يُرجح أن تُعقد الجولة المقبلة من المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين الأسبوع المقبل، إذ يتولى وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ونائب رئيس الوزراء الصيني خه ليفنغ مهمة التفاوض لتخفيف الإجراءات التصعيدية الجديدة بين أكبر اقتصادين في العالم.
قال بيسنت خلال فعالية في البيت الأبيض إنه سيتحدث مع ليفنغ مساء أمس، حوالي الساعة الثامنة والنصف أو التاسعة بتوقيت نيويورك. أضاف: "هو وأنا، ومعنا وفد، سنلتقي في ماليزيا – على الأرجح بعد أسبوع من الغد – للتحضير لاجتماع الرئيسين".
مخاوف حرب تجارية شاملة
جاءت تصريحات بيسنت بعد أن عبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن تفاؤله بأن المحادثات مع المسؤولين الصينيين قد تسفر عن اتفاق يخفف الأزمة التي شهدت تهديده برفع الرسوم الجمركية بشكل كبير. تشير هذه التصريحات مجتمعة إلى مسعى من واشنطن لتهدئة المخاوف من اندلاع حرب تجارية شاملة مع بكين قد تُحدث هزة في الاقتصاد العالمي.
قال ترمب: "أعتقد أننا نسير بشكل جيد. أعتقد أننا على وفاق مع الصين". كما أشار الرئيس الأميركي إلى أنه يعتقد أن اجتماعه المقرر مع الرئيس الصيني شي جين بينغ – والمزمع عقده هذا الشهر في كوريا الجنوبية على هامش قمة قادة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك) – سيمضي كما هو مخطط له.
قبل أسبوع واحد فقط، كان ترمب قد أثار احتمال إلغاء لقائه الأول وجهاً لوجه مع شي منذ عودته إلى البيت الأبيض، بعد أن أغضبته تعهّدات الحكومة الصينية بفرض قيود واسعة على العناصر الأرضية النادرة ذات الأهمية الاستراتيجية. كما أعلن فرض رسم استيراد إضافي بنسبة 100% على السلع الصينية اعتباراً من الأول من نوفمبر. لكن ترمب وصف أمس عودة الرسوم الجمركية المرتفعة للغاية بأنها "لن تستمر للأبد"، وذلك في مقطع من مقابلة مع قناة "فوكس بيزنس".
في وقت سابق من العام الجاري، توصلت الولايات المتحدة الأميركية والصين إلى هدنة تم بموجبها تعليق واشنطن رسوماً جمركية بنسبة 145% على البضائع الصينية، مقابل تعهد بكين باستئناف تصدير المغناطيسات المصنوعة من العناصر الأرضية النادرة. ومن المقرر أن ينتهي العمل بهذا الاتفاق في نوفمبر المقبل.
مساعي التفاهمات التجارية
تُمثل المحادثات المرتقبة أحدث الجهود للتوصل إلى تفاهم تجاري بعد أربع جولات سابقة من المفاوضات الثنائية، حيث سبق أن تفاوض بيسنت وخه في مدريد وستوكهولم ولندن وجنيف. ومن المنتظر أن تستضيف العاصمة الماليزية كوالالمبور الأسبوع المقبل قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، التي يُتوقع أن يحضرها عدد كبير من قادة العالم.
قال بيسنت أمس: "أعتقد أن الأمور هدأت. نأمل أن تُظهر الصين القدر نفسه من الاحترام الذي أظهرناه نحن لها، وأنا واثق بأن الرئيس ترمب، بفضل علاقته مع الرئيس شي، سيتمكن من إعادة الأمور إلى مسار إيجابي".
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: