الطاقة في أسبوع: الطاقة المتجددة تتفوق على الفحم للمرة الأولى في التاريخ وطفرة أمريكية غير مسبوقة في بناء خطوط الغاز
الطاقة المتجددة تتفوق على الفحم للمرة الأولى في التاريخ
لأول مرة في التاريخ، تجاوزت إنتاجية الطاقة المتجددة إنتاج الفحم في النصف الأول من عام 2025، وفقًا لتقرير مركز أبحاث الطاقة "إمبر" (Ember)، حيث ولّدت المصادر المتجددة 5,072 تيراواط/ساعة من الكهرباء مقابل 4,896 تيراواط/ساعة للفحم، حسب تقرير الفاينانشيال تايمز.
ورغم هذا التقدم العالمي، خفضت الوكالة الدولية للطاقة (IEA) توقعاتها لنمو قدرات الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة خلال العقد الحالي إلى النصف، لتصل إلى 250 غيغاواط فقط بحلول عام 2030، مقارنة بتقديرات سابقة بلغت 500 غيغاواط. ويعود هذا التراجع إلى سياسات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تضمنت تقليص الحوافز الضريبية لمشروعات الطاقة النظيفة، وتعليق تصاريح الرياح والطاقة الشمسية على الأراضي والمياه الفيدرالية.
على الجانب الآخر، رفعت الوكالة توقعاتها لنمو الطاقة المتجددة في الهند بنسبة 10%، وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 23%، مدعومة بتوسع مشروعات الطاقة الشمسية والرياح، خاصة في السعودية.
وتتوقع الوكالة أن تصل القدرة العالمية للطاقة المتجددة إلى 9,529 غيغاواط بحلول عام 2030، وهو أقل من الهدف العالمي البالغ 11,000 غيغاواط الذي تم تحديده خلال مؤتمر المناخ COP28 في دبي عام 2023. كما حذّرت من تحديات دمج الطاقة المتجددة في شبكات الكهرباء بسبب ضعف البنية التحتية للنقل والتخزين.
الصين تشدد قيود تصدير مكونات البطاريات لحماية ريادتها التكنولوجية ومخاوف من تأثيرها على النفط
فرضت الصين قيوداً جديدة على تصدير أجزاء أساسية من سلسلة إمداد البطاريات، تشمل بعض بطاريات الليثيوم أيون ومواد الكاثود والأنود الغرافيتي، بحيث تتطلب موافقات حكومية اعتباراً من 8 نوفمبر. وتشمل القيود أيضاً بعض التقنيات والمعدات ذات الصلة، في خطوة تعكس حرص بكين على حماية تفوقها التكنولوجي في قطاع البطاريات وتعقيد جهود الدول الغربية لبناء سلاسل إمداد بديلة، حسب تقرير لبلومبرغ.
تأتي هذه الإجراءات قبيل اجتماع مرتقب بين الرئيسين الصيني شي جين بينغ والأمريكي دونالد ترامب في كوريا الجنوبية، غير أن ترامب أشار إلى أنه لا يرى "أي سبب" للقاء، ملوّحاً بفرض "زيادة ضخمة" في الرسوم الجمركية على السلع الواردة من الصين بعد هذه الخطوة. وأعادت هذه التصريحات إشعال المخاوف من أن تؤدي حرب تجارية جديدة بين أكبر اقتصادين في العالم إلى الإضرار باستهلاك النفط وتقويض شهية المخاطرة في الأسواق.
وقال جون كيلدَف، الشريك المؤسس في شركة "أغين كابيتال" (Again Capital): "إذا نفّذ ترامب هذه التهديدات الأخيرة، فسيكون لذلك آثار اقتصادية سلبية وضربة على الطلب على الخام والمنتجات المكررة".
وتراجعت أسهم كبرى شركات البطاريات في الصين عقب الإعلان، إذ هبط سهم CATL بنسبة 7.3%، وEve Energy بـ10.8%، وTianqi Lithium بـ4.4%.
ويرى محللون أن الهدف من القيود هو الحفاظ على ريادة الصين التكنولوجية في سلسلة الإمداد، رغم أن احتمال فرض قيود شديدة يظل أقل من تلك المفروضة على المعادن الأرضية النادرة. وتشكل هذه الخطوة امتداداً لإجراءات سابقة على صادرات تقنيات الكاثود وتنقية الليثيوم والغرافيت.
كما أشار خبراء إلى أن هذه القيود ستؤثر بشكل خاص على شركات البطاريات الكورية التي تعتمد بشكل كبير على المكونات الصينية.
الولايات المتحدة تضخ 50 مليار دولار لتوسعة شبكات أنابيب الغاز في أكبر طفرة طاقية منذ عقد
تستعد شركات الطاقة الأمريكية لاستثمار نحو 50 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة في توسعة ضخمة لشبكات أنابيب الغاز الطبيعي بهدف تلبية الطلب العالمي المتزايد، مدفوعةً بسياسات إدارة ترامب التي سهّلت الإجراءات التنظيمية، حسب تقرير الفاينانشيال تايمز.
وتعمل الشركات على بناء أو تخطيط أكثر من 8,800 ميل من خطوط الأنابيب في أنحاء الولايات المتحدة لدعم صادرات الغاز الطبيعي المسال (LNG) وتلبية الطلب المتنامي من مراكز البيانات. ومن المتوقع أن يرتفع استهلاك الغاز الأمريكي إلى 91.4 مليار قدم مكعب يومياً في 2025، وهو مستوى قياسي جديد.
وبلغت صادرات الغاز الأمريكي في سبتمبر 9.4 مليون طن متري، ما عزز مكانة الولايات المتحدة كأكبر مصدر عالمي للغاز المسال. ويتركز النشاط الأكبر في ولاية تكساس، خصوصاً حوض برميان وساحل خليج المكسيك، مع مشاريع بطاقة إجمالية تتجاوز 20 مليار قدم مكعب يومياً.
وتتصدر شركات كبرى هذا التوسع، من بينها:
- كيندر مورغان (Kinder Morgan): تدير 40% من الغاز الأمريكي وتنفذ مشاريع بقيمة 9.3 مليار دولار، وهو أعلى مستوى استثماري منذ سبع سنوات.
- إنبريدج (Enbridge): تنقل 20% من الغاز المستهلك في أمريكا، وتنفذ مشاريع بقيمة 13.9 مليار دولار كندي (10مليارات دولار أمريكي)، وتخطط لإنفاق ما لا يقل عن 2.3 مليار دولار هذا العام على التوسعة.
- براسوس ميدستريم (Brazos Midstream): توسع قدراتها في النقل والمعالجة لتقليل اختناقات الغاز في برميان.
وتواجه الشركات تحديات تتعلق بنقل الغاز، حيث أدت محدودية خطوط الأنابيب إلى انخفاض أسعار الغاز في منطقة "واها" (Waha)، غرب ولاية تكساس، إلى ما دون الصفر في بعض الفترات، مما أجبر المنتجين على حرق الغاز أو دفع الأموال للتخلص منه للحفاظ على إنتاج النفط.
وتعد منطقة Waha Hub مركزاً رئيسياً لتجميع الغاز الطبيعي من الحقول المحيطة، حيث يُنقل الغاز عبر شبكة واسعة من خطوط الأنابيب إلى مناطق الاستهلاك داخل الولايات المتحدة أو إلى مرافق التصدير على ساحل الخليج.
كما أن نمو مراكز البيانات (أكثر من 375 مركزاً) سيرفع الطلب على الكهرباء بنحو 180 غيغاواط، ما يعزز الاعتماد على الغاز لتوليد الطاقة.
ويرى محللون أن استمرار التوسع يعتمد على بقاء أسعار النفط فوق 60 دولاراً للبرميل، في حين قد يؤدي انخفاضها إلى تباطؤ الإنتاج. كما تعمل الولايات المتحدة على توسعة موانئ تصدير الغاز المسال لتلبية الطلب العالمي المتزايد من أوروبا وآسيا.
ويصف خبراء القطاع هذه الفترة بأنها مرحلة تاريخية من النمو والتوسع قد تعيد رسم خريطة الطاقة العالمية خلال العقد المقبل.
دول الخليج مطالَبة باستثمار 60 مليار دولار لتحقيق أهداف الطاقة المتجددة بحلول عام 2030
ذكر مركز سياسات الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا الأمريكية أن دول مجلس التعاون الخليجي ستحتاج إلى إنفاق نحو 60 مليار دولار بين عامي 2025 و2030 لتحقيق أهدافها في مجال الطاقة المتجددة، مع تركّز الجزء الأكبر من هذا الاستثمار في المملكة العربية السعودية التي تستحوذ على أكثر من 70% من القدرة الإضافية المطلوبة، وذلك في إطار جهودها لاستبدال الوقود الأحفوري بمصادر الطاقة الشمسية والرياح.
وأوضح التقرير أن دول الخليج، رغم امتلاكها أقل تكاليف إنتاج للطاقة التقليدية والمتجددة في العالم، ما زالت بحاجة إلى تسريع وتيرة تطوير المشروعات الخضراء لتعزيز مساهمة الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة الإقليمي، والوصول إلى أهداف الحياد الصفري بحلول 2030 وما بعدها.
وأشار التقرير إلى أن دول الخليج استثمرت حتى الآن أكثر من 42 مليار دولار في مشروعات للطاقة المتجددة بقدرة إجمالية تقارب 62 غيغاواط، إلا أن نحو 19 غيغاواط فقط تم ربطها فعليًا بالشبكات الوطنية حتى منتصف عام 2025. ولتحقيق الهدف الإجمالي البالغ 165 غيغاواط، ستحتاج الأسواق الخليجية إلى مضاعفة الاستثمارات وتوفير بيئة تنظيمية وتمويلية أكثر مرونة.
كما دعا التقرير حكومات المنطقة إلى تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتحسين تكامل الطاقة المتجددة مع شبكات الكهرباء الوطنية، إلى جانب تطوير مشروعات تخزين الطاقة، ووضع حوافز ضريبية وتمويلية لجذب الاستثمارات الأجنبية.
مشروع قطر للغاز غولدن باس للغاز المسال يقترب من بدء الإنتاج التجريبي في تكساس
من المتوقع أن يبدأ مشروع محطة Golden Pass LNG لتسييل الغاز الطبيعي في ولاية تكساس، والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية 18.1 مليون طن سنوياً (2.4 مليار قدم مكعب يومياً)، أول إنتاج للغاز الطبيعي المسال بحلول نهاية عام 2025 أو مطلع عام 2026، وفقاً لإفادة قدمتها الشركة إلى وزارة الطاقة الأمريكية (DOE)، حسبما أشارت إليه نشرية أرغوس ميديا.
المحطة، المملوكة والمطورة بشكل مشترك من قبل شركة قطر للطاقة وشركة إكسون موبيل، بدأت خلال الأشهر الستة الماضية مرحلة التشغيل التجريبي للأنظمة الخاصة بالقطار الأول بعد حصولها على موافقة اللجنة الفيدرالية لتنظيم الطاقة (FERC)، وتشمل هذه الأنظمة نظام النيتروجين، والمشاعل الأرضية، ونظام وقود الغاز. وتُلزم وزارة الطاقة الشركات الحاصلة على تراخيص تصدير الغاز المسال بتقديم تقارير نصف سنوية توضح حالة تقدم مشاريعها.
وتُظهر بيانات خطوط الأنابيب أن محطة Golden Pass تلقت كمية صغيرة من الغاز الخام تُقدر بنحو مليون قدم مكعب في الأول من أكتوبر.
كما وقّعت المحطة خلال الأشهر الستة الماضية اتفاقيات لتوريد الغازمع شركتي Apex Natural Gas وComstock Oil and Gas.
وفي سبتمبر الماضي، حصل المشروع على تصريح لاستيراد وإعادة تصدير شحنات تجريبية من الغاز الطبيعي المسال بدءاً من الأربعاء، حيث من المتوقع استخدام هذه الشحنات لتبريد المعدات ضمن عملية التشغيل التجريبي. وتحتاج المشاريع المماثلة في الحجم عادةً إلى شحنة أو شحنتين من هذا النوع.
ولم تُظهر بيانات تتبع السفن من شركة Vortexa حتى الأربعاء أي إشارات إلى وصول ناقلات غاز طبيعي مسال إلى محطة Golden Pass LNG.
وكان كل من سعد بن شريدة الكعبي، الرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة، ودارين وودز، الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل، قد أشارا إلى أن أول صادرات من المحطة قد تتم قبل نهاية العام، إلا أن وودز حذر من احتمال تأجيل الإنتاج إلى عام 2026.
ومن المتوقع أن يتم تشغيل كل من قطارات التسييل الثلاثة بفاصل زمني يبلغ نحو ستة أشهر بين كلٍ منها.
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}

تحليل التعليقات: