزال هناك حالة عدم يقين بشأن تاريخ سريان التخفيضات الجمركية على السيارات، وهو ما عرض رئيس الوزراء الياباني "شيغيرو إيشيبا" لانتقادات لفشله في التوصل لاتفاق رسمي مكتوب مع أمريكا يحدد تفاصيل رئيسية، وأوضح أنه سيبذل قصارى جهده لحث "ترامب" على التحرك سريعًا.

ماذا عن الحصة السوقية؟

تخسر شركات صناعة السيارات اليابانية حصتها السوقية بمعدلات مقلقة مع تزايد الاعتماد على المركبات الكهربائية والمنافسة من الشركات الصينية، لذلك فقد تتردد في رفع الأسعار، لكن يرى "مارك كانون" الخبير بتجارة السيارات، أن الأمر سيصل إلى المستهلك لأن نسبة الـ 15% مبالغ فيها للغاية بالنسبة للشركات وتثقل كاهلها.

الخلاصة

سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى يتضح تأثير الرسوم الجمركية على السيارات أو تحديدًا على العلامات التجارية وبعضها البعض، وما إذا كانت الشركات اليابانية تخاطر بحصتها السوقية مع تمرير تكلفة التعريفات للعملاء، ويظل السؤال متى ستدخل التعريفات الجمركية المخفضة على السيارات حيز التنفيذ؟ وهل ستنفذ واشنطن اتفاقها بالفعل؟

المصادر: أرقام - فيتش ريتينجز - رويترز -  الإيكونومست – فورتشن  - أوتو بلوج – ستاستيا – ياهو فاينانس