لماذا تفوقت دبي على نيويورك في اجتذاب الأثرياء العالميين؟

تتحرك الثروة العالمية مثل موجة تبحث عن مرفأ آمن، وبينما كانت لندن ونيويورك لعقود طويلة مركز الجاذبية للأثرياء، تتجه الأنظار اليوم إلى مدينة عربية برزت كعاصمة جديدة للنخبة المالية، متقدمة على سنغافورة وهونج كونج، في انعكاس مباشر لتبدل خرائط النفوذ، مع تحولات الاقتصاد العالمي.

عوامل التصنيف

تصنف شركة الوساطة العقارية العالمية "سافيلز" المدن وفق خمسة محاور رئيسية تشمل: بيئة الأعمال، ومقومات الحياة الأسرية، والاستدامة والثراء العابر للأجيال، وأسلوب الحياة، والأمن، ويعتمد تقريرها على تحليل تفضيلات الأثرياء من حيث العيش والعمل والاستثمار، بما يعكس توازن المدينة بين عوامل الجذب الاقتصادي ونمط الحياة الفاخر وجودة الخدمات.

بيئة الأعمال

- دبي هي الوجهة الأولى للأفراد ذوي الثروات العالية، بفضل مزيج فريد من بيئتها الداعمة للأعمال، والمزايا الضريبية، والاستقرار الجيوسياسي، والحياة الفاخرة، ومستوى الأمان المرتفع.

تفوق لافت

- تفوقت دبي بشكل عام في جميع العوامل التي اعتمدها التصنيف، ويُبرهن هذا التفوق الشامل على أن المدينة العربية لم تعد وجهة سياحية أو تجارية فحسب، بل أصبحت مركزًا متكاملًا يوازن بين مصالح الأعمال والرفاهية العائلية والأمان المالي.

المدارس الدولية

- يعكس الطلب المتزايد على التعليم الدولي حجم انتقال العائلات الثرية إلى دبي، فقد أكدت "سافيلز" أن المدينة تضم أكبر عدد من المدارس الدولية بين جميع الوجهات الواردة في مؤشرها، ما يجعلها مركزًا لتنشئة الأجيال الجديدة من رواد الأعمال والأثرياء.

جاذبية الإمارات

- ساهم نظام التأشيرة الذهبية الإماراتي في تعزيز جاذبية دبي لنخبة المستثمرين الأجانب، حيث يمنح هذا البرنامج إقامة لمدة 10 سنوات مقابل استثمار مليوني درهم (ما يعادل 544.55 ألف دولار).

جاذبية متغيرة

- تأثرت لندن (التي احتلت المرتبة الأولى من حيث عوامل نمط الحياة) سلبًا بالنظام الضريبي في المملكة المتحدة، مما أضر بالطلب على العقارات الفاخرة في المدينة هذا العام.

مدن تقنية

- يرصد تقرير "سافيلز" تحولًا واضحًا نحو المدن التقنية بدلًا من المراكز المالية التقليدية، مع تسجيل " شنتشن" و"بنجالورو" نموًا ثلاثي الرقم في أعداد الأثرياء خلال العقد الماضي، كما أدى النمو الاقتصادي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى زيادة في عدد الأثرياء أفاد شنغهاي وبانكوك وطوكيو.

مليونيرات جدد

- تعافت الثروة العالمية بقوة بعد تراجعها في 2022، مدفوعة بالنمو السريع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث برز أكثر من 680 ألف مليونير جديد في عام 2024، بزيادة 1.2% على أساس سنوي، ومن المتوقع إضافة أكثر من 5 ملايين مليونير بحلول عام 2029.

تحولات هيكلية

- يعكس الترتيب الجديد تغيرًا هيكليًا في خريطة الثروة العالمية، حيث تتجه رؤوس الأموال من الغرب إلى الشرق، ومن الاقتصادات القديمة إلى البيئات الديناميكية المفتوحة، حيث لم تعد الثروة تبحث فقط عن العقار الفاخر، بل عن منظومة متكاملة من الأمان، التعليم، وسهولة حركة رأس المال.

المصادر: بلومبرج - سافليز