كيف يؤثر الإغلاق الحكومي في أمريكا على الأسواق العالمية؟

فشل مجلس الشيوخ الأمريكي في إنهاء حالة الإغلاق الحكومي التي بدأت مع اللحظات الأولى من صباح الأربعاء، وسط خلاف حاد بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري على أولويات الإنفاق.
 

ويثير سيناريو الإغلاق الممتد قلقًا متزايدًا في الأسواق المالية العالمية، على الرغم من أن مثل هذه الإغلاقات عادة ما كان لها تأثير محدود على الأسواق، وذلك بسبب التوقيت الذي يحل فيه هذه المرة.
 

كيف يؤثر على الأسواق؟
 

- من المحتمل بشكل كبير أن يتأخر إصدار تقرير الوظائف الأمريكية المقرر نشره الجمعة بسبب الإغلاق، ما يلقي بظلاله على التوقعات بشأن قرار الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماعه المقبل، خاصة مع تهديد الرئيس "دونالد ترامب" باستغلال الإغلاق لخفض الوظائف العامة بشكل كبير.
 

- مع عدم وجود مسار واضح نحو التوصل إلى اتفاق، فمن غير الواضح أيضًا النطاق الزمني الذي ستبقى خلاله الكثير من الهيئات الفيدرالية مغلقة، لكن الإغلاق الحكومي الجزئي الذي شهدته ولاية "ترامب" الأولى كان الأطول في التاريخ.
 

- خلال تعاملات الأربعاء، ارتفع الذهب (الذي يُنظر إليه عادةً على أنه ملاذ آمن في أوقات الاضطرابات الاقتصادية أو الجيوسياسية) إلى مستوى قياسي جديد فوق 3900 دولار.
 

- كما أغلقت الأسهم الأوروبية مرتفعة، حيث اكتسبت زخمًا في منتصف التعاملات بعد افتتاح ضعيف، وكانت الأسهم المدرجة في آسيا متباينة بنهاية جلسة اليوم، رغم المخاوف من تضرر صادرات القارة العجوز.
 

- في غضون ذلك، هدأت سوق السندات الحكومية العالمية بعد ارتفاع العائدات على السندات الأوروبية في التعاملات المبكرة، ومع ذلك، انخفض عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بنحو 4 نقاط بعد بيانات ضعيفة عن التوظيف.
 

- يقول "لوك بارثولوميو" نائب كبير الاقتصاديين في "أبردين"، إن الإغلاق الحكومي يزيد من المخاوف بشأن مصداقية المؤسسات الأمريكية، والوضع المالي، و"الخلل الوظيفي"، ما قد يدفع المستثمرين للبحث عن بدائل أخرى.
 

- يعلق "بارثولوميو": "أنا مندهش بالتأكيد من مقدار رأس المال السياسي الذي يبدو أن إدارة ’ترامب‘ مستعدة لإنفاقه على إعادة تشكيل - إن جاز التعبير - مجلس الاحتياطي الفيدرالي، والتأثير عليه".
 

- الاحتياطي الفيدرالي في نهاية المطاف هو المؤسسة الأساسية لأسواق رأس المال العالمية، لذا، فإن علاوة الأجل الطويل في منحنى العائد تتعرض لضغوط، ويتوقع "بارثولوميو" أن يستمر هذا الوضع، لكنه قال إنه "سيُفاجأ إذا لم يتجاهل السوق هذا الأمر في النهاية".
 

- يقول "نيل بيريل"، كبير مسؤولي الاستثمار في "بريمير ميتون"، إن الإغلاق المطول من المرجح أن يُضعف معنويات المخاطرة في الأسواق العالمية.
 

- يضيف "بيريل": "مع تفاعل أسواق السندات مع متطلبات الاقتراض الحكومية المفرطة، وضيق فروق الائتمان، ووصول أسواق الأسهم إلى أعلى مستوياتها في ظل تقييمات مرتفعة للغاية، ليس من المستغرب أن نرى المستثمرين يتجهون إلى الملاذات الآمنة عند وقوع حدث سلبي مثل إغلاق الحكومة الأمريكية".
 

- كان المستثمرون راضين عن المخاطر التي يواجهونها، لكن ستؤدي المفاجآت السلبية حتمًا إلى رد فعل، ولذلك سيبدو أي شكل من أشكال التنويع جذابًا، بما في ذلك المعادن مثل الفضة والعملات، المشفرة وربما السلع.
 

متى يكون التأثير عميقًا؟
 

- سيكون أكبر تأثير على الأسواق، هو زيادة الضغط على الدولار أو التأثير على قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة في أكتوبر، وفقًا لـ "جو بروسويلاس"، كبير الاقتصاديين في "آر إس إم".
 

- في الغالب، تميل عمليات إغلاق الحكومة الأمريكية إلى التسبب في نوبة متواضعة من السلوك المضارب من قبل المستثمرين العالميين حول أسعار الفائدة والعملات.
 

- لكي يكون هناك تأثير عميق على الأسواق العالمية، يجب تمديد إغلاق الحكومة الأمريكية لنحو شهر، وفي هذه الحالة، من المرجح أن يؤثر ذلك على قرار الفيدرالي في نهاية أكتوبر، والذي سيؤثر بدوره على التدفقات العالمية وأسعار الفائدة وقيم صرف العملات الأجنبية.
 

- مع ذلك، في مذكرةٍ صدرت يوم الثلاثاء، قال محللون في بنك الاستثمار السويسري "يو بي إس"، إنهم لا يعتبرون الإغلاق حدثًا ذا مخاطرةٍ كبيرة، على الرغم من إقرارهم بأنه تطورٌ غير مُرحّب به من قِبَل المستثمرين العالميين.
 

- لطالما كان للإغلاقات الحكومية الأمريكية تأثيرٌ ضعيفٌ على السوق، وتسببت في تقلباتٍ طفيفةٍ وقصيرة الأمد في أسواق الأسهم والسندات، لأن المستثمرين يدركون أن التأثير الاقتصادي يكون أيضًا متواضعًا وقصير الأمد.. لكن هل تمر الأسواق من المأزق الحالي مرور الكرام؟
 

المصادر: أرقام- سي إن بي سي